قوانين العقل الباطن
في تطوير الذات
تعريف أولي
العقل الباطن: و يسمى أيضا العقل اللاواعي، و أثناء تعريفه لا بد من الإشارة إلى وجود عقل واحد و ليس هناك عقل آخر ثان منفصل و مستقل، يوجد عقل واحد لدى الإنسان لكن لديه مستويان: المستوى الواعي و المستوى اللاواعي.
العقل اللاواعي يقوم بتخزين كل تجاربك السابقة، معتقداتك، ذكرياتك، مهاراتك، كل الحالات التي مررت بها و الصور التي رأيتها.
توجد قوانين كثيرة من قوانين العقل الباطن لكن سنكتفي في هذا الموضوع بذكر 12 منها، و التي هي:
1- قانون نشاطات العقل الواعي
إن أي شيء تفكر فيه سيتسع و تراه كثيرا، فبافتراض أنك أردت أن تشتري حذاء من نوع معين، فجأة عندما تتجول في الشارع ستجد نفسك أنك ترى العديد من الأحذية من نفس النوع، في الحقيقة الأحذية كانت موجودة مسبقا و لم يكن عقلك مركزا عليها، الفرق بين الحالة الأولى و الثانية أننا نقوم بتشغيل نظام التنشيط الشبكي (RAS) فنصبح نرى ما نفكر فيه بشكل أكبر.
2- قانون التفكير المتساوي
يعني أن الأشياء التي تفكر فيها سترى مثيلها في العالم الخارجي، فلو جعلت كل تفكيرك في السعادة فسترى في عالمك الخارجي أشياء تشعرك بالسعادة و تلتقي أصدقاء يشعرون بالسعادة، و هذا سيترك بالتأكيد انعكاسا بدخلك و يؤثر على حالتك الذهنية بشكل إيجابي.
3- قانون الإنجذاب
أي شيء تفكر فيه سينجذب إليك من نفس النوع، أي أن العقل يعمل كالمغناطيس، فإن كنت تركز جل تفكيرك على المشاكل، و تجعل جل حديثك عن الأحزان و الشكوى و الألم فإنك ستجذب لنفسك أشياء من نفس النوع و أصدقاء من نفس النوع.
4- قانون المراسلات
عالمك الداخلي هو الذي يؤثر في عالمك الخارجي، فإن كنت حزينا مثلا فإن تصرفك مع من حولك سيكون مختلفا عن ما إذا كنت سعيدا، و إن كنت تؤمن بقيم معينة تختلف عن ما يؤمن به من حولك فإن تصرفك سيكون مختلفا و هذا سيؤثر عليك إما بشكل إيجابي أو سلبي بحسب ما أرسلته لعالمك الخارجي فإنه سيعود إليك.
5- قانون الإنعكاس
العالم الخارجي عندما ينعكس إليك سوف يؤثر على عالمك الداخلي، فكثير من الناس عندما توجه لهم كلمة سيئة ينفعلون و تكون ردة فعلهم بشكل مغاير نحوك.
6- قانون التركيز
أي شيء تركز عليه سوف يؤثر في حكمك على الأشياء و بالتالي على شعورك و أحاسيسك، فأنت الآن إن ركزت على التعاسة فسوف تشعر بأحاسيس و مشاعر سلبية و سيكون حكمك على هذا الشيء سلبي. كثير من الأطفال الذين يجعلون جل تركيزهم على أفلام الحرب و ألعاب العنف ستلاحظ أن سلوكهم يميل إلى العنف نتيجة تأثرهم.
7- قانون التوقع
و الذي يعني أن أي شيء تتوقعه و تضع معه شعورك و أحاسيسك سوف يحدث في عالمك الخارجي، و هو من أقوى القوانين، لأن أي شيء تتوقعه و تضع معه شعورك و أحاسيسك سوف تعمل على إرسال ذبذبات تحتوي على طاقة تعود إليك من جديد و من نفس النوع، فأنت إن توقعت أنك ستفشل في الإمتحان ستجد نفسك غير قادر على التفكير و أنك عاجز، لذا عليك الإنتباه جيدا إلى ما تتوقعه لأن هناك احتمالا كبيرا جدا أن يحصل في حياتك.
8- قانون الإعتقاد
إن ما تعتقد بحصوله بقوة و تكرره باستمرار، ثم تضع معه شعورك و أحاسيسك فسوف تتبرمج في مكان عميق جدا في العقل اللاواعي، كمن لديه اعتقاد بأنه أتعس إنسان في العالم فيجد أن هذا الإعتقاد أصبح يخرج منه دون أن يشعر و بشكل أوتوماتيكي ليتحكم بعد ذلك في السلوك، و هذا الإعتقاد لا يمكن أن يتغير إلا إذا تغير التفكير الأساسي الذي أوصل إلى هذا الإعتقاد، فمن يعتقد بقوة أنه إنسان خجول فسترى أن تصرفاته تكون بشكل عفوي بما يتماشى مع اعتقاده أنه إنسان خجول.
9- قانون التراكم
يدل هذا القانون على أن أي شيء تفكر فيه أكثر من مرة، ثم تعيد التفكير فيه بنفس الطريقة سوف يتراكم في عقلك اللاواعي و تزداد نسبته شيئا فشيئا، إذا قلت مثلا أنك تغضب ثم ظللت تكرر ذلك الإعتقاد في كل مرة، ففي كل مرة سينمو ذلك الإعتقاد بنسبة أكبر إلى أن تتراكم تلك النسبة و تصير إنسانا يغضب بسرعة لأنك كونت اعتقادا نتيجة عدة تراكمات.
10- قانون العادات
إن ما نفعله باستمرار و يتكرر يوما بعد يوم يصبح عادة دائمة، مبرمجة في العقل اللاواعي و نقوم بها بشكل أوتوماتيكي دون تفكير، فأي شيء سلبي علينا الحذر من تكراره باستمرار حتى لا يصير عادة لدينا ستشكل فيما بعد طباعا ستحدد مصيرنا.
11- قانون الفعل و رد الفعل (السببية)
أي سبب تكون له نتيجة حتمية، و كلما كررنا نفس السبب سنحصل دائما على نفس النتيجة، أي أن النتيجة لا يمكن أن تتغير إلا إذا تغير السبب، و هناك مقولة لألبرت آينشتاين عبر من خلالها عن هذا القانون: “من الغباء أن تحاول حل المشكلة بنفس العقلية التي أوجدتها” لأن إن حافظت على نفس العقلية فستحصل في كل مرة على نفس النتيجة.
12- قانون الإستبدال
تخيل معي أنك تتحدث لصديق لك و أخبرته أنه إنسان سيء فأنت بذلك ترسل إليه طاقة سلبية تجعله يتصرف بطريقة سيئة تجاهك لأنك قمت بتفعيل قانون المراسلات، فكل ما ترسله من أحاسيس سيعود إليك، أما إذا قمت باستبدال ذلك النمط من التفكير السلبي بنمط إيجابي فستحصل على نتيجة مغايرة، فلا تتوقع أن يعاملك الناس بشكل ممتاز و يحتفون بك و أنت تعاملهم بشكل سيء و غير لائق.
يقول فرانك أوتلو:
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك..................منقول

شكرا جزيلا