من أدوات اللغة العربية:ثمّ، ثُمّ، حاشا، حبذا، حتى، حيث، خلا، ربّ
من أدوات اللغة العربية:ثمّ، ثُمّ، حاشا، حبذا، حتى، حيث، خلا، ربّ
ثَمَّ
ثَمَّ: اسم يشار به إلى المكان البعيد. مبني على الفتح، ويكون في العبارة ظرفاً للمكان، نحو: «وإذا رأيتَ ثَمَّ رأيتَ نعيماً ومُلكاً كبيراً» ، وقد يُجَرّ بـ [مِنْ]، فيقال: [مِن ثمَّ].
وقد تلحقه تاء التأنيث فيقال: [ثَمَّةَ]، وتُلفَظ عند الوقف هاءً: [ثَمَّهْ].
ثُمَّ
حرف عطف، معناه الترتيب والتراخي، ويفيد مشاركة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم والإعراب، نحو: [سافر خالدٌ ثمّ زهيرٌ].
أحكام:
تعطِف الجملةَ والمفرد، نحو: [سافر زهير ثم عاد] و [زارنا زهير ثم خالد].
تدخل عليها همزة الاستفهام، نحو: «أثُمَّ إذا ما وقع آمنتم به»
قد تتصل بها تاء التأنيث، فتختصّ - في هذه الحال بعطف الجمل، ومن ذلك البيت المشهور لشَمِر بن عمرو الحنفي :
ولقد مررْتُ على اللئيمِ يسبّني
فمضَيْتُ ثُمَّتَ قلتُ لا يَعْنينِي
حاشا
أداةٌ يستثنى بها، لتضمّنها معنى [إلاّ]. والاسمُ بعدها يُنصَب ويُجَرّ:
فمن النصب قول الفرزدق
حاشا قريشاً فإنّ الله فضّلهمْ
على البريّة بالإسلامِ والدينِ
ومن الجرّ قولُ عمر بن أبي ربيعة
مَنْ رامَها حاشا النبيِّ وأهلِهِ
في الفخر غَطْمَطَهُ هناك المُزْبِدُ
وبيت الشاعر
حاشا أبي ثَوْبانَ، إنّ أبا
ثَوْبانَ ليس بِبُكْمَةٍ فَدْمِ
له روايتان: الجرّ، وهي الرواية المذكورة آنفاً: [حاشا أبي ثوبان…]، والنصب، وهي رواية: [حاشا أبا ثوبان…].
فائدتان:
1- يَكثر مجيء اللام بعدها، ومن ذلك قول أبي نواس
حاشا لِدَرَّةَ أنْ تُبْنَى الخِيامُ لها
وأنْ تَروحَ عليها الإبْلُ والشاءُ
(أراد بالدرة: الخمرة).
2- قد يُحذف حرفها الأخير (الألف) اختصاراً، لكثرة الاستعمال. ومنه قوله تعالى: «وقلن حاشَ للّهِ ما هذا بشرًا» وحاشَ للّهِ ما علمنا عليه من سوءٍ.
حبَّذا
حَبَّذا: تركيبٌ يستعمل في المدح . مؤلف من ثلاثة عناصر يمثلها قولك: [حبّذا زهير رجلاً]. ويختلف المعربون في إعراب هذه العناصر. ولعل أسهل ذلك ما يلي: [حبذا: فعل]، و [زهير: (المخصوص بالمدح) فاعل]، [رجلاً: تمييز].
أحكام:
يلزم [حبذا] صيغةَ الإفراد والتذكير أبداً في كل حال، فيقال مثلاً:
[حبذا الرجل، وحبذا المرأة، وحبذا التلميذان، وحبذا التلميذتان، وحبذا الرجال، وحبذا النساء].
إذا دخلت [لا] النافية على [حبذا] تحول معناه إلى الذم نحو: [لا حبّذا الجهلُ].
يجوز تقديم التمييز على الفاعل وتأخيرُه عنه، نحو: [حبذا زهير رجلاً، وحبذا رجلاً زهير].
نماذج فصيحة من استعمال [حبّذا]
قال الشاعر
ألا حَبَّذا قوماً سُلَيْمٌ فإنهم
وَفَوْا، إذ تواصَوْا بالإعانة والصبرِ
[قوماً]: تمييز تقدم على الفاعل [سليم]، وهو جائز، بل هو الأكثر في كلامهم.
قال الحطيئة
ألا، حَبَّذا هندٌ وأرضٌ بها هندُ
وهندٌ أتى مِن دونها النأيُ والبُعْدُ
[هند]: هي المخصوص بالمديح، فاعل. ولم ير الشاعر في نفسه حاجةً إلى تمييز، فاطّرحه، ولو ذكره لقال مثلاً: حبذا هندٌ امرأةً. وتأنيث الفاعل لم يغيّر من [حبذا] شيئاً، لأنه يلزم صيغة الإفراد والتذكير أبداً في كل حال.
وقال جرير
يا حبَّذا جَبَلُ الرَّيّان مِن جبلٍ
وحبذا ساكنُ الريان مَنْ كانا
وحَبَّذا نفَحاتٌ مِن يَمانية
تأتيكَ مِن قِبَلِ الرَّيَّانِ أحيانا
(يمانية: أراد ريحَ الجنوب).
استعمل الشاعر [حبذا] مراتٍ ثلاثاً على اختلاف ما تلاها من مفرد مذكر أو جمع مؤنث، وذلك أن [حبذا] لا يغيّر منها اختلاف الفاعل بعدها تذكيراً وتأنيثاً وإفراداً وتثنيةً وجمعاً، بل تلزم حالة واحدة هي: الإفراد والتذكير أبداً في كل حال.
قال ذو الرمّة:
ألا، حبّذا أهلُ المَلا غيرَ أنهُ
إذا ذُكِرَتْ مَيٌّ فلا حبّذا هِيَا
في البيت مسألتان:
الأولى: ثبات صيغة [حبذا]، سواء أجاء الفاعل بعدها مذكّراً معناه الجمع: [أهل الملا] أم مفرداً مؤنثاً: [هي].
الثانية: اجتماع المدْح والذمّ في البيت: فـ [حبّذا أهلُ الملا]: للمدح، على المنهاج. و[لا حبّذا هي]: للذمّ، وذلك أنهم إذا أرادوا الذمّ أدخلوا [لا النافية] على حبّذا.
حتّى
معناها انتهاء الغاية، نحو: أدرسُ حتى الصباحِ = إلى الصباح، وتأتي للتعليل، نحو: أدرسُ حتى أنجح = كي أنجح.
ولها وجوه ثلاثة:
[list="list-style-type: decimal"]
[*]حرف عطف، يعطف الأسماء فقط. ومنه المثال الشائع: [أكلتُ السمكةَ حتى رأسَها]، أي: أكلتَ السمكةَ ورأسَها أيضاً.
[*]ابتدائية، وتدخل على الجمل الاسمية والفعلية، نحو: [فوائد الكتاب لا تنتهي، حتى اقتناؤه زينةٌ في البيت] و[عمَّ استعمال الحاسوب حتى دخل كلَّ ميدان].
[*]حرف جر، نحو: [قرأت الكتاب حتى خاتمتِه].
[/list]
تنبيهٌ عظيم الخطر: ينتصب الفعل المضارع بعد حتى الجارّة، إذا كان زمانه للمستقبل، نحو: [أدرسُ حتى أنجحَ]. فإذا لم يكن للمستقبل وجب رفعه، نحو: [فلان في الرمق الأخير، حتى ما يُؤمَلُ أنْ يعيش إلى الغد].
نماذج فصيحة من استعمال [حتى]
«ثمّ بدا لهم من بعدِ ما رأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حتى حِين»
[حتى حينٍ]: حتى في الآية حرف جرّ، يَجرّ الاسم الظاهر (أي لا يجر الضمير)، ومعناها انتهاء الغاية. أي: ليسجننه إلى حين.
