مرحباً بك يا [ خروج ]
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني Images
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني Images


أهلا وسهلا بك إلى منتديات السفير المجد للتربية والتعليم.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
 

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم ::  منتديات التعليم العالي
 :: منتدى الطور الجامعي

شاطر

ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني I_icon_minitimeالثلاثاء 16 ديسمبر 2014 - 20:23
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

niha noha

البيانات
الدولة : ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 533
تاريخ الميلاد : 18/05/1981
تاريخ التسجيل : 12/04/2013
العمر : 43
الموقع : السفير المجد للتربية والتعليم
العمل/الترفيه : أستاذة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني


ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني

القضايا التأسيسية لنظرية الصراع:
اهتم دهرندروف بحقيقة مؤداها أن الأبنية الاجتماعية قادرة على أن تنتج من نفسها العناصر التي تدبرها أو العناصر التي تغيّرها، وتبعاً لذلك حول تحديد الجماعات والعمليات التي تدخل في احداث هذه الظاهرة تحديداً نظرياً، وتحليلاً تجريبياً امبريقياً، وقد حاول أن يصيغ نظرية عامة عن الصراع الاجتماعي مستفيداً من نظرية التكامل ونظرية القهر.وأسس نموذجاً توفيقياً أسسه القضايا التالية :(2)
- المصالح هي العناصر الاساسية للحياة الاجتماعية.
- تتضمن الحياة الاجتماعية القهر والاغراء والاقناع.
- الحياة الاجتماعية انقسامية بالضرورة.
- الحياة الاجتماعية تولّد التعارض والتناقض.
- الحياة الاجتماعية تولّد مصالح تتباين في القطاعات المختلفة.
- يتضمن التباين الاجتماعي وجود سلطة.
- الانساق الاجتماعية مفككة ومملوءة بالتناقضات.
- تتجه الانساق الاجتماعية الى التغير.
- كل مجتمع هو صيغة من العناصر المستمرة نسبياً .
- كل مجتمع هوصيغة متكاملة من العناصر.
- يسهم كل عنصر من عناصر المجتمع في آداء وظائفه.
- يقوم كل مجتمع على أساس الاتفاق بين اعضاءه.
وفي سياق منظور دهرندروف هذا الجدلي الذي دعى به الى اختيار مجموعة القضايا من أجل الوصول الى جواب عن التساؤل: ما الذي تكشف عنه مجموعة القضايا عن الصراع داخل الانساق الاجتماعية ؟.
معالجة قضاياه في المجتمع ما بعد الرأسمالي التي تحوي انواع شتى من الممارسات السياسية وانماط التفاعل، والظروف التنظيمية وتوزيع السلطات داخل التنظيم كلها متغيرات وغيرها يمكن أن تؤثر في العملية الصراعية ويأتي تفصيل القضية في الفروض النظرية لنظرية الصراع الجدلية:
قضايا وفروض دهرندروف:
لقد صاغ دهرندروف مسلمات الصراع في الفروض التالية:(1)
- كلما كان في وسع الاعضاء في الجماعات وفي الرابطة المتناسقة أن يصبحوا مدركين لمصالحهم الموضوعية وتكوين جماعات صراع كلما زاد احتمال حدوث الصراع.
- كلما كان في الامكان تلبية الشروط التقنية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما أمكن ظهور قيادة بين الجماعات، كلما زاد احتمال تلبية الشروظ والظروف التقنية للتنظيم.
- كلما أمكن تلبية الشروط السياسية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما أمكن تلبية الشروط السياسية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعات صراع.
- كلما سمحت الجماعات المسيطرة بتنظيم المصالح المتعارضة، كلما زاد احتمال تلبية الشروط السياسية للتنظيم.
- كلما أمكن تلبية الشروط الاجتماعية للتنظيم، كلما زاد احتمال تكوين جماعة صراع.
- كلما زادت فرضة اعضاء الجماعات للاتصال كلما زاد احتمال تلبية الشروط الاجتماعية للتنظيم.
- كلما سمحت الترتيبات البنائية بالتمييز، كلما زاد احتمال تلبية الشروط الاجتماعية.
- كلما قلت تلبية الشروط الفنية والسياسية والاجتماعية، كلما زادت شدة الصراع.
- كلما كان توزيع السلطة والمكافآت الاخرى مرتبطة بعضها بالبعض الآخر، كلما اشتد الصراع .
- كلما قل الحراك بين الجماعات المسيطرة والخاضعة، كلما اشتد الصراع.
- كلما قلت الشروط الفنية والسياسية للتنظيم، كلما زاد الصراع عنفاً.
- كلما زاد حرمان الجماعات الخاضعة في توزيع المكافآت والمميزات من أساس مطلق الى اساس نسبي، كلما اشتد الصراع عنفاً.
- كلما قلت قدرة جماعات الصراع على وضع اتفاقات تنظيمية، كلما اشتد الصراع عنفاً.
- كلما اشتد الصراع، كلما زاد حدوث التغير الهيكلي،واعادة التنظيم الناشئ عن الصراع.
- كلما زاد عنف الصراع، كلما زاد معدّل التغير الهيكلي واعادة التنظيم من جديد.
2-2- لويس كوزر والصراع الوظيفي: Lewis coser.
يعتبر لويس كوزر أحد رواد الماركسية المحدثة أو نظرية الصراع. الذين امتزجت كتاباتهم بخبراتهم المهنية كأساتذة لعلم الاجتماع في العديد من الجامعات الاوربية والأمريكية، ولد بألمانيا ودرّس بأمريكا، وكان من تلامذة روبرت ميرتون، اهتم بالنظرية السوسيولوجية وعلم الاجتماع المعرفة وعلم الاجتماع العلم، ومن أهم أعماله وظائف الصراع الاجتماعي الذي صدر عام 1956.(1) جاءت اهتماماته السوسيولوجية والتي اصطبغت بتحليلات الصراع من خلال تبنيه للعديد من الاتجاهات اليسارية (الحزب الشيوعي الامريكي)، واسهاماته في نظرية الصراع ارتبطت ايصاً بالكثير من التحليلات الطروحات البنائية الوظيفية الكلاسيكية والمعاصرة، والتحليلات السيكوسوسيولوجية ونظرية التفاعل لجورج سيمل، وقضايا الماركسية وخاصة أفكار كارل ماركس. الا أنه شن حملة نقد للاتجاهات السابقة عليه وفي عصره، بحيث قدّم انتقادات كثيرة للبنائية الوظيفية وتصوراتها لقضايا النظام والتوازن التام وخاصة انتقاداته لبارسونز الذي أوضح أنه قلّل من دور الصراع في اعماله التحليلية معبراً الصراع بمثابة مرض، وانتقد أيضاً وبشدة رالف دهرندوف لضعف تأكيده على الوظائف الايجابية للصراع في صيانة الاجهزة والتنظيمات الاجتماعية، هذه الانتقادات ذات الجانبين سمحت لكوزر بصياغة منهج نظري يمكن له أن يكمّل صورتي التنظير الوظيفي والصراعي الجدلي وذلك بوضع نسق للتصورات والمفاهيم التي توضح كيف أن العملية المؤسسية تحل مشكلة النظام، ويركز فيه على عملية الصراع الاجتماعي، وعلى وظاف الصراع الاجتماعي بدلاً من الوظائف السلبية للصراع. واعتقد ان الوظائف الايجابية للصراع تؤدي الى تزايد التكيف او توافق مجموعة من العلاقات الاجتماعية الخاصة بدلاً من التفكك والانحلال الذي نادى به ماركس. وهكذا فالصراع عنده يعني النظال في سبيل قيم محددة، والصراع على مراكز ومكانات معينة في سبيل بلوغ السلطة والاستيلاء على الموارد النادرة التي تستمد منها القوة، وتكمن أهداف المتصارعين في تحقيق التعادل والتوازن بين المتنافسين أو الاضرار بهم.
وعلى غرار رواد الماركسية المحدثة ودراساتهم لاصل واسباب الصراع وانواعه ونتائجه (الجذور النظامية للصراع) نجد كوزر قد سعى في طروحاته حول الصراع الى التركيز على النتائج المترتبة عن الصراع والتي توجد في كل الابنية الاجتماعية المسيطرة، بالاضافة الى ذلك النوع من البنى القابلة للتغير والاستمرارية.
أصل الصراع الاجتماعي عند كوزر:
حاول كوزر في دراسته عن الصراع الاجتماعي ان يولي اهتماماً أكثر من غيره من منظري الصراع كماركس ودهرندروف ودافيد لوكود وجورج سيمل، وخاصة الدور الذي تلعبه عواطف الناس في توّلد الصر اع الاجتماعي، والفكرة هاته استمدها من جورج سيمل واليت تدور حول مدى تأثيرا عواطف الناس على ظهور الصراع العدائي وخاصة بين الافراد الذين تجمعهم علاقات اجتماعية قوية حيث تظهر مظاهر الحب والكراهية بصورة واضحة في اطار هذه العلاقة والتي تنتج عن طبيعة هذه العواطف وتأثيرها على طبيعة العلاقات الاجتماعية.
ويرى كوزر أن الصراع الاجتماعي في المجتمعات الحديثة ليس الصراع على الملكية كما زعم كارل ماركس :" بل صراع على القيم وطلب المكانة والموارد النادرة، بحيث لا تكون بوسع هذه الجماعات المتصارعة تحقيق القيم المرغوبة فحسب، بل تحييد وايذاء أو حتى اقصاء الجماعات المتنافسة ".(3)
وعمّا يؤخذ على هذا التعريف أنه يتضمن المواقف التي يمكن أن توقف فيها المصالح المتعارضة والخلافات حول القيم دون ايذاء الخصوم.

2-2-3- أنواع الصراع عند كوزر: يصنف كوزر الصراع وفقاً لدرجة انتظامه المعياري داخل النسق الاجتماعي، وفي هذا يميز بين نوعين من الصراع، الاول مصاغ صوغاً نظامياً، يتمثله النسق ويوزعه بين مكوناته، وهو الصراع الواقعي. والثاني غير مصاغ صوغاً نظامياً، وهو ذلك الصراع الذي يقوّق النسق عن آداء وظائفه الاجتماعية وهو الصراع غير الواقعي. وفي هذا نجده متأراً بالتصور البارسوني عن الصراع، وراى ان التغير الذي يحدث كنتيجة مصاحبة للصراع يساهم في اعادة التكييف الاجتماعي للاعضاء واعادة انتاج النسق من جديد وضبط توازنه.
- الصراع الواقعي: يحدث هذا النوع من الصراع داخل اطار من القواعد النظامية والمؤسسات التنظيمية تتحدد فيه السلطات وتقسيمات العمل والمهام، ويكون غالباً صراعاً عقلانياً منظماً، يحدث بين الافراد المشكلين للتنظيم والجماعات التنظيمية
- الصراع غير الواقعي: يُعبّر الصر اع غير الواقعي عن الحرمان من المشاركة في المطالب الاجتماعي والذاتية، او عدم قدرة أطراف الصراع المتنافرة والمتناحرة على تحديد الاهداف، وغالباً ما يُفسّر هذا النوع من الصراع في اطار ما يسمى بالمصالح الخاصة للافراد والجماعات.

- الصراع الخارجي: يتم هذا النوع من الصراع بين الامم والشعوب، أو بين جماعتين أو اكثر مثل الصراع الاثني والعاطفي، أي بين طرف الجماعة والجماعة الخرجية.
- الصراع الداخلي: استعان كوزر في ضبط مصطلح الصراع الداخلي بتصورات وتحليلات الاتجاه الوظيفي والماركسي والاتجاه السيكولوجي، والاستشهاد بالدراسات الانتربولوجية، وانطلق من فكرة الوظيفية القائلة بأن الصراع يعكس مظاهر الخلل والانحراف والتفكك الذي يظهر بين اعضاء الجماعة داخل النسق.

الفريد باريتو (1848_1923
موضوع علم الاجتماع: الصفوة.
وحدة التحليل: المجتمع الإنساني ((السلوك الإنساني)).
عوامل التغير الاجتماعي: من خلال التفكير الإنساني، فالبعض يملكون الإبداع والتفكير، وهم الصفوة،الذين يتحكمون في سير الامور ،الأغلبية لا تملك هذه القدرات وتشكل العامة النقادة،وبهذا فالتغير يرتبط بإرادة الصفوة وهم القلة،ولهذه الصفوة دورة ،يستبدل فيها من هم في الحكم بمن هم خارجه فتتم عملية التغير. وكما نظر باريتو للمجتمع انه نسق وفي حالة توازن، يتكون من أجزاء مترابطة متساندة.
جورج زيمل (1858_1918)
موضوع علم الاجتماع عمليات الصراع والتنافس والتعاون بين الافراد في المجتمع.
وحدة التحليل: اهتم زيمل بعملية التفاعل بين الافراد، ولكنه تجاوز مضمون التفاعل ليركز على اشكال وصور عمليات التفاعل. فمهما اختلف نوع النشاط كمضمون سواء كان سياسيا" او اقتصاديا" او اسريا" فان اشكال التفاعل متماثلة.فأما يكون التفاعل صراعيا" او تنافسيا" او تعاونيا" وهكذا....
عوامل التغير الاجتماعي: عوامل التغير هي الناتجة من عمليات الصراع او التنافس او التعاون ، تكون نتائج هذه العمليات هي عوامل التغير في المجتمع.... فالصراع بين الجماعات مثلا" يقوي درجة التضامن داخل الجماعة....
يعمل علم الاجتماع على مستويين من التحليل:
ـ علم اجتماع المنظور الصغير الميكروسوسيولوجي: يدرس السلوك اليومي في مواقف التفاعل وجهاً لوجه وهي تركز على المستوى الخاص والفردي فيصبح مجال الدراسة ضيق.
ـ علم اجتماع المنظور الكبير الماكروسوسيولوجي: يعمل على تحليل الأنساق الاجتماعية الكبرى تركز على المستوى العام والمجتمعي.
و هناك علاقة وثيقة بين مستويي التحليل.
ريمون بودن و الفردانيـة الممنهجـة L'individualisme Méthodologique
جذورها:
أكد بودون من خلال كتاباته عن أصالة مقاربته الفردانية و تجذرها في الإنتاج السوسيولوجي الكلاسيكي إذ يعيدها أساسا إلى أعمال كل من "ماكس فيبر "و"باريتو" من خلال التصنيف الفيبري المعروف للأفعال الإنسانية (الفعل التقليدي ،الفعل العاطفي ،الفعل الانفعالي ،الفعل العقلاني القيمي ،الفعل العقلاني الغائي)، إلى جانب التميز الباريتي بين الفعل المنطقي والفعل غير المنطقي .
بل يذهب إلى ابعد من ذلك إلى امتداد جذورها لعلماء الاجتماع المعروفون برواد المقاربة الكليانية L'approche holistique التي لم تنظر للفرد الا بوصفه نقطة عبور للأفكار الجماعية حيث تحدد طموحاته ورغباته عبر محيطه الاجتماعي على حد تعبير Boudon.
إلى جانب عرضه لما اصطلح عليه" توكفيل" Tocqueville بنتاج اتساع المجال الخاص ،وكذا كتدعيم لاستقلالية الفرد معياريا وأخلاقيا كما في أعمال "دوركايم " او ما طرحه"ماركس" حـول تدعيم المنافسة في السوق لانعزال الأفـراد.
لنصل إلى أن بودون يرى انـه لابد من اعتماد هذه الجزئيات كأساس لنظريات التغير الاجتماعي لدى رواد المقـاربة الماكروسوسيولوجية وليس الاعتماد على الكليات ،المـهم في نظره أنهم يعترفون في داخل أطروحاتهم بوجود مسالـة الفردانية.1
دلالات النظرية:
1- رؤية الفردانية كواقعة اجتماعية : إن الانتقال من المجتمعات البسيطة الى المجتمعات المعقدة هو واقعة اجتماعية مرت بها البشرية ،والتغيرات مست الفرد والجماعة والنظام والسلوك ونمط الحياة .فلماذا لا نكون أمام واقعة اجتماعية يبدو الفرد مميزا عن ذي قبل وربما سيدا للمرحلة القادمة من الحياة الاجتماعية 2
2- الفردانية كقضية منهجية : ركز بودون على النقاط التالية :
أ)- خصوصية الظاهرة الاجتماعية والتي تستوجب الفطنة ،مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة تحليلها تحليلا ماكروسوسيولجيا كونها معقدة تتغير بتغير الأفراد .وهذا المنطق المعقد ينتجه الفرد لا البنى كما في سوسيولوجيا ماركس ولا المؤسسات كما في سوسيولوجيا دوركايم .
ب)-خصوصية التحليل السوسيولوجي تكمن كما يقول بودون في "...دراسة حالات فردية لا من خلال براديقم استخراج المفرد من المفرد بل من خلال نمط أو شبه نمط ممثل لبنية نظام التفاعل تنموا داخله الحالات التي سنفسر " بمعنى
أن الأفراد المكونين للنظام لديهم القدرة من خلال تفاعلهم على الفعل والتأثير ومن ثم تغيير هذا النظام1
ج)-يتعين على عالم الاجتماع كما يقول :"...استخدام منهج يدرس الأفراد الفاعلين الموجودين في نسق للتفاعل ، باعتبار أن هؤلاء الأفراد هم الذرات المنطقية لتحليله ...ولا يمكن لعالم الاجتماع أن يكون مقتنعا بنظرية تدرس تجمعا (طبقة،جماعة، امة...) باعتباره الوحدة الأساسية التي تهبط إليها النظرية ...أو أن يكون مقتنعا بجهد يقوم به لتحليل ردود أفعال الأفراد حيال القيود التي يفرضها النسق ..."2
وبالعودة إلى كتابه "La logique du social" الذي يعد بمثابة مقدمة إلى التحليل السوسيولوجي لحساب الإجراءات المنطقية وغير المنطقية للأفراد ،يمكن تحديد الافتراضات الجوهرية لعلم الاجتماع في النقاط الثلاث التالية :
- ان الفرد وليس الجماعة هو ذرة منطقية L'atome logiqueمن التحليل السوسيولوجي .
- عقلانية هذا الفرد هو عادة نوع معقد ولا يمكن ان تستخدم فقط لحساب انماط الافعال المنطقية .كما في معنى pareto .
- الافراد مدرجون في نظم للتفاعل مع بنية ثابـة خاصة مع وجود بعض القيود .3
بمعنى أن الأفراد هم المسؤولين المباشرين عما يطرأ داخل الأنظمة من ظواهر والتي تقوم في نظره على اساسين:
- أنها نتاج لأفعال ومواقف ومعتقدات و سلوكات الأفراد كأساس أول يقوم عليه براديقم علم الاجتماع .
- ضرورة البحث عن معنى هذه السلوكات الفردية ،أي الإجابة عن السؤال لماذا ؟وهذا ما يسميه ماكس فيبر بالفهم ،بمعنى فهم سلوكات الأفراد قصد فهم خفايا الظاهرة والآليات المتحكمة فيه،دون معزل عن ضغوطات الانظمة المحيطة والتي يتحرك في اطارها الافراد .
وبالتالي بودون لم ينفي اثر البنى في الفعل الفردي ،فهي تساهم جزئيا في تحديد اختيارات الفاعل، حيث يقول :"...ان الذرة المنطقية للتحليل السوسيولوجي هو اذن الفاعل الفردي ،وهذا الفاعل لا يتحرك في فراغ مؤسساتي واجتماعي ، و لكن مجرد ان يكون فعله واقع في سياق من الضغوطات التي يجب ان يقبلها كمعطيات مفروضة عليه .لا يعني انه يمكن ان نجعل من سلوكه النتيجة الحتمية لتلك الضغوطات ..." فالبنى اذن موجودة لكنها تعجز عن نفي قدرة الفرد كفاعل على الاختيار .وبالتالي على عالم الاجتماع ان يعود الى جوهر الظاهرة لا الى مظهرها الخارجي .وذلك عبر البحث في دوافع الافراد ومنطقهم في سلكهم فعل دون آخر .
بنيوية بيير بورديو
- لا شك أن بيير بورديو عالم اجتماع موسوعي لم يقدم على مغامرة علمية قبل أن يستطلع الطروحات التي سبقته لصياغة نظريته. وعليه فقد شكلت بنيوية ليفي شتراوس مفتاحا لدراسات بنيوية أشد عمقا وفهما وجدة بما أنها انطلقت من رؤية تكرار البنى باعتبارها عملية ليست جامدة بقدر ما هي متحركة ونشطة، هذا التصور لشتراوس جاء معاكسا تماما للدراسات البنيوية التقليدية حول الجماعات الإثنية والتي كانت تكتفي بملاحظة ثبات البنيات وتكرارها دون أن تبحث عن تفسير لهذا الثبات. وهي في واقع تصورات الأمر ذات طبيعة استعمارية رافقت الحركة الاستعمارية الأوروبية التي انطلقت في القرن19 ولم تر حينذاك في المجتمعات القديمة إلا بنى ثابتة أو مجتمعات بلا تاريخ. وعلى العكس من ذلك جاءت بنيوية شتراوس عبر " البنى الأولية للقرابة " لتفضح هذا التوجه من خلال مهمة حددها شتراوس لنفسه وهي " كشف الأنساق المستترة للعلاقات والقيام بتنظيمها" لتفتح بابا للتقصي بلا حدود. هذه الأطروحة جاءت حتى بخلاف ما ذهب إليه الطرح الماركسي الذي حصر تفسير البنية بالعامل الاقتصادي بما في ذلك البنيوية الفيبرية التي حاولت التعمق أكثر حين ركزت على الدراسات الطبقية ولاحظت مدى الصعوبة في تحديد المعايير الطبقية.
- في البنيوية التكوينية ينطلق بورديو من رؤية المدى الاجتماعي (المدى الحيوي) كحقل من الصراعات الاجتماعية التي تقع في نطاق الطبقات. هذه الصراعات الطبقية التي ينبغي النظر إليها بعيدا عن المحتوى الماركسي التقليدي للصراع الطبقي، بل بمحتوى أحد المفاهيم المركزية في البنيوية التكوينية وهو الهابيتوس بوصفه منهجية ذات محتوى ثقافي وظيفتها إعادة إنتاج الصراع الطبقي بل وتكريسه عبر المحتوى الثقافي.
- إذن الكلمات التي يستعملها بورديو مستعارة حقيقة من الماركسية، ويقدمها بمحتوى جديد عبر مفهوم " الرأسمال الثقافي " بوصفه رأسمال رمزي مقابل الرأسمال الاقتصادى بوصفه مفهوم مادي. بمعنى أن التمايز الاجتماعي لا يقع بالضرورة ولا يمكن رؤيته فقط في نطاق الرأسمال الاقتصادي كمدى حيوي بل في نطاق الرأسمال الثقافي ( الهابيتوس ) الذي يسعى إلى تكريس التمايز وإعادة إنتاج الطبقات لا شعوريا، لهذا فهو يتسم بالعنف الرمزي تماما مثلما هو الرأسمال الاقتصادي الذي يتسم هو الآخر بعنف مادي.
- ثانيا: التصورات النظرية
- انطلاقا من هاتين الأطروحتين عديمتي الجدوى بالنسبة لبورديو فإن إجابته ستنتظم حول ثلاثة تصورات يسعى من خلالها إلى تحديد موضوع البحث الاجتماعي. هذه التصورات هي:
التصور الأول: نسق المواقف والعلاقات
- فالموضوع الاجتماعي في هذا التصور هو الموضوع الذي يكشف عن مجموعة العلاقات الداخلية في البنية، أو هو نسق من العلاقات الذي يسمح لنا التحليل بالوصول إلى وِظافتها. أي التعرف على الطريقة التي تشتغل بها العناصر النسقية المكونة للبنى وكيفية ترابطها وأدائها واشتغالها.
- وفي هذا السياق فإن هدف البحث الاجتماعي هو السعي إلى إظهار منطق النسق من خلال ثلاث عمليات:
- • أولها إسقاط بعض الظواهر والقيام بعملية استكشاف متعددة. أي الكشف عن نسق العلاقات المحدِّدة واستبعاد المعطيات الحكائية والتاريخية والاقتصادية
- • ثانيها تعليم النسق. أي الكشف عن أنساق التفاعل الداخلية والخارجية معا. فلو أخذنا أنساق المواقف داخل الجامعة مثلا لتوجب علينا النظر في نسقسن هما: النسق الداخلي، أي موقف السلطة الجامعية والنسق العلمي الذي يربط الجامعة بالخارج.
- • أخيرا تطوير النسق عبر البحث عن تمييز كل الحلقات المترابطة العملية والرمزية والأيديولوجية وكل السلوكات الفردية التي يحددها نسق العلاقات.
- هكذا يتوصل بورديو إلى استعمال مقولة الحقل الذي ينتظم بداخله كل أنساق المواقف والتفاعلات الآنفة الذكر. ومن الواضح أننا إزاء منهجية تبين لنا مشروعية استخدام مفهوم الحقل الاجتماعي ضمن الشروط المحددة ( الإسقاط، التعيين، التطوير).
التصور الثاني: الهابيتوس
- تترجمه بعض المؤلفات بـ (الآبيتوس). ويكاد في الواقع أن يشكل جوهر نظرية بورديو في البنيوية، وهو أداة منهجية اختبارية يستطيع حتى الفرد المتخصص أن يسقطه على نفسه ليتعرف على مكانته الطبقية والاجتماعية بشكل عام. كما يمكن الفرد من قراءة المجتمع وتكويناته الطبقية بسلاسة ومتعة لا يعكر صفوها إلا شعور الفرد حقيقة وواقعا بالمدى الحيوي الذي ينتمي إليه. فما هو الهابتوس؟
- يعرفه بورديو بأنه: " نسق الاستعدادات المكتسبة وتصورات الإدراك والتقويم والفعل التي طبعها المحيط في لحظة محددة وموقع خاص ". هو إذن موجه لسلوكات الفرد اعتمادا على مرجعية معينة تقع في البنية الذهنية وبالتحديد فيما يسمى بعلم النفس بالأنا الأعلى، أي الذي يتحكم بإجمالي الممارسات والسلوكات الناتجة عن الفرد بشكل لا شعوري. لذا يعتبر الهابيتوس من جانب آخر منتج الممارسات وأصل الإدراكات وعمليات التقويم والأعمال أو مجموعة القواعد المولدة للمارسات. أما موقعه فهو يتوسط بين العلاقات الموضوعية والسلوكات الفردية، وهو في آن معا ناتج عن استبطان الشروط الموضوعية مثلما هو الشرط اللازم للممارسات الفردية. ولأنه كذلك وكل ذلك فهو يضفي الشرعية على الترتيبات (الصراع الطبقي) والتمايز(العنف الرمزي والثقافي) دون حدوث أي صدام ظاهري بين الطبقات.
التصور الثالث: إعادة الإنتاج
- تميل البنيوية التقليدية في دراستها للمجتمعات التقليدية إلى الاعتقاد بأن ثبات البنى هو أمر مكتسب دون أن تتحمل مسؤولية التساؤل عن الشروط المولدة لعمليات التكرار هذه. فقد حاولت الماركسية تقديم إجابة إجمالية لمشكلة إعادة إنتاج نسق الطبقات عبر التحليل الاقتصادي وتضخيمه إلى أقصى حد باعتماد علاقة وحيدة هي مدى تملك رأس المال.
- ومن جهته حاول بورديو تحليل جميع أفعال إعادة الإنتاج من خلال دراسته للنسق المدرسي ووظيفته محاولا إدخال مفاهيم للتفسير مثل:
- • العنف الرمزي
- • الرأسمال الثقافي
- • استراتيجيا إعادة الإنتاج
ثالثا: الصراع الطبقي
- كيف يقع الصراع الطبقي؟ وأيهما أشد وقعا وتأثيرا على الفرد والمجتمع: الصراع الطبقي المادي؟ أم الصراع الطبقي الرمزي؟
- يبدو الصراع الطبقي واضحا للعيان إذا ما انطلقنا من الرأسمال الاقتصادي. فمن خلال عملية إحصائية يمكن ملاحظة التدرج الطبقي اعتمادا على المهنة أو الدخل أو حتى المكانة الاجتماعية أو السلم القيمي الذي لا ينفصل كثيرا عن السلم الطبقي التقليدي. وهكذا يمكن معاينة الصراع باعتباره صراعا حادا ومكشوفا بما أن العامل الاقتصادي هو الذي يرسي هنا حجر الأساس في التفاضل الاجتماعي بحيث يمكن ملاحظة، وبحدود فاصلة، مختلف الطبقات الاجتماعية من الأكثر غنى حتى الأشد حرمانا.
- ولكن ثمة رأسمال آخر يكشف عن صراع أعمق وأشد رسوخا، ومن الملفت للانتباه أنه يشرع التمايز حتى داخل الطبقة الواحدة دون أن يثير حساسية هنا أو هناك. هذا الرأسمال يسميه بورديو بـ "الرأسمال الرمزي " وهو ذاته " الرأسمال الثقافي " التعسفي الكائن مقابل الرأسمال الاقتصادي. هذا الرأسمال بمختلف مكوناته هو الذي يكشف عن هابيتوس أي طبقة ويجعل الصراع الاجتماعي الطبقي قائما ليس على أساس التنافس على فائض القيمة بل على استملاك كل الثروات المادية والرمزية. وعلى هذا الأساس يتنوع رأس المال بحيث نجد:
- • برجوازية صغيرة متوسطة ذات رأسمال ثقافي أعلى من الرأسمال الاقتصادي كمتوسطي التجار والأطباء والمهندسين...إلخ
- • وبرجوازية مثلها ذات رأسمال اقتصادي عال ورأسمال ثقافي محدود كصغار أرباب العمل.
- • رأسمال اجتماعي ناجم عن قوة العلاقات الاجتماعية المستندة إلى أصول اجتماعية ذات نفوذ أصلا.
- • رأسمال مكتسب كالرأسمال المدرسي والموروث.
- • رأسمال الجسد كالجمال، الجاذبية...إلخ
- هكذا يبدو الرأسمال بأنواعه طاقة جبارة مستخدمة وتتيح بناء المدى الاجتماعي وتشكيله وإعادة إنتاجه من جديد.
رابعا: الحقل الاجتماعي نموذج للدراسة
- عندما يستعمل بورديو الحقل الاجتماعي في الدراسة والبحث فهو ينطلق من كونه يشتمل على:
- • عملاء
- • مشرعين
- • واستقلالية
- وعند دراسته للحقل المدرسي لاحظ أن فيها تعسفا رمزيا تشرعه القوانين والتقاليد المدرسية التي تشتمل في مكوناتها الظاهرة على عدالة مصدرها تكافؤ الفرص وخضوع الجميع للقانون. وعليه فالسلطة المدرسية تتسلم في واقع الأمر تفويضا من الطبقات المهيمنة لفرض التعسف الثقافي، فعن طريق هذا التفويض يتم تمرير العنف الرمزي بلطف.
علم الاجتماع الدينامي
جورج بالاندييه- George Balandier
و ألن تورين-Alain Touraine
إن الموضوع العام لعلم الاجتماع الدينامي هو " دراسة التغيرات والتبدلات الاجتماعية والحركات الاجتماعية وصيرورة تحول المجتمعات ". ولا ريب أن التركيز على الصيرورة الاجتماعية إنما يندرج في أصول الفكر الاجتماعي الذي يتخذ من الدينامية الاجتماعية برمتها موضوعا للتفكير والبحث الاجتماعي.هذا التفكير يجد صداه التاريخي لدى سان سيمون وأوجست كونت اللذان تحدثا عن الكلية الاجتماعية ومراحل التطور الاجتماعي والإنساني عبر قانون الحالات الثلاث.
أولا: البدايات الأولى للتيار
- كانت البدايات الأولى للتيار الدينامي قد ابتدأت مع أعمال عالم الاجتماع الفرنسي جورج بالاندييه والتي تركزت على إزالة الاستعمار والتنمية وتكون الدول الأفريقية غداة الاستقلال. وكان الهدف يتمثل في ضبط مدى التغيرات التي مرت بها المجتمعات الأفريقية قبل الاستقلال السياسي وغداته، وتبيُّن مختلف العلاقات الداخلية وارتباطاتها الخارجية. وبما أنها ذات أصول قبلية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا فقد مرت بمرحلة تحول عميق مرتبط بالمرحلة الاستعمارية.
- إن قوة أطروحات بالاندييه تكمن في النظر إلى المجتمعات الأفريقية بوصفها ذات مخزون هائل من الفعل الاجتماعي وليست مجتمعات باردة أو فراغية مثلما أشاعت النظريات الإثنولوجية التي روجت طويلا للقوى الاستعمارية منذ بدايات القرن19. فالمجتمعات ليست كما تبدو على السطح أو في الظاهر بل بما هو كائن في أعماقها. هذه النظرة لخصها بالاندييه بمقولته الشهيرة " المجتمع العميق "، وهي النظرة التي لم تستطع أن تلاحظها النظريات الماورائية أو أن تصل إليها.
- لذا فالسؤال الذي طرح آنذاك هو: هل يمكن إزاء حدوث مثل هذه التغيرات الجذرية الركون إلى النظريات القديمة في تفسير التحولات وانتقالها من حالة إلى حالة. هل يمكن مثلا الاعتماد على النظرية الماركسية في التحول في حين أن التغير وقع بفعل الأداة الاستعمارية؟ وكيف يمكن الركون فقط إلى النظرية الماركسية لاسيما وأن ظواهر التحول الحديثة قد تجاوزتها بفعل التغيرات الهائلة التي مست علاقات الانتاج جراء التطور التكنولوجي فضلا عن عوامل أخرى كالتبعية والمقاومة الثقافية وعدم تحقق النبوءة الماركسية ذاتها القائلة بحتمية اتجاه التطور الضروري نحو نماذج سياسية متماثلة؟ وهل يمكن التحصن بنظريات تقليدية ورؤى إثنولوجية لا ترى في المجتمعات القديمة إلا مجتمعات باردة بلا تاريخ؟
- لا شك أن استعمال المنهج الدينامي سيعني تجاوز الكثير من النظريات كليا أو جزئيا، والأهم من هذا أن أعمال بالاندييه شكلت مقدمة لما سيعرف بعد حين بعلم الاجتماع المستمر الذي سيعكف بدء من العام 1965 على صياغة مسألة جديدة، وليتساءل عما إذا كانت الملاحظات العامة التي توفرت عن دراسة المجتمعات الأفريقية تصلح كي تشكل مدخلا لدراسة المجتمعات الصناعية؟ هذا التساؤل نزع إلى التوسع والشمولية باتجاه صياغة إشكالية أوسع وأشمل تتناول إجمالي الطرح الدينامي: كيف نحلل الديناميات الاجتماعية؟ كما مهدت لطموح عريض سعت ضمنه أعمال ألن تورين " إلى إعادة النظر في التحولات الاجتماعية". فما الذي جد على ساحة علم الاجتماع؟ وما الذي يستدعي هذا الطرح؟
- يبلغ ألن تورين من العمر ما يزيد على ثمانين عاما، ولقد جال أنحاء المعمورة عدة مرات وقضى حياته متنقلا وباحثا في أوروبا وكندا وأمريكا الشمالية واللاتينية بحيث يصعب القول أن هذا العالم غفل عما يقع في العالم من تغيرات وتبدلات جذرية. فقد لاحظ بحق تغيرات غير مسبوقة في المجتمعات كظهور المجتمع الصناعي بوصفه مجتمعا مبرمجا، ومنظما لا ينفك عن التحول والتبدل، مجتمع توجهه وتحدد اختياراته واستراتيجياته إرادته التي تمثل منظومة عمل تقع في مستوى التاريخانية والصلات الطبقية.
- ولكنه لم يقبل أن يصيغ نظريته على أساس المجتمع الصناعي لاسيما وأن النظرية بذاتها صدرت بفعل دراسات أجريت بالدرجة الأساس على مجتمعات متخلفة، لذا نراه يصر، وهو محق في ذلك، على أن نظريته تخص كل المجتمعات الصناعية وغير الصناعية بما فيها البدائية. أما لماذا صاغها انطلاقا من المجتمع الصناعي فلأن ما يسميه بالتاريخية تكون أوضح للمعاينة وأيسر مما هي عليه في المجتمعات المتخلفة، إذ من الممكن توفر أدوات البحث الاجتماعي من إحصاءات وسجلات ومقابلات ومعايشات ورصد وتحقق ومقارنة وحرية البحث والتفكير بصورة لا تقارن لو كانت المسألة في مجتمع تقليدي من سماته إعاقة البحث العلمي، كما أن مدى التحقق في المجتمع الصناعي كواقع أوسع بما لا يقارن في أي نوع آخر من المجتمعات. وأيا كانت الأسباب فالتاريخية موجودة في كل المجتمعات والسؤال هو: ما هو حجمها ومقدارها وفعاليتها في هذا المجتمع أو ذاك وليس شيء آخر؟
- ولما نتطرق إلى نظرية ألن تورين تجاه المجتمعات فمن المهم أن نلاحظ أنها ليست سوى منظومة عمل مستمرة لا تقبل، بتعبير دوركايمي، أن يفسر الاجتماعي بغير الاجتماعي. هذه المقولة التي يرددها على امتداد صفحات مؤلفه الضخم " إنتاج المجتمع " تجعله أكثر تشددا من بالاندييه ومصرا قبل كل شيء على وجوب القطع مع:
- • كل تفسير جادت به الفلسفات القديمة: " ينبغي استبعاد كل سوسيولوجيا للقيم" لأن المجتمع هو" منظومة صلات اجتماعية ونقاشات وصراعات ومبادرات سياسية ومطالبات وصنوف ضياع" بينما منظومة القيم التي تستند إلى الرموز والتصورات الغيبية والقوى المطلقة فـ " ليست سوى أيديولوجيا متماسكة في كثير أو قليل وترتبط بفئات اجتماعية تتمتع ببعض السلطة ".
- • الماركسية دون إغفال الإفادة منها. إذ "أن علم الاجتماع لم يعد، بالضرورة، ماركسي نصوصي ذو بعد واحد يفسر الظواهر الاجتماعية بعامل مهيمن هو العامل الاقتصادي". كما أن التفسير الطبقي للصراع الاجتماعي والتغير لم يعد العامل الحاسم في التحول، وبلغة ماركسية فإن الصراع الطبقي فقد سمته كقوة محركة للتاريخ لأن الصراع الاجتماعي بات صراعا من أجل إدارة وتوجيه التاريخانية وليس صراعا تناظريا ولا تنافسيا.
- • النظرية الوضعية التي تجهد في النظر إلى المجتمع متأملة خضوعه لقوانين ينبغي البحث عنها واكتشافها والعمل بها للتخلص من العبث المنهجي. وهي في الواقع نظرية تم تجاوزها منهجيا منذ أربعينات القرن العشرين كما سبق وأشرنا في الجزء الأول من الموجز.
- • وكذلك النظرة الحقوقية التي ترى المجتمع من خلال القوانين والعادات والأعراف والحقوق والواجبات ومن خلال الدولة وقدرتها على التدخل في المجتمع وإخضاعه وتكييفه. ذلك أن تورين يرى أنه ثمة ممارسات اجتماعية تقع خارج نطاق هيمنة الدولة وتراتيبها ومنظوماتها القانونية والتسلطية.
- مكونات النظرية
- يتحدد المجتمع عند تورين في مستوى التاريخانية والصلات الطبقية وليس بهذه الضمانات اللااجتماعية أو تلك سواء كانت قيمية أو دينية أو حقوقية أو تاريخية...إلخ، فالمجتمعات عنده تظل، مهما كانت ضعيف، ذات تاريخية، أي أن حقل التاريخية وليس المجال الجغرافي ولا هيمنة الدولة على المجتمع ولا الصراع الطبقي التقليدي ... هي التي تحدد اختيارات المجتمع وسيره وإنتاجه وإعادة إنتاجه، إذ أن للمجتمعات دائما نشاطاتها وشغلها وعلاقاتها البينية التي تظل بمنأى عن تدخل الدولة والقوى المهيمنة، وهنا بالذات يكمن سر اشتغال المجتمعات.
- هذه المسافة التنظيرية من شأنها أن تجعل من العلاقات الاجتماعية هي الحقيقة أو الواقع الوحيد المتبقي والذي يمكن أن نلمسه بالدرس والتحليل. بعبارة أخرى فإن الصلات الطبقية الواقعة في حقل التاريخية هي الوحيدة التي تشكل الموضوع الراهن لعلم الاجتماع. ولا ريب أن هذه النتيجة أدت إلى إعلاء شأن الحركات الاجتماعية عند ألن تورين:
- " إن الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع هو دراسة التصرفات الاجتماعية، وفي الدرجة الأولى، دراسة التصرفات التي ترتبط مباشرة بالتاريخية، أي بعلاقات وصراعات الطبقات، تصرفات ندعوها الحركات الاجتماعية".
- هكذا نكون قد وصلنا إلى ضبط مكونات النظرية التي ستشمل ركنين أساسيين هما التاريخية والصلات الطبقية.
أولا: حقل التاريخية
يتألف الحقل من ثلاث مكونات هي:
- 1. المعرفة: هي أولى مكونات التاريخية، وتشكل صورة للمجتمع والطبيعة، وهي أساسية لأنها تبرز أكثر ما يكون الإبراز صورة للعالم وللعلاقات الاجتماعية ولِمَا كان غير اجتماعي واللغة ... كما أن هذه المكونة تظهر بوصفها قوة إنتاج بالدرجة الأولى في أول التحليل وفي أقصى نهايته. فهي إذن مجموعة وسائل وعمليات تقنية من جهة وعلامة تَباعُد المجتمع بالنسبة إلى سيره من جهة أخرى.
- 2- المراكمة: إن الإنتاج وإعادة الإنتاج مسألة تفترض التعرف على الصيغ الاقتصادية وطريقة المراكمة. أما المكونة فتعني أن جزء من الإنتاج القابل للاستهلاك يتم اقتطاعه ثم استثماره في أعمال تحمل علامة النموذج الثقافي. ففي المجتمعات الصناعية تتجلى المراكمة في عملية الاستثمار الإنتاجي، وهي عملية تتولاها الطبقة القائدة كيما يعاد توظيفها بما يطابق النموذج الثقافي ومصالح الطبقة المسيطرة.
- وبطبيعة الحال فإن قوة التاريخية أو ضعفها في مجتمع ما هي التي تحدد أهمية المراكمة وقيمتها.
- 3- النموذج الثقافي: ليست حالة القوى المنتجة في مجتمع ما هي التي تحدده تحديدا كافيا، بل العلاقات النشطة وقدرة المجتمع في التأثير على هذا النشاط. إذن هذه المسافة بين المجتمع وإدراكه للقدرة الخلاقة هي التس تسمى بالنموذج الثقافي، وهو النموذج الذي يقع إدراكه، فعليا، في المجتمعات المصنعة عن طريق العلم الذي يمثل أداة إبداع وليس قيمة تعبر عن مكانة اجتماعية كما هو الحال في المجتمعات غير الصناعية. فبواسطة النموذج الثقافي يقع تحريك إبداعية مجتمع ما وملاحظة قدرته على السيطرة وتحويل الطبيعة. أما في المجتمعات الضعيفة فالنموذج الثقافي يلاحظ من خلال ضمانات لااجتماعية.
- ثانيا: الصلات الطبقية: إنها الركن الثاني في منظومة العمل التاريخي. وهي مسألة يقع النظر فيها لا من قبيل الهيمنة والتسلط والتنافس بغية السيطرة واحتكار السلطة والنفوذ والتميز كما هي الرؤية الماركسية... بل في ضوء التعارض الذي يعني السعي من أجل تملك التاريخية أو قيادتها أو توجيه العمل التاريخي.
وبمحتوى آخر، فالصلات الطبقية هي علاقات اجتماعية صراعية تستهدف قيادة العمل التاريخي.
ملخص توزيع النظريات وعلمائها:
 أوجست كونت (نظرية الإستاتيكا والديناميكا ــ قانون المراحل الثلاثة )
 هربرت سبنسر (قانون التطور)
 أميل دوركايم : تقسيم العمل ــ التضامن الآلي والعضوي .
 تونيز : ( الإرادة الإنسانية )
 بارسونز : (نظرية الأنساق ووظائفها (نمط التكامل ، نمط المحافظة ، نمط تحقيق الهدف)
نظريات الصراع
 كارل ماركس : (الحتمية الإقتصادية )
 روبرت بارك : المنافسة ، الصراع ، التكيف ، التمثيل
 باريتو : المشتقات ــ الرواسب .
 قبلن : الإستهلاك الظاهري ، نظرية التطور الإجتماعي ومراحلها التوحش ، البربرية المنخفضة ، البربرية الأعلى ، المرحلة المادية .
تشارز ميلز : (الترشيد)
 داهر ندورف : نظرية القهر (صراع الطبقات )
ريسمان : الأنماط الثلاثة أحتمالية النمو العالي ، ألنمو الإنتقالي ، بداية تناقص السكان
لويس كوزر : الصرع له وظائف
ماكس فيبر : نظرية الفعل ، نظرية التغير ، الأخلاق البروتستنتانية ، نظرية الطبقات ، مفهوم الترشيد .
جورج ميد : دراسة سلوك الأفراد كما يوجد في العملية الإجتماعية .
سمّل : أساليب الشعوب (مزدحمة السكان ، قليل السكان)
بلومر : خطوط العقل الحية وأنماط الأشياء (نمط طبيعي ، إجتماعي ، تجريدي)
جوفمان : إدارة الإنطباع (الواجهة)
............
منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول





توقيع : niha noha




خياراتالمساهمة

ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني I_icon_minitimeالسبت 10 يناير 2015 - 18:57
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو مشارك
الرتبه:
عضو مشارك
الصورة الرمزية

manicha

البيانات
الدولة : ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 106
تاريخ الميلاد : 31/07/1974
تاريخ التسجيل : 19/04/2014
العمر : 49
الموقع : خنشلة
العمل/الترفيه : استاذة التعليم الابتدائي
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني


جزيت خيرا ياغالية





توقيع : manicha




خياراتالمساهمة

ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني I_icon_minitimeالإثنين 9 فبراير 2015 - 17:23
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرفة العامة
الرتبه:
المشرفة العامة
الصورة الرمزية

نجمة المنتدى

البيانات
الدولة : ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 605
تاريخ الميلاد : 03/02/1978
تاريخ التسجيل : 02/04/2013
العمر : 46
الموقع : السفير المجد
العمل/الترفيه : معلمة متواضعة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني


شكرا عزيزتي بارك الله فيك





توقيع : نجمة المنتدى




خياراتالمساهمة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة




الــرد الســـريـع
..

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني , ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني , ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني ,ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني ,ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني , ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ ملخص نظريات علم الاجتماع الجزء الثاني ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 17 والزوار 23)




ملخص نظريات علم الاجتماع  الجزء الثاني Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الأنبتوقيت الجزائر