مرحباً بك يا [ خروج ]
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع Images
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع Images


أهلا وسهلا بك إلى منتديات السفير المجد للتربية والتعليم.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
 

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم ::  منتديات الإسلاميات
 :: منتدى القرآن والتفسيـــر

شاطر

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع I_icon_minitimeالخميس 21 فبراير 2013 - 22:53
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
essafir elmejid
الرتبه:
essafir elmejid
الصورة الرمزية

السفير المجد

البيانات
الدولة : اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع 610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1999
تاريخ التسجيل : 23/11/2012
الموقع : جيجل
العمل/الترفيه : استاذ مكون
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://essafirelmejid.yoo7.com

مُساهمةموضوع: اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع


اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع

الروم و الفرس
كانت دولتا الفرس و الروم تقسمان السيطرة على معظم العالم المأهول و وقتئذ
و كانتا ككل قوتين عظيمتين متجاورتين كثيرتي الاحتكاك بعضهما ببعض .
و في و في أثناء ظهور الإسلام بينما كان محمد صلى الله عليه وسلم يجاهد أهل
مكة بحجته وبيانه وهم يتمادون في إيذائه كانت الظروف تمهد له الطريق خارج
بلاده فقد أخذت هاتان القوتان العظيمتان تتطاحنان .

هنا تظهر قوة الإيمان و قصر حجة الإنسان مهما كان لديه من منطق و قوة
استدلال أمام المستقبل الذي لا يعلمه إلا خالق الأكوان و لا يمكن أن يتنبأ
به كائن من كان ، وإذا قال الخالق كلمته وخالقته و لو إلى حين ظواهر
الأحوال السائقة إلى ما ينتظر من نتائج و آمال كذبت في النهاية و صدقت كلمة
الله إذ هو الأول و الآجر و الظاهر و الباطن ذو الجلال و الإكرام .



حارب الفرس الروم فتداعت الإمبراطورية الرومانية و سقطت ممتلكاتها كما تسقط الأوراق الذابلة في الخريف .



وصل الفرس إلى شواطئ البوسفور و هددوا القسطنطينية من الشرق ، و ليت الأمر
اقتصر على هذا فقد هاجمتها قبائل الهمج من الغرب فوصلوا إلى أبوابها و
أصبحت الإمبراطورية الرومانية لا تتعدى أسوار القسطنطينية و أفلست الخزائن و
أصبحت خاوية و فكر الإمبراطور في الهرب .



أنظر إلى بتلر و هو يقول في فتح مصر : " كان أول شيء فعله هرقل أن يبعث
إلى كسرى يتوسل إليه أن يصالحه فما كان نصيبه من ذلك إلا الدفع . الرفض
بازدراء . و قد عزم هرقل على أن ينضو التاج و يعود إلى موطنه في أفريقيا "
.



و يقول عن قبائل الآفار " إنها كانت تجوس خلال الديار في عامي 622، 623 م
تخرب فيها و كادوا يوقعون بهرقل نفسه ثم يأخذون العاصمة بمكيدة دنيئة دبرها
" .



دولة مهدمة ضعيفة فقيرة مفلسة و قلوب محطمة يملؤها اليأس تطلب الصلح و
ترجوه و لكنه يؤبى عليها و تؤذى في كرامتها و يطلب منها تغيير دينها .



أي قوة بشرية مهما كانت كان في وسعها أن تقول إن هذه الدولة المحطمة ستنصر
بغير جيش و بغير مال و الهزيمة تأتيها من كل مكان ؟ . لو قيل هذا بشر لظن
الناس أن به خبلاً .



" ألم . غلبت الروم في أدنا الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع
سنين لله الأمر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون . بنصر الله من يشأ و
هو العزيز الرحيم . و عد الله لا يخلف الله وعده و لكن أكثر الناس لا
يعلمون " الروم .



و لكن هذا ما قاله عالم الغيب حينما قهرت الروم و ظهرت فارس علها . و لكن
قريشاً كذبته و لم يكن لأحد أن يلومهم لأن هذا كان فوق متناول الطاقة
البشرية .كذبوا و فرحوا . إذ هم عبدة النار و هم في الدين إخوان و النصارى و
المسلمون كلاهما على حق و لكنهم لم يعلموا أن كلمة الله على الرغم مما
يرون لا مبدل لها .



تحمس الفريقان حتى وصلت بهم الحالة إلى الرهان . فهذا أبو بكر يجزم بان
الروم لابد منتصرون ، و هذا أبي بن خلف يكذبه و يتمارى في تكذيبه . ولم يكن
مع أبي بكر من دليل غير الإيمان بكلمة الله ، إذ كانت كل ظواهر الأحوال
تقف ضده و تحاربه .



ترهنا على مائة قلوص بأجل يمتد بضع سنين من ثلاث إلى تسع ، معجزة لم تدر
بخلد البشر ، فلابد أن تتحقق كلمة الله و تتحقق بصورة رائعة يدهش لها
الجميع .



تتحقق فجأة وبلا مقدمات . إن ذلك الميت قد دبت فيه الروح و سرت و بلا
مقدمات . إن ذلك المفلس قد تلمّس المال فلم يجده إلا في ذهب أواني
الكنائس فضحى بها و هي عزيزة على النفس ثم سار بجيشه الذي حطمته الأيام
فاسترجع أملاكه و دخل فارس و فتحها و استرجع الصليب الأعظم ، شيء عجيب بلا
مراء ، و لكن متى فعل هذا ؟ أفي الموعد الذي حدده القرآن ؟ نعم و ألف نعم .



نعم ، فلقد ربح أبو بكر المائة قلوص و تصدق بها . ففي بحر التسع سنين هزمت
الفرس هزيمة منكرة و تكللت أعمال الحرب بفتح ( دستجر ) و هي مدينة على
ثمانين ميلاً من المدائن وذلك في فبراير سنة 628م وفر كسرى هارباً ثم قتله
بعد أيام من ذلك ، و في هذا يقول بتلر : ( و انتهى القتال إلى صلح بين
الروم و الفرس ، و هكذا انتهت الحرب الصليبية الكبرى بنصر عجيب قلًّ مثله
في التاريخ بما يثيره في



النفوس ).



و ماذا حدث بعد ذلك ؟ حدث بعد ذلك تتمة كلمة الله إذ لابد أن تتم إلى
النهاية ، فقد أخبرهم الله تبارك و تعالى أن الروم ستنتصر بعد هذه الهزيمة
الشنعاء ثم أخبرهم أن المؤمنين سيفرحون بنصر الله . نعم فلم يقبض النبي صلى
الله عليه و سلم حتى خضعت أطراف الشام ( تبوك و أيلة و دومة الجندل )
للمسلمين ، و حينما قبض إلى الرفيق الأعلى انهالت جيوش المسلمين على قلتها و
ضآلة عددها و ضعف أسلحتها على الروم و فارس تحوها كلمة الله مؤمنة بها
مؤمنة بنصر الله وعدها متأكدة من سلاحها الماضي الذي هو أمضى الأسلحة و هو
وعد الله ، وعده أن ينصر المؤمنين و قد كان ، و لكن كان متى ؟ كان عقب
انتصار الروم مباشرة حيث كانت موقعة بدر ( و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ) .



و قد حدد القرآن موقع المعركة بدقة في قوله تعالى Sad أدنى الأرض ) جاءت
العلوم الجيولوجية لتؤكد على أن حوض البحر الميت الذي تمت المعركة حوله ،
هو أكثر أجزاء اليابسة انخفاضا على الإطلاق ، إذ يبلغ منسوبه حوالي
الأربعمائة متر تحت مستوى سطح البحر ، وهو أدنى بقعة على سطح اليابسة
انخفاضاً على الإطلاق .



المرجع :



القرآن و العلم أحمد محمد سليمان دار العودة . بيروت



من آيات الإعجاز العلمي للقرآن الدكتور زغلول النجار






إنجيل برنابا








كثيراً ما يتردد على الألسنة ذكر هذا الإنجيل المثير، والذي ينسب لأحد أخص
تلاميذ المسيح، وهذا الإنجيل يخالف سائر الأناجيل الأربعة في أمور جوهرية ،
منها نقضه لدعوى ألوهية المسيح، وتأكيده نجاة المسيح من الصلب، وتنديده
ببولس، ورفضه لتبشيره، وكذا تصريحه ببشارة عيسى عليه السلام بالنبي صلى
الله عليه وسلم في مرات عديدة.





من هو برنابا ؟


برنابا هو أحد حواريي المسيح ، واسمه يوسف بن لاوي بن إبراهيم ، يهودي من
سبط لاوي من قبرص ، باع حقله وجاء ووضعه عند أرجل تلاميذ المسيح ( انظر
أعمال /36 – 37 )، عرف بصلاحه وتقواه ، ويسميه سفر الأعمال" يوسف الذي دعي
من الرسل برنابا " ( أعمال 4/36 ).
ولما ادعى بولس أنه رأى المسيح وعاد إلى أورشليم يتقرب إلى التلاميذ تولى
برنابا تقديمه إلى التلاميذ ( انظر أعمال 9/27 ) وقد ذهب برنابا للدعوة في
أنطاكية .. "ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب ، لأنه كان رجلاً
صالحاً وممتلئاً في الروح القدس والإيمان ، فانضم إلى الرب جمع غفير " (
أعمال 11/22 – 24 ).
ثم خرج إلى طرسوس ودعا فيها مع شاول ( بولس ) سنة كاملة ( أعمال 11/25 -
26)، ثم تشاجر مع بولس وافترقا ( أعمال 15/29 ) وبعد هذا الشجار اختفى ذكر
برنابا من العهد الجديد .
وذكر المؤرخون أن وفاته كانت سنة 61م في قبرص، حيث قتله الوثنيون رجماً بالحجارة ودفنه ابن أخته مرقس الإنجيلي .

ثبوت وجود رسائل وإنجيل منسوب لبرنابا


وتنسب المصادر التاريخية إلى برنابا إنجيلاً ورسالة وكتاباً عن رحلات
وتعاليم الرسل ، وقد عثر العالم الألمانى تشندروف ( 1859 م ) على رسالة
برنابا ضمن المخطوطة السينائية التي عثر عليها ، مما يشير إلى اعتبارها
رسالة مقدسة فترة من الزمن .
لكن أياً من رسائله وكتاباته لم تعتبر مقدسة ، وهنا نعجب كيف اعتبرت رسائل
بولس ولوقا اللذين لم يريا المسيح؟ ولم تعتبر أقوال برنابا الذي سبقهم
بالإيمان وبصحبة المسيح !!
وقد صدر عام 366م أمر من البابا دماسس بعدم مطالعة إنجيل برنابا ، ومجلس
الكنائس الغربية عام 382م، كما صدر مثله عن البابا أنوسنت 465م، كما وقد
حرّم البابا جلاسيوس الأول عام 492م مطالعة بعض الاناجيل، فكان منها إنجيل
برنابا .

العثور على نسخة من إنجيل برنابا


واختفى ذكر إنجيل برنابا قروناً طويلة حتى عثر الراهب الإيطالي فرامينو في
أواخر القرن السادس عشر على نسخة منه في مكتبة البابا سكتس الخامس في
الفاتيكان ، فأخفاها وخرج بها ثم أسلم ، وانقطع ذكر هذه النسخة.
وفي عام 1709م عثر كريمر أحد مستشاري ملك روسيا على النسخة الوحيدة
الموجودة اليوم من إنجيل برنابا والتي استقرت عام 1738م في البلاط الملكي
في فيينا ، وتقع في 225 صحيفة سميكة مجلة بصحيفتين ومكتوبة بالإيطالية.
وقد ترجمت إلى العربية في مطلع هذا القرن على يد الأستاذ خليل سعادة ، وقدم
للترجمة بمقدمة نستعين بها في معرفة أصول هذه النسخة ، وقد ذكر وجود ترجمة
أسبانية تناقلها عدد من المستشرقين في أوائل القرن الثامن عشر ، وانتهت
إلى يد الدكتور هوايت الذي ذكر بأنها مترجمة عن نسخة البلاط الملكي
الإيطالية ، وأن مترجمها للأسبانية مسلم يدعى مصطفى العرندي ، واختفت هذه
النسخة عند الدكتور هوايت .
فمن هو كاتب نسخة البلاط الملكي الوحيدة ؟ ومن هو كاتب الإنجيل ؟

وصف المخطوطة الوحيدة للإنجيل


أما بخصوص النسخة الوحيدة فإنها كما يصفها خليل سعادة مجلدة بصحيفتين
عليهما نقوش ذهبية..ويرى المحققون أن ناسخ هذه المخطوطة من أهالي البندقية
في القرن 15 - 16 أو أوائل القرن السابع عشر ، وأنه أخذها من نسخة توسكانية
أو بلغة النبدقية ، وتطرقت إليها اصطلاحات توسكانية .
ويذهب الكاتبان " لو تسدال " و " لو راواغ " إلى أن النسخ تم عام 1575م
تقريباً ، وأنه من المحتمل أن يكون الناسخ فرامينو الراهب .
ويوجد على هوامش النسخة ألفاظ وجمل عربية بعضها صحيح العبارة وبعضها ركيك لا يتصور سعادة أن " يفعله كاتب عربي تحت الشمس ".
ويرجح سعادة أن الكاتب لهذه الهوامش واحد، وأنه عربي، وأن الناسخ بدل وغير
في النسخة ، فنتج هذا الاضطراب في العبارات العربية ، ويجزم سعادة أن هذه
النسخة نسخة منقولة عن أصل آخر لها .

موقف المسلمين من إنجيل برنابا وعلاقتهم بتأليفه


وبخصوص كاتب الإنجيل، أراد النصارى إلصاق هذا الإنجيل بالمسلمين ، من غير
أن يكون لديهم دليل واحد يثبت ذلك، أو يحدد اسم هذا المسلم الألمعي العارف
باليهودية وكتبها.
وبعد قراءة سعادة للإنجيل رجح – من غير أن يقدم أدلة شافية - أن كاتبه "
يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى ،
وعندي (أي سعادة) أن هذا الحل هو أقرب إلى الصواب من غيره " .

واستند في زعمه إلى أمور :


1 ) أن للكاتب إلماماً عجيباً بأسفار العهد القديم " لاتكاد تجد له مثيلاً
بين طوائف النصارى إلا في أفراد قليلين من الأخصائيين ... والمعروف أن
كثيرين من يهود الأندلس كانوا يتضلعون بالعربية .. فيكون مثلهم في الاطلاع
على القرآن والأحاديث النبوية " .
2 ) أن الإنجيل يؤكد على أهمية الختان وغيره من الأحكام التوراتية ، وفيه
من الكلام الجارح ما يستحيل صدوره من نصراني ، كما يتضمن تقاليد تلمودية
يتعذر على غير اليهودي معرفتها .
ويتضمن أيضاً أساطير وقصص عربية مما يتناقله العامة في البيئة العربية ، فدل ذلك على أنه يعيش في البيئة العربية.
3 ) أن هذا الإنجيل يوافق القرآن والسنة في مواضع عدة أهمها إنكار ألوهية
المسيح أو أنه ابن الله ، وإنكار صلب المسيح ، والقول بصلب يهوذا ، وكذا
يصرح هو المسياrالإنجيل ويؤكد على أن الذبيح إسماعيل لا إسحاق ، ويذكر أن
محمداً المنتظر في أكثر من موضع .
4 ) أن هذا الإنجيل يباين الأناجيل الأربعة بما فيه من أدب راقٍ ومسائل فلسفية وعلمية .
واستدل لذلك بما في الإنجيل من مباحث فلسفية تشبه فلسفة أرسطو طاليس التي
كانت شائعة في القرون الوسطى ، كما يحوي الإنجيل تشبيهات واستعارات أدبية
تشبه ما نقل عن الشاعر دانتي في العصور الوسطى .
والنتيجة أن النصارى لا يعترفون بصحة نسبة الإنجيل لبرنابا ، ويؤكدون أنه منحول ، وأن كاتبه مسلم في القرون الوسطى .
وقد صدرت في ذلك كتابات نصرانية أكدت أن الإنجيل مزور مستدلة بما سبق
وبأمور أخرى أقل أهمية مثل مخالفة الإنجيل لبعض حقائق الجغرافيا والتاريخ ،
وأيضاً أنه حوى أموراً تكذبه بها الأناجيل الأربعة ومنها قوله: " أن الله
اعتبر الكذب في سبيل الحمد فضيلة " ( برنابا 161/60 ) ، ومنها أن قوله
بصلب يهوذا بدلاً عن المسيح فكرة غير ناضجة ، لأن الله لو أراد إنقاذ
المسيح لأنقذه بمعجزة ، وليس عن طريق الغش والخداع الذي يلجأ إليه الضعفاء .


موقف علماء الإسلام من إنجيل برنابا


على الرغم من موافقة إنجيل برنابا لمعتقدات المسلمين في الجملة، فإن أحداً
من المسلمين لا يعتبره الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح ..
ولم يلجأ المسلمون إلى الاستشهاد بهذا الإنجيل إلا نادراً ، وكان استشهادهم
به أقرب إلى الاستئناس منه إلى الاستدلال ، فالمسلمون لا يرون في هذا
الإنجيل إنجيل المسيح ، لكنه أقرب إلى طبيعة المسيح وتلاميذه من سائر
الأناجيل .
ورفض المسلمون نسبة هذا الإنجيل إلى المسلمين ، فلقد وجد في بيئة مسيحية
صرفة كما سبق بيانه ، وقد سبق ذكره قبل الإسلام بقرون عدة مما يدل على
براءة المسلمين منه .
وأما التعليقات العربية الموجود على نسخته الإيطالية فهي من عمل الناسخ عن
الأصل أو قارئ للنسخة لا يجيد العربية ، ولعله فرامينو الراهب الذي أسلم ،
وتكون هذه النسخة هي التي عثر عليها في مكتبة البابا.
ثم من ذا المسلم الذي سيصنع هذا الإنجيل، ولا يستشهد به هو ولا من بعده في
مناظرة النصارى ؟ وكيف له أن يوصله إلى مكتبة البابا بالفاتيكان ؟ فجهل
المسلمين به وعدم استشهادهم به دليل برائتهم منه .
وأما تصريحه باسم النبي صلى الله عليه وسلم واعتباره دليلاً على أنه من وضع
المسلمين ، وأن المؤلف المنتحل - كما يقول سعادة – "بالغ وجاوز في الغرض
ولو أشار من غير تصريح باسم النبي لكان ذلك أبلغ" .
فهذا نراه دليلاً على صحة نسبة الإنجيل وبراءة المسلمين منه ، إذ لا يمكن
أن يفوت كاتب الانجيل ، وهو الذي يصفه سعادة بالذكاء البارع - مثل هذه
الأمر ، فلو كان منتحلاً لأشار للنبي ولم يصرح باسمه ، فتصريحه مع ذكائه
وبراعته دليل أصالته.
وأما تكذيب الإنجيل لألوهية المسيح ، وتشنيعه الشديد على من ترك الختان فهو
دليل على نصرانية كاتبه لا يهوديته، إذ ترك الختان ليس من دين المسيح، بل
هو من تغيير بولس بعد المسيح ، ومثله القول بألوهية المسيح.
وقد كتب برنابا إنجيله ليكشف ما صنعه بولس كما جاء في مقدمته " إن الله
العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة
عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى
التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين
الختان الذي أمر الله به دائماً مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم
أيضاً بولس الذي لا أتكلم معه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر
ذلك الحق الذي رأيته..." ( برنابا : مقدمة /2 - 8 ) .

مخالفة الإنجيل لمعتقدات المسلمين


ومما يدل على براءة المسلمين من هذا الإنجيل اختلافه في طريقة صياغته
وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم ، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني
عليه. أو يذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم .
كما يخالف المعتقدات الإسلامية في مسائل منها قوله بأن الجحيم للخطاة
السبعة: المتكبر والحسود والطماع والزاني والكسلان والنَهِم والغضِب
المستشيط ، ( انظر برنابا 135/4 - 44 ) وقد ترك ذنوباً أكبر كالشرك والقتل،
كما أن الكسل والنهِم لايستحقان النار.
ومثله قوله: " دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته ، لأنه محروم من الفردوس " ( برنابا 23/17 ) فمثل هذا لا يوافقه عليه مسلم .
ومثله تسمية الله " العجيب " ( برنابا 216/3 )، وهو ليس من أسماء الله الحسنى.
وكذا قوله عن الله: " إن الله روح " ( برنابا 82/6 ) والأرواح عندنا مخلوقة.
ويتحدث عن الله ، فيصفه أنه " المبارَك " ( برنابا 71/16 )، ولا يمكن
لمسلم أن يقول عن الله ذلك ، إذ هو الذي يبارِك ، ومن ذا الذي يبارك الله
جل وعلا !!! فتبارك الله أحسن الخالقين .
ومما يرد أيضاً انتحال مسلم لإنجيل برنابا قوله: " أقول لكم إذاً: إن
السماوات تسع "( برنابا 105/3 ) ولا يقول بهذا مسلم قرأ القرآن .
وأيضاً يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون ، وفي ذلك ذكر اسم
رفائيل وأوريل في قوله: " أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا
يسوع من العالم … فجاء الملائكة الأطهار " ( برنابا 215/4-5 ) .
ثم قد ورد اسم الرسول " محمد " مرات عدة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه
" أحمد " مرة واحدة ، ولو كان الكاتب مسلماً لعمد إلى كتابته - ولو مرة
واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف { ومبشراً برسول يأتي
من بعدي اسمه أحمد } . (الصف: 6)
ثم لو كان كاتبه مسلماً لكتب معجزة كلام المسيح في المهد التي ذكرها القرآن
وأغفلتها الأناجيل ، وغير ذلك من المسائل التي تثور في وجه من يقول
بانتحال مسلم لهذا الإنجيل .
وحين يدفع المسلمون القول بأن إنجيل برنابا منحول ، ليس لجزمهم بصحة نسبة
الإنجيل إلى برنابا ، بل لجزمهم بأن هذا الإنجيل لا يقل حاله بحال من
الأحوال عