أهمية مواد الإيقاظ
في المناهج التربوية تؤمن جميع النظريات التربوية المعاصرة بضرورة وأهمية مواد النشاط ، المتمثلة بالتربية الفنية والتربية البدنية والتربية الموسيقية
قطعت الدول المتقدمة شوطاً كبيراً في إدخال مواد النشاط إلى صلب المنهج المدرسي .
على نهج هذه النظرية التربوية المتقدمة لمواد النشاط ، وضع عدد من خبراء التربية وثائق تحدد منطلقات منهج كل مادة من مواد النشاط المذكورة ، والأهداف العامة لها فضلاً عن الأهداف الخاصة التى سيسترشد بها في عملية التأليف كتب خاصة لهذه المواد ورغم أهمية هذه الوثائق ، الموضوعة منذ ست سنوات على أقل تقدير ـ إلا أن التطبيق العملي لها لم يأخذ مجراه ، بل كان الإحساس العام يتعاطف مع فكرة إلغاء مواد النشاط أو تقليصها وقد أنعكس ذلك بشكل واضح على الميدان ، في صورة استهتار الإدارات المدرسية والمدرسين بالنشاط وحصصه ، وباتت حصة التربية الموسيقية على سبيل المثال فرصة للتسرب ، أو لقضاء الوقت دون عمل أو ـ في أحسن الأحوال ـ لأخذ دروس التقوية فى المواد الأخرى.
وغنى عن الذكر أن مشروع السياسة التربوية الوطنية قد أشار إلى أهمية مواد النشاط ، وقد أهتدى المنهاج والوثائق المرافقة لوضع الأهداف التعليمية لكل مادة على حدا ، وسأحاول إعطاء فكرة ملخصة في هذه المساهمة عن مضمون الرؤية الثاقبة لمناهجنا التربوية المعتمدة التي تمثل رؤية حضارية لمواد النشاط و التي تعبر عن عصارة تجارب الأمم في هذا الميدان.
التربية الجمالية ولنبدأ بالتربية الموسيقية ، التي تحتل ـ في الدول المتحضرة ـ حيزاً مهما في خطط وبرامج التنمية بصفتها من الفنون الراقية وقد أشارت الوثائق المرافقة إلى ذلك ، حين نصت صراحة على أن التربية الموسيقية مجال من مجالات التربية الجمالية والفنية وهى وسيلة من وسائل التعبير عن انفعالات الإنسان وعواطفه وخبراته ، والفنون ـ بشتى ألوانها ـ تتغلغل في صميم حياتنا ، ذلك لأن الحياة بغير جمال أو تصور للجمال فيها أو تفكير في تنظيمها تصبح مقفرة خاوية المضمون وقد أكدت الوثيقة مسألة تربوية مهمة تغيب عن الكثيرين من العاملين فى المرحلة الابتدائية وهى أنها ـ التربية الموسيقية ـ ليست ـ فى هذه المرحلة مجال لهو ومرح وانطلاق وإنما هي مجال لتجديد الطاقة وشحذ المهمة واكتشاف النفس ، فللطفل في الغناء والحركة غذاء لروحه.
لقد بات معروفاً أن النشاط الموسيقى التربوي في الحياة المدرسية وسيلة لإبعاد الطفل عن الاتجاه إلى نزعة التحدي والعبث بالنظام والسلوك غير السوي. من القوة الدافعة فيقبل على تعلمه وممارسته ويندمج مع زملائه وهو يؤديه ويشعر بانتمائه إلى هذا المجتمع الذي يتمثل في المدرسة فيعمل جهده لرفع شأنها بين مدارس الحي والدولة ، كما أن التربية الموسيقية تنمى روح الفريق من خلال اشتراك التلميذ ومساهمته فى فرق النشاط الموسيقى وتعتمد التربية الموسيقية على موضوعات وثيقة الصلة بحياة التلاميذ وما يحيط بهم من محسوسات بيئتهم ثم تتدرج مع نمو قدراتهم العقلية والعاطفية إلى المعنويات عندما يتهيأ التلاميذ لذلك.
وقد نبه واضع الوثيقة إلى أهمية أن تعكس التربية الموسيقية الطابع الوطني للأمة الجزائرية ، بما تضمنه من مجالات فنية وثقافية حتى يتعرف التلاميذ أنماط الحياة في المجتمع وما طرأ عليها من تغيير وتطوير في ظل العولمة و التدفق المعرفي. ويرى أن هذا الهدف يمكن أن يتحقق عن طريق معالجة موسيقية تربوية لمظاهر البيئة الطبيعية المحيطة من بحر وصحراء ونخيل وحيوانات كما يرى المنهج المقترح لهذه المادة أن بالإمكان ترسيخ الروح الإسلامية في نفوس التلاميذ من خلال الأناشيد والقصص الحركية والتمثيليات التي تعالج جوانب إسلامية تشد انتباه التلاميذ وتستثير انتباههم وتنمى فيهم جوانب الإعزاز والتقدير لتاريخ الإسلام وحضارته.
طبيعة الدارس واحتياجاته لقد أتفق علماء التربية على أن مواد النشاط ـ وعلى رأسها التربية الموسيقية ـ يجب أن تراعى حاجات الأطفال وظروفهم البيئية والاجتماعية وإمكاناتهم الفردية وتتمشى مع مراحل نموهم وتطورهم وقد ألتفت واضع الوثيقة المذكورة إلى هذا الجانب المهم فاشترط في وثيقته ضرورة مراعاة المنهج لخصائص النمو للتلاميذ ـ في المرحلة الابتدائية ـ ، فالتلميذ في هذه المرحلة ميال إلى الاستطلاع
ويستخدم لهذا الغرض كل حواسه بما في ذلك الحاسة السمعية ، وهو يحب القصص بخاصة تلك التي يمتزج فيها الواقع بالخيال وهو كثير الحركة قليل الانتباه والتركيز ومن هنا يتوجب تفصيل مفردات المنهج فى المرحلة الابتدائية بما يتوافق مع هذه الخصائص وتتدرج مفردات المنهج بتدرج خصائص النمو ، فالتلميذ في المرحلة الابتدائية يكون قد نضج أكثر فى وعيه ومدركاته وحواسه ، ومن ثم تزداد ميوله القيادية ويتعلق أكثر تركيزاً مع ملكة خاصة في التمييز بين الأشياء وهكذا.
وتميز الوثيقة بين أسلوبي الإلقاء والممارسة وتنضج المربين اعتماد الأسلوب الثاني ـ الممارسة ـ من باب أن هناك خبرات أساسية فى التربية الموسيقية والواجب أن يمر التلاميذ بهذه الخبرات كل حسب ميوله واستعداداته حتى تشبع التربية الموسيقية حاجات كل تلميذ وتعمل على تأمين نموه المستمر ويرى المنهاج و الوثا ئق أن أفضل الطرق لتعلم الحقائق والمهارات في التربية الموسيقية استعمالها في تجارب لها معنى فتصبح هذه الحقائق كأنها منبثقة عن خبرة التلميذ ويوجه المنهج للتعرف على خبرات موسيقية من خلال الفرص العديدة المتوفرة في مجالاته المختلفة.
ولوحظ أن الوثيقة المقترحة تتبنى هذا الاتجاه في التعليم ـ التعلم بالممارسة ـ لذا فهي تشترط أن يبحث التلاميذ بأنفسهم عن معاني العلامات والأشكال والرموز الموسيقية ومدلولاتها لا أن تلقن لهم ، مع ضرورة تشجيع الآخرين عن التدرب على التمارين الغنائية والموسيقية وتقديمها إلى زملائهم من خلال الأنشطة المدرسية.
ويتبع ذلك زيارات ورحلات إلى دور الإعلام والإذاعة والتلفزيون لتعرف هذه الأنشطة عن قرب فضلاً عن زيارة المكتبات المدرسية والعامة ـ
تفريد التعليم انطلاقاً من هذه المسلمات أفردت الوثائق المرفقه لمنهاج التربية الموسيقية بنداً خاصاً لما أسمته ب" تفريد التعليم فى مادة التربية الموسيقية " والتفريد ـ كما هو معلوم ـ يقوم على اعتبار كل تلميذ كياناً مستقلاً بقدراته واستعداداته الخاصة التي قد لا تتطابق مع غيره من أترابه في الفصل الدراسي الواحد ، إذ أن معاملة التلاميذ على أساس أنهم متساوون فى كل شيء يترتب عليه حرمانهم من الرعاية الكافية للنمو الطبيعي وعدم تحقيق تكافؤ الفرص بين التلاميذ ولعل هذه الأخيرة من أهم ما تدعو إليه التربية الحديثة في تخطيط المناهج والبرامج التعليمية.
وتشير الوثيقة إلى أن مثل هذا التفريد يقتضى تنويع مستويات التلاميذ ودراسة حالاتهم الصحية والنفسية والتعاونية دراسة فاحصة ، خاصة في المرحلة الابتدائية وبحيث تواجه المشكلات الناتجة عن التفاوت في القدرات أو عن الأمراض أو العلل جسمية كانت أو نفسية أو اجتماعية أو غيرها من الأسباب.
مرونة المنهج
ولقد نصت أكد واضعو المناهج و الوثائق المرافقة على أن هذه الحالات تواجه بالدراسة والاهتمام من قبل المعلم ولو أقتضى هذا إضفاء شيء من المرونة على المنهج بحيث يسمح للمعلم باقتراح بعض الأنشطة وصولاً إلى تحقيق أقصى قدر من النمو للتلاميذ في جو مريح بعيد عن الإرهاق والتعقيد.
ولكن قد يتطلب الأمر مساهمة علاجية من قبل الطبيب أو الأخصائي الإجتماعى أو البيت للوصول إلى حل كثير من المشكلات التي يعانى منها التلاميذ والتي يؤدى تجاهلها أو إهمالها وعدم تداركها في هذه المرحلة إلى صعوبات تعترض مسار العملية التعليمية على مدى عمر التلميذ.
كذلك فإن هناك نسبة من التلاميذ المتفوقين أو المميزين من حيث القدرات والمواهب المختلفة والواجب على المعلم ألا يهملهم وأن يستحثهم دائماً على التقدم بإمكاناتهم وذلك بأن يسند لهم الأعمال التي تتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم ، فذلك النشاط بالنسبة لهؤلاء التلاميذ كفيل يبعث الهمم وإيقاظ الثقة فى نفوسهم ودفعهم نحو الاستزادة والتقدم.
إمكانات لكن منهجاً للتربية الموسيقية بمثل هذه الرؤية المتقدمة يحتاج إلى مستلزمات وإمكانات وأدوات خاصة لتنفيذه حتى لا يظل مشروعاً نظرياً ، فضلاً عن تحديد علمي دقيق لوسيلة التقويم .
وأهم وسيلة تعليمية يحتاجها منهاج التربية الموسيقية توفير حجرة خاصة ذات طبيعة ومواصفات خاصة معروفة لدى المتخصصين فضلاً عن آلات وأدوات موسيقية غنية بعناصر التشويق والبساطة والإثارة وزهد التكاليف وسهولة الإصلاح ومصنعة من مواد أولية يستحسن أن تكون متوفرة في البيئة الوطنية أو المحلية .وتلائم المراحل السنية للتلاميذ إلى جانب وسائل ثابتة ومتحركة و " سبورات " ممغنطة ذات مواصفات خاصة وأفلام تعليمية وأجهزة سمعية إلى غير ذلك من مستلزمات المنهج الحديث.
ومنهج بهذه الخصوصية والتشعب يحتاج بالتأكيد إلى عملية تقويم للوقوف على مدى تحقق الأهداف التربوية والتعليمية ومدى فاعلية المنهج ونجاحه وعملية التقويم هذه يجب أن تكون مناسبة للمجالات والمهارات المشار إليها فيما سبق
وظائف تربوية كما يهدف منهاج التربية الموسيقية في المرحلة الابتدائية إلى تحقيق وظائف تربوية هامة فالطفل الذي تتاح له دراسة الموسيقى بصفة جادة ومنظمة يكون مستواه الدراسي أعلى من مثيله الذي لم يكن له حظ دراسة الموسيقى ويرجع ذلك إلى أن الطفل الذي تعلم الموسيقى ، أتقن إلى جانب ذلك كتابة الأشكال والعلامات الموسيقية بطريقة عملية ويؤدى هذا بطبيعة الحال إلى الاستعانة بالخطوط الأفقية والعمودية مما يساعد التلميذ على سهولة الكتابة اللغوية عندما تقابلهم صعوبة تكوين أشكال الحروف الهجائية وطريقة اتصالها يبعضها هذا إلى جانب تعلمه استعمال أدوات الكتابة بالطريقة الصحيحة وكيفية الكتابة المنمقة وبما أن القراءة الموسيقية ـ أيضاً ـ تحدث من خلال العقل والتفكير فإن الأطفال يغنون العبارات الموسيقية وليس النوتات المفردة كما يتقدم الأطفال بسرعة كبيرة في إلقاء وتكوين الجمل ، فالكلمات الجميلة الهادفة والتي تتسم بالبساطة اللغوية لأغاني الأطفال والأغاني الشعبية تعلمهم الأسلوب البسيط المهذب للتعبير كما أن كثيراً من الأغاني الشعبية مرتبط بالتراث أو الحوادث المؤثرة في تاريخ الوطن والعروبة والإسلام وهكذا يتمكن الأطفال من معرفة الكثير عن التاريخ والأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في الماضي.
تعميق الجانب الثقافى وتربية الأذن تربية موسيقية ( والصولفيج ) تزيد من طلاقة الحديث في لغة التلاميذ العربية الأصلية أو اللغات الأجنبية كما أن الإحساس بالزمن والإيقاع وتقسيم العبارات الموسيقية يؤثر في إيقاع الحديث ويساعد الأطفال على تعلم حسن النطق وجودة الإلقاء.
كما تساعد التربية الموسيقية بصورة جدية على تعميق الاهتمام والفهم للجانب الثقافي للحياة فالعزف ينمى البراعة اليدوية ، ترتيب العقلية الموسيقية يساعد على التذوق والتحليل على أساس من التفكير المنطقي كما يؤثر تطور إحساس التلاميذ الجمالي على نظافتهم الشخصية ويحثهم على الاهتمام والمحافظة على كل ما يحيط بهم كما أن درس الغناء يروح عن نفس التلميذ فيشعر بالراحة والانتعاش مما يمكنه من الإقبال على أداء الأعمال بروح أعلى وبذا يكون تحصيله أكبر وأفضل وسلوكه أكثر نظاماً والتزاما.
أهمية وأهداف تعليم التربية الفنية والجمالية إن الهدف من العملية التربوية ومن وسائلها المختلفة هو تعديل السلوك الإنساني في ضوء أهداف معينة ، ويستلزم هذا التعديل تعليماً . وقد أحيطت عملية التعليم بمفاهيم مختلفة فيما يتعلق بطبيعتها وبكيفية حدوثها
وهذه المفاهيم تختلف باختلاف القيم والأهداف التي تسعى إلى تنمية الفرد من حيث استعداداته وتوجيهه الوجهة الاجتماعية السليمة ويكون فرداً صالحاً في المجتمع الذي يعيش فيه وليس من شك ان المواد الدراسية المقررة تعد وحدة متصلة يبعضها غايتها تحقيق الكثير من الأهداف التربوية لخدمة الناشئة وإعدادهم للحياة إعدادا طيباً .
وتعتبر مادة التربية الفنية احد الأنشطة المدرسية وهي كذلك وسيلة حسية مهمة من وسائل المعرفة.
وانطلاقاً من هذه المفاهيم . فان التربية دخلت ضمن البرامج التعليمية في المراحل الدراسية المختلفة.
و بوجه عام نذكر بعض الأهداف المرتبطة بميول الفرد وحاجاته والتي منها الأتي :
أهداف تخص مجالات مختلفة منها . في مجال التربية الوظيفية.
في مجال إعداد المواطن والتنشئة الاجتماعية .
في مجال التربية الانفعالية الوجدانية .
في مجال تنمية الشخصية المتكاملة كما تسعى بعض أهداف التربية الفنية إلى:
تنمية العضلات الدقيقة (الأنامل ) لإكساب الطفل بعض المهارات اليدوية من خلال النشاطات الفنية .
تشجيع الطفل على التعبير فنيا عن أفكاره ومشاعره وحاجاته بطلاقة وحرية
تنمية الحس الجمالي والتذوق الفني عند الطفل .
تنمية قدرة الطفل على التعبير الحر (التشكيلي) وعلى التعبير الإبداعي
تنمية إحساس الطفل بجمال بيئته وحبه لها والتعبير عنها .
إكساب الطفل المهارة في استخدام الأدوات والخامات الفنية المتنوعة .
وهناك أيضا أهداف للتربية الفنية تعتمد في تحقيقها على كثير من المفاهيم ومنها.
غرس الروح الابتكارين .
اكتساب الثقافة الفنية .
تكوين الاتجاهات السلوكية الخيرة.
إكساب المهارات العملية والخبرات العلمية..
إشغال أوقات الفراغ .. وغيرها .
وان هذه الأهداف والمفاهيم يسعى المنهج المدرسي أو برامج الأنشطة إلى تحقيقها ، لان في ممارسات مجالات الفنون المختلفة تتهيأ للفرد فرص من خلال التعبير الفني والتعبير عن انفعالاته ومشاعره وأفكاره .
ومن هنا تأتي أهمية التربية الفنية والجمالية كمفهوم جديد يتجه إلى تربية الفرد تربية مستمرة مدى حياته ، تربية فيها من التنسيق بين إنماء شخصية الفرد ما يوحي إلى المزاوجة بين القوى الإدراكية وبين الدوافع الحسية والوجدانية والى تحقيق التوازن بين القيم العلمية والتقنية ، وبين القيم الجمالية والروحية والخلقية .
ولما كانت للتربية هذه القيم والإثارة فقد اهتم المربون بوجه عام بها ونظرت إليها التربية الحديثة نظرة تقدير ، ونادي المربون بأن تفتح المدارس برامجها للفنون ، لما من اثر في تكامل الشخصية .
وان للتربية الفنية والجمالية ، رسالة سامية في العملية التربوية ، وهذه الرسالة تتطلب من العاملين في حقول تدريس الفنون ، الثقة بها ، وبذل الجهود في تنميتها والإيمان بأهدافها ، ذلك لإعلاء شخصيات الأفراد ، وتكوين القدرات الفاعلة في توجيههم الوجهة السديدة داخل المدرسة وخارجها.
إن الفنون في مضامينها ومفاهيمها تعطي الصورة الحية عن حياة الشعوب ، وتعبر عن تقاليدها وعقائدها وعاداتها ، والفنون مرآة صادقة تتجلى بها نهضة الأمم وحضارتها وتقدمها ،وسجل حافل بالقيم الفنية التي جاء بها تطور الحضارة الإنسانية في عصورها المختلفة .
وانطلاقاً من هذه الأهمية يمكن شيوع مصطلح التربية الفنية والجمالية في ميادين متعددة ، وكذلك ظهور مفهوم (التربية عن طريق الفن )ومفهوم أخر يقول الفن وسيلة من وسائل المعرفة)
والتربية الفنية والجمالية ما وضعت في المناهج والبرامج التعليمية الا لغرس روح الابتكارية وتنمية قدرة الأفراد على الابتكار والتأليف ولقد أصبح الفن من أفضل الوسائل التربوية .الناجمة في أيدي المربين في هذا المجال.
تعريف التربية البدنية عند الاطفال - خصائص وحاجات المتعلم بالمرحلة الابتدائية: تشمل هذه المرحلة من نمو المتعلم المرحلتين الأوليين من التقسيم أعلاه، وهي تمتد لأربع سنوات. تجب الإشارة هنا إلى أنه قد تم الفصل بين المجالات التربوية الثلاث:الحسي الحركي، المعرفي، والوجداني الاجتماعي وذلك محاولة لتسهيل مهام المعلمين في تطبيق هذا البرنامج على مستوى الابتدائي.
الطور الثاني • المجال الحسي الحركي : o تباطؤ وثيرة النمو الجسدي.
o إمكانية إتقان المهارات الحركية (فترة مهمة لإتقان المهارات الحركية العامة وكذلك المهارات الرياضية المقننة.
o تحسن إمكانات المتعلم في إدراك الذات في الزمان والمكان.
o القدرة على التقويم الذاتي أثناء الحركة.
o بداية ظهور الفوارق الجسدية بين الإناث والذكور.
• المجال المعرفي : o الميل إلى العمل الواقعي.
o إمكانية الاستفادة من التكرار.
o سهولة استيعاب القواعد والقوانين.
o تقدم في النشاط التمثلي.
o إدراك المفاهيم المجردة.
o حب الاستطلاع.
o القدرة على تمييز المعطيات (الغربلة).
o القدرة على التفاعل مع الوضعيات المختلفة.
o تزايد مدة التركيز وحدة الانتباه.
o النضج التدريجي للقدرة على الابتكار.
• المجال الوجداني الاجتماعي : o الانجذاب نحو الجنس المماثل.
o الميل إلى الانتماء لمجموعات منتظمة.
o الميل إلى الزعامة.
o القدرة على تحمل المسؤولية.
o حب المواجهة وإبراز المهارات.
o تزايد التفاعل الاجتماعي مع الأقران.
مواصفات الطفل عند نهاية التعليم الابتدائي اعتبارا لأهم خصائص ومميزات النمو عند المتعلم في هاتين المرحلتين الدراسيتين، وتبعا كذلك للمواصفات العامة المقترحة لهذا المستوى الدراسي في الوثيقة الإطار. تم حصر مجموعة من المواصفات التي رتبت حسب المجالات التربوية الثلاث : الحسي الحركي، المعرفي، والوجداني الاجتماعي.
وعليه، تمت بلورة هذه المواصفات لتأخذ خصوصيات مادة التربية البدنية والرياضية من جهة، دون أن تخرج عن توافقها مع سائر المواد التعليمية من جهة أخرى.
• المجال الحسي الحركي : أن يكون المتعلم قادرا على :
o إدراك الذات والزمان والمكان.
o التحكم في الذات وفق الزمان والمكان.
o توظيف المبادئ الأساسية المتعلقة بحفظ الصحة انطلاقا من ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية.
o توظيف واستغلال رصيده الحركي والرياضي.
o الابتكار والإبداع من خلال التعبير الجسدي.
• المجال المعرفي : أن يكون المتعلم قادرا على :
o استيعاب المفاهيم والتقنيات الأساسية ومعرفة القوانين المتعلقة بالأنشطة الرياضية المعتمدة.
o تحليل وتمييز وانتقاء أهم المعطيات في وضعيات مختلفة داخل الأنشطة المعتمدة.
o استيعاب المفاهيم والمبادئ الأولية المتعلقة بالحفاظ على الصحة والبيئة.
o الانتباه والتركيز والملاحظة.
• المجال الوجداني الاجتماعي : أن يكون المتعلم قادرا على :
o التعاون والإنسجام والتفاعل الإيجابي مع الآخرين بناءا على الإلتزام بالمبادىء التالية:
. احترام الآخر، التسامح، التضامن ، النزاهة ، الأمانة ... إلخ
. تحمل المسؤولية والتحكم في انفعالاته.
. التكيف مع مختلف الوضعيات
. إثبات استقلاليته من خلال : الإنضباط وتنظيم ذاته ووقته وإبداء رأيه ... إلخ.
. التحلي بروح المنافسة الشريفة والمثابرة في بذل الجهد.
الأهداف العامة في التعليم الابتدائي 1- توظيف وتنمية واستغلال الرصيد النفسي الحركي
2- تنمية وتوظيف حواسه في مختلف الوضعيات الحركية.
3- مشاركة أقرانه في أنشطة جماعية مختلفة مع احترام قوانينها المبسطة.
1- تنمية القدرات النفسية الحركية لدى المتعلم بصفة متوازنة ملائمة لنموه الطبيعي.
2- تكييف المتعلم لأدائه الحركي مع مختلف الوضعيات انطلاقا من معرفته لمحيطه المادي.
3- الانتماء إلى مجموعة والمساهمة مع أقرانه في أنشطة جماعية. –
. 1 تحسين مستوى قدرات المتعلم النفسية الحركية واكتساب المهارات الأساسية التي تعده لممارسة الرياضات المقننة.
2- تفاعل المتعلم مع مختلف الوضعيات بتوظيف رصيده المعرفي والحركي.
3- الاندماج في مجموعته من خلال الأنشطة الجماعية وتحسين إمكاناته التواصلية.
تثمين الموروث الثقافي الوطني من خلال توظيف الأنشطة البدنية التقليدية وذلك بالتركيز على تلقينها أساسا بالطور الأول من السلك الأساسي (التعليم الأولى) واعتمادها أيضا من بين الأنشطة المقترحة لما بعد المرحلة الإبتدائية
مضامين التعليم الابتدائي • الإطار العام :
مجال التدخل نوعية السلوكات الحركية مواضيع التدخل
الوعي بالذات والتحكم فيها . سلوكات حركية مساعدة على إدراك الذات في وضعيات متنوعة. . وضع الجسم في مواقف مختلفة
. حركات تتعلق بمختلف أطراف الجسم
. حركات ذات الطابع الإيقاعي
. حركات التوازن القار.
الوعي بالذات والتحكم فيها والتأقلم مع المحيط المادي . سلوكات حركية متناغمة مع المحيط المادي في تنوع أشكاله. . حركات متناسقة لاستعمال الأدوات في وضعيات مختلفة(قذف،رمي...)
. التوجه في الفضاءات المتنوعة
. حركات التوازن في وضعيات دينامية
. حركات رد الفعل على مؤثرات متنوعة
. حركات التنقل في وضعيات مختلفة.
الوعي بالذات والتحكم فيها والتأقلم مع المحيط الاجتماعي. . سلوكات تواصلية مساعدة على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين. . حركات تعبيرية جماعية
. حركات متناسقة من أجل التواصل مع الآخر (التعاون أو التعارض أو كلاهما معا).
• الكفايات والأنشطة المعتمدة :
إن الجداول التالية تتناول توزيع الكفايات حسب ثلاث مستويات وهي تكتسي خلالها التدرج والاسترسال، مع اقتراح بعض الأنشطة البدنية والرياضية التي يمكن اعتمادها لتهيئ هذه الكفايات لدى المتعلم. علما أن توزيع الأنشطة البدنية والرياضية بمجالات التدخل الثلاث لا يعني بتاتا انفرادها بمجال دون الآخر، فكل الأنشطة البدنية والرياضية بإمكانها أن توظف في كل المجالات حسب استعمالها من لدن المتدخل.
تجب الإشارة أيضا إلى أن الكفايات المقترحة هي عامة وتجمع مواصفات التلميذ عند إنهائه للفترة الزمنية المخصصة للمستوى. بحيث تتضمن مجموعة من القدرات والمهارات وكذلك المعارف بشتى أنواعها في تناسق وتناغم فيما بينها.
التعليم الأولي
المجـــال الكفايات الأنشطــة المقترحـــة الوعي بالذات
و التحكم فيها القدرة على :
- القيام بحركات تتعلق بمختلف أطراف الجسم.
- التوازن في وضعيات قارة. • مطافات جمبازية
• أنشطة الجري – القفز- الرمي- الجذب- التسلق- الدفع- المشي-
• أنشطة تزاوج بين الحركة والإيقاع.
التأقلم مع المحيط المادي القدرة على:
- التوازن في وضعيات مختلفة.
- القيام بحركات مع استعمال أدوات مختلفة.
- القيام بتنقلات في وضعيات مختلفة. • الجري والمشي في مسالك ومطافات مختلفة.
• الرمي بطرق مختلفة وأدوات متنوعة.
• سباحة.
• أنشطة التنقل بآلة ( دراجة ...)
التأقلم مع المحيط الاجتماعي القدرة على :
- المشاركة في أنشطة جماعية بسيطة
- التعبير الحركي الميمي ( المحاكاة )
• ألعاب جماعية تقليدية
• حركات تعبيرية جسدية ميمية
• أنشطة جماعية بمجال مائي
• أنشطة المبارزة.
• ألعاب جماعية.
منقووووووووووووول