الحقيقة أنا أشعر بانتشاء كبير و أنا اجلس قبالة البناية الصفراء ذات الطوابق و الملتوية .. أتذكر الآن نفس اللحظات التي كنت اجلس فيها هنا أنظر إلى وكر العصابة و أعيد نفس الشريط البائس لأحداث وقعت و مظالم و ضحايا تعسف و ميول شاذة لمن أوكلت غليهم مهام تسيير شؤون المعلمين و الأساتذة .. أتذكر ذلك الأستاذ المظلوم الذي انهار في ديوان المدير السابق للتربية و كيف أناحوا عنه بوجوههم الباردة جدا . أتذكر تلك العشرات من الفتيات البائسات الباحثات عن منصب عمل هو حق لهن و كيف كن يمضين أياما للظفر بمقابلة ( وزير مصلحة الموظفين ) ..أتذكر الظلم الذي وقع علي شخصيا .. أتذكر كيف أوقفوني عن العمل و كيف منحوني الفرصة لان أتفرغ لكشف فظاعتهم هنا على المنتديات و في كل مكان أمكنني فيه الحصول على مساعدة من الشرفاء في القطاع و ما أكثرهم..
و اعلم أن ما قمت به ( عن حق أو عن إحساس بالظلم ) قد بعث الرعب في نفوسهم حيث صاروا كالمصابين بالسعار .. يبحثون و يتوهمون و يفترضون بل و يشكون في بعضهم .. ما زلت اذكر و أنا أقف داخل البناية الصفراء أنظر مبتسما إلى من تبقى سليطا غلى الآن على مصلحة الامتحانات ..و هو يصرخ و يتوعد و يقسم انه سيصل إلى وردة الرمال و إلى زرقاء اليمامة و إلي شخصيا ..
ثم ماذا يا أصدقاء ..كثير منكم ( عن نية و صفاء سريرة) استهجن ما قمت به من باب التشهير .. و نسيتم قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أذكروا السفيه بما فيه ليعرفه الناس ) و لم يكونوا سفهاء بل كانوا متلاعبين و مرتشين و ظالمين ..
يمكنني الآن أن أسرد عليكم كثيرا مما سكتت عنه و كيف تشكلت العصابة بداية من تعيين زعيمها الراحل و كيف زرع أبناء منطقته في المصالح المفصلية الهامة ... مصلحة الموظفين و مصلحة الامتحانات و التعاضدية و الخدمات .. و أذناب المركزية في لجان الخدمات التكميلية و ...وو.
و في نقطة ما أصبح مصيرنا جميعا بأيديهم .. نقولات إدارية دون حق ..تلاعب في حركة الموظفين .. نهب لأموال الخدمات الاجتماعية .. تبذير أموال عمومية .. تلاعب في صفقات التجهيز.. و حتى في هياكل البناء كما حدث في سطارة ..
لقد استطعنا برفقة الشرفاء أن نكشف كثيرا من الفضائح تم التحقيق فيها و إثبات صحتها .. و انهالت لجان التحقيق على المديرية و تم في مرحلة ما و في محاولة للالتفاف نقل السيد المدير إلى ولاية الطارف قبل أن يستفيد من رفض سردوك بسكرة في باتنة و تم نقله إلى هناك .. وتم استخلافه بامينه العام ..بينما بقيت آليات العصابة بالاشتغال ..بنفس الوتيرة حتى وقع اعتصام الاساتذة المشاركين من الولاية الذين حرموا من النجاح بينما نجح في نفس المسابقة مشاركون من ولاية باتنة و ما جاورها و قد زودناهم حينها بالاسماء و الطريقة و الوسيط ..كانت تلك غلطة السيد شيوب الذي وضع نفسه في فوهة البركان ...و انتهى الإعتصام بعد تدخل شريفة المديرية السيدة ليلى بن طبيبل عضوة المجلس الولائي وتم إلغاء قائمة العار و نجح أبناء الولاية في مناصب الولاية ..
و في رمضان ذلك العام تم تعيين السيد ميلود بوعزقي أستاذ الشريعة السابق و رئيس مصلحة في مديرية عين الدفلى .. و للأمانة الشديدة فانا اعرفه لكنه لا يعرفني .. و أعرف انه ابن أجواد ..رجل مستقيم درس هنا في ولاية جيجل و في الميلية بالذات في ثانوية هواري بومدين .. كنا واثقين انه على علم بما جرى .. و منذ تنصيبه عمل على إصلاح و معالجة الأمراض المنتشرة في مفاصل المصالح .. و بقينا نتابع الوضع في صمت و لا ننشر إلا ما كان يحاك ضده من طرف أذناب العصابة ..
و جاء يوم موعود.. يوم لم يخطر ببالي أن أعيشه و انا أرى وزير مصلحة الموظفين يقبل يد سيده مترجيا ابقاءه في منصبه.. رأيت كيف انهار في نفس مكان انهيار الأستاذ المريض المظلوم و بنفس الطريقة ..إنه انتقام رب الناس من المحتقرين للناس الضعفاء المساكين الذين لا يطلبون سوى السلام ...
و لكن و ككل مرة هناك مدافع على الباطل .. و كان رئيس مستخدمي الوزارة السيد بوساحية بالمرصاد مصرا على بقاء صديقه ( صداقة مشبوهة ) في منصبه و رفض تعيين رئيس مصلحة جديد رغم استيفاء سيدين للشروط تم اقتراحهما من طرف مدير التربية .. و تطلب ذلك أيضا تدخل الشرفاء لدى الوزيرة ليتم أخيرا تعيين السيد بوالغبرة عمر رئيسا للمصلحة .. و رغم تدخل السيناتورين يحي و بوزريبة بقي السيد بوعزقي على رأيه و تحقق المراد...
نحن البسطاء لا نعرف أبدا أن هناك دوما مصالح تسير الأمور .. و لا نعرف أيضا أن بلاء هذا البلد عامة هو تلك المصالح و هؤلاء العرابون المدافعون عن الباطل في سبيل مصالحهم...
كيف لسيناتورين أن يدافعا عن رئيس مصلحة لم ينجز مخطط التسيير لثلاث سنوات كاملة .. و نترك للعارفين بأهمية مخطط التسيير أن يخبرونا كم التلاعبات و الخسائر التي نجمت عن ذلك .. و كيف يصبح منصب أستاذ يباع بعشرات الملايين و منصب عامل مهني بالملايين و منصب مدير بما لا يمكن تصديقه ..
في الأسبوع الماضي حلت لجنة تحقيق وزارية على المديرية .. بوشاية كاذبة من أذناب العصابة للتحقيق في قضيتين .. الأولى سبق لنا نشرها و تتعلق بابنة الأمين العام السابق التي تخرجت في جوان و شاركت في أوت و نجحت في سبتمبر .. و الثانية تتعلق بكريمة السيد المدير ..
الوشاية الكاذبة كانت تقول ّ: إن مدير التربية له زوجة أستاذة تتحصل على مرتب و هي لا تعمل.. اللجنة الوزارية تحققت من أن المعنية لا تحصل على راتب و أنها بعد عطلة أمومة في حالة استيداع.. أما قضية ابنة الأمين العام و التي نجحت في مسابقة العام الماضي ( دون وجه حق) فقد استدعت اللجنة كلا من : رئيس مصلحة التكوين و التفتيش .. رئيس مصلحة الموظفين و الأمين العام السابق والد المعنية) .. و قد تم إثبات حقيقة ما نشرناه هنا و ننتظر قرار الوزارة ..
نحن مطمئنون شديد الإطمئنان إلى أن السيد مدير التربية الذي يتعرض لمؤامرة كبيرة تحاك ضده سينجو من كيدهم جميعا و سيتمكن بكفاءته و أخلاقه العالية من جعل ولاية جيجل نموذجا للتسيير و العدالة والنزاهة ..
و على الشرفاء في الولاية أن يمدوا له يد العون و أن يدعموه بكل قواهم ..
يقال إن العمل الرديء لا يناقش و العمل الجيد لا يناقش و عمله جيد و ما النتائج الجيدة التي تحققت في الولاية غلا خير مثال .. نشد على يدكم يا ابن الاجواد .. و سنبقى أوفياء لمبدئنا في محاربة الظلم و كشف تلاعبات الفاسدين ممن استمكن منهم روح الشر فأغواهم و أعمى بصائرهم. م ن ق و ل  *من منتدى الجلفة*