قال الشاعر:
قَهرْناكمُ حتى الكماةَ فأنتمُ تَهابونَنا حتى بَنِينَا الأَصاغِرا
[حتى الكماةَ]: حتى هنا في البيت هي العاطفة. والعاطفة تعطف الأسماء على الأسماء فقط. لكن الشاعر هنا عطف [الكماةَ] على الضمير [كم]، الذي هو في محل نصب. ويقال الشيء نفسه طِبقاً، في قوله: [حتى بنينا]. فـ [حتى] هنا عاطفة، و[بني]: (حُذفت النون منه للإضافة، والأصل بنين) اسم ملحق بجمع المذكر السالم منصوب بالياء، لأنه معطوف على الضمير [نا] قبله الذي هو في محل نصب. ويحْسن أن نذكر هاهنا أنّ الاسم المعطوف بعد [حتى] يكون غاية لما قبلها تعظيماً أو تهويناً. وقد اجتمعا في البيت. ففي الصدر تعظيم [قهرناكم حتى الكماةَ]، وفي العَجُز تهوين [تهابوننا حتى بنينا الأصاغرَ].
قال جرير:
فما زالتِ القتلى تَمُجُّ دماءَها
بدجلةَ حتى ماءُ دجلةَ أشْكَلُ
[حتى ماءُ دجلة أشكل] (الماء الأشكل: المختلط بالدم): حتى ابتدائية. والابتدائية إنما تدخل على الجمل اسميةً وفعلية، وقد دخلت في البيت على جملة اسمية، مؤلفة من مبتدأ هو [ماء] وخبر هو [أشكل].
وقال الفرزدق:
فواعجبا، حتى كُلَيْبٌ تَسبُّني
كأنّ أباها نَهْشَلٌ أو مُجاشِعُ
[حتى كليب تسبّني]: يقال هنا في بيت الفرزدق، ما قيل في بيت جرير آنفاً، فـ [حتى] ابتدائية، والابتدائية إنما تدخل على الجمل، وقد دخلت في البيت على جملة اسمية، مؤلفة من مبتدأ هو [كليب] وخبر هو جملة [تسبّني].].
وقال الراعي النميري:
وما هجرتُكِ حتى قلتِ معلنةً
لا ناقةٌ لِيَ في هذا ولا جَمَلُ
[حتى قلتِ]: حتى ابتدائية، والابتدائية تدخل على الجمل اسميةً وفعلية. وقد دخلت في البيت على جملة فعلية: [قلتِ].
«لن نَبْرَحَ عليه عاكِفينَ حتى يَرجعَ إلينا موسى»
[حتى يرجعَ…]: حتى في الآية حرف جرّ لانتهاء الغاية، والمعنى: [إلى أن يرجع]. والقاعدة أنّ الفعل المضارع ينتصب بعد حتى إذا كان زمانه للمستقبل، وقد تحقق ذلك هنا، وذلك أنّ رجوع موسى هو بعد قولهم: (لن نبرح…)، وبتعبير آخر: إنّ زمن رجوع موسى هو مستقبَلٌ بالقياس إلى زمن قولهم: (لن نبرح). ومن هاهنا كان انتصاب الفعل المضارع بعد حتى.
ويتّضح هذا إذا تأمّلت بيت حسان بن ثابت، الذي وردت فيه [حتى] وبعدها فعل مضارع لا يدلّ على زمنٍ مستقبل. فارتفع ولم ينتصب. وهو:
يُغْشَوْنَ حتى ما تَهِرُّ كلابُهمْ
لا يَسألون عنِ السَّوادِ المقْبِلِ
فقوله: [ما تهرُّ كلابهم] بضمّ الراء، لا يدل على حدث سيقع في المستقبل، أي لا يدلّ على أنّ كلابهم تهرّ في وقتٍ آتٍ في المستقبل، وإنما يدلّ على أنها اعتادت رؤية الضِّيفان يغشون حيّهم، وأَلِفَتْ ذلك فهي لا تهرّ. ولذا جاء فِعْلُ [تهرّ] بعد [حتى] مرفوعاً لا منصوباً.
حَيْثُ
ظرف مكان مبنيّ على الضمّ. يلازم الإضافة إلى الجُمل نحو: [وقفتُ حيثُ وقف خالدٌ، وجلستُ حيثُ الجلوسُ مريحٌ]. فإن تلاها مفردٌ فهو مبتدأ محذوف الخبر نحو: [مكثنا حيث الظلُّ… = مكثنا حيثُ الظلُّ ممدودٌ].
قد تُجَرّ بأحد حروف الجرّ الآتية: [مِن - إلى - في - الباء].
إذا اتصلت بها [ما] الزائدة، ضُمِّنت معنى الشرط فجزمت فعلين نحو: [حيثما تجلسْ أجلسْ].
تنبيه: الأصل أن تُكسر همزة [انّ] بعد [حيثُ] فيقال مثلاً: [تنَزّهت حيثُ إنّ الزهر كثيرٌ]، لكنّ فريقاً من النحاة - ولهم حجّتهم - أجازوا الفتح أيضاً، فيقال: [تنَزّهت حيثُ أنّ الزهر كثيرٌ].
نماذج فصيحة من استعمال [حيث]
«فكُلاَ منها رَغَداً حيثُ شئتما»
[حيثُ]: ظرف للمكان مبني على الضم، وقد أُضيف إلى الجملة الفعلية [شئتما]. ومثل هذا طِبقاً قولُه تعالى:
«نتبوَّأ مِن الجنة حيثُ نشاء» وقولُه:
«وامضُوا حيثُ تُؤمَرون»
«ومِن حيثُ خرجتَ فَوَلِّ وجهَكَ شطر المسجد الحرام»[مِن حيثُ]: مِن حرف جرّ، يجوز دخوله على [حيثُ]، فتكون اسماً مبنياً على الضم في محل جرّ بـ [من]، مضافةً إلى جملة فعلية هي: [خرجتَ].
ومثل هذا طِبقاً، قولُه تعالى:
· سنستدرجهم مِن حيثُ لا يعلمون[ (الأعراف 7/182)
· مِن شواهدهم التي يُجمِعون على إيرادها قولُ القائل:
حيثُما تَستقمْ يُقَدِّرْ لك اللّــهُ نجاحاً في غابرِ الأيامِ
[حيثُما]: اتصلتْ [ما] الزائدة بـ [حيث]، ومتى كان ذلك تضمّنت [حيثُ] معنى الشرط فجزمت فعلين، كما في البيت إذ جزمتْ [تستقمْ + يُقَدِّرْ].
خَلاَ
أداةٌ يستثنى بها، لتضمّنها معنى [إلاّ]. والاسمُ بعدها يجوز جرُّه ونصبُه. ومن بيِّنات جواز الوجهين قول الأعشى
خلا اللهَِ ما أرجو سِواكَ، وإنما أَعُدُّ عِيالي شُعْبَةً مِنْ عِيالِكا
فقد رُويَ لفظُ الجلالة في البيت بالجر والنصب.
فإذا اقترنت بها [ما] وجب النصب، وامتنع الجرّ، ومنه قولُ لبيد (الديوان /256):
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطِلُ
وكلُّ نعيمٍ لا مَحالةَ زائلُ
رُبَّ
رُبَّ: من حروف الجرّ، معناها التقليل أو التكثير، على حسب الحال. ومن سياق الكلام يتبيّن المراد.
عِيْبَ على الجوهري أنه لم يذكر من معاني [ربّ] في الصحاح إلا أربع عشرة لغة، منها: ربّ، ربّما، ربّتما، ربْ،… وقيل: [هو قصور ظاهر]!! لأن [ربّ] لها سبعون لغة!! انظر:
يسمّي النحاة هذه الواو: [واو ربّ]. ولا تكون إلاّ في الشعر.
قال سيبويه: «جعلوا (ربّ) مع (ما) بمنْزلة كلمة واحدة، وهيّؤوها ليُذكر بعدها الفعل، لأنهم لم يكن لهم سبيل إلى (ربّ يقول)»
أحكام:
تدخل [رُبّ] على اسم نكرة مجرور. ويكون جوابها اسماً مرفوعاً، أو جملة. نحو: [ربَّ ضارّةٍ نافعةٌ]، و[ربّ جهلٍ ستره الغِنى] و[ربّ مُدّعٍ يفضحه تعالمُه]
و[ربّ فقيرٍ معدمٍ عِلمُه غزير].
كثيراً ما تُحذف في الشعر، وتنوب عنها الواو.
قد تتصل بها [ما] الزائدة، فتختص بالدخول على الجُمل ماضويةً ومضارعية، نحو: [ربّما سافر خالد، وربّما تطول غيبته](4). وقد تخفّف باؤها فيقال: [رُبَما سافر].
نماذج فصيحة من استعمال [ربّ]
قال جَذِيمة الأبرَش
رُبَّما أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ تَرْفَعَنْ ثَوبِي شَمالاتُ
[العَلَم: الجبل، والشمالات: جمع شَمال، وهي الريح تهب من ناحية الشَّمال. والشاعر يفخر بأنه يحفظ أصحابه إذا خافوا، فيكون لهم طليعةً في رأس الجبل، لما يدلّ عليه ذلك من قوة في الجسم: (حدّة البصر)، وقوّة في النفس: (شهامة)].
اتّصلت [ما] الزائدة بـ [ربّ]، فاختصّت بالدخول على الجُمل: [أوفيت].
«رُبَما يودّ الذين كفروا لو كانوا مُسْلِمين»
في الآية مسألتان: الأولى: اتصالها بـ [ما] واختصاصها مِن ثَمّ بالدخول على الجمل. (يودّ). والثانية: تخفيف الباء.
قال أميّة بن أبي الصلت
ربّما تَكرهُ النفوسُ مِنَ الأمرِ لهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
اتصلت [ما] بـ [ربّ] فاختصّت بالدخول على الجمل: [تكره].
قال ثابت قطنة، يرثي يزيد بن المهلب:
إنْ يقتلوك فإنّ قتْلكَ لم يكن
عاراً عليك، ورُبَّ قتلٍ عارُ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [قتلٍ]، وجوابُها اسمٌ مرفوع هو: [عارُ]. وكلا الأمرين على المنهاج.
قال المتنبي:
ذَلَّ مَن يَغْبِطُ الذليلَ بعيشٍ
رُبّ عيشٍ أَخَفُّ منه الحِمامُ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [عيشٍ]، وجوابها جملة اسمية: [أخفُّ منه الحِمام].
قال امرؤ القيس
فيارُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ وليلةٍ بآنسةٍ كأنها خَطُّ تِمْثالِ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [يومٍ]، وجوابها جملةُ: [لَهَوْت]. وكلاهما على المنهاج.
قال جَحْدَر العُكْلِيّ
فإنْ أهْلِكْ فربّ فتىً سيبكي
عَلَيَّ مُهذبٍ رَخْصِ البَنانِ
دخلت [ربّ] على اسم نكرة: [فتى]، وجوابها جملةُ: [سيبكي]. وكلاهما على المنهاج.
قال امرؤ القيس
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدولَهُ
عَلَيَّ بأنواع الهموم ليبتلي
الأصل في البيت: [ربّ ليلٍ]، ثم حُذفت [ربّ] فنابت عنها الواو: (واوُ ربّ). ولا يكون ذلك إلاّ في الشعر. ومثل ذلك طِبقاً قولُ صخر بن عمرو بن الشريد:
وعاذلةٍ هَبَّتْ بليلٍ تلومني
ألا لا تلومِيني،كفى اللومَ ما بِيَا
وقولُ معنِ بن أَوْس المُزَنيّ
وذي رَحِمٍ قلّمْتُ أظفارَ ضِغْنِهِ بحِلْميَ عنهُ، وهْوَ ليس لهُ حِلْمُ
ففي البيتين كليهما حُذفت [ربّ] ونابت عنها الواو: [واو ربّ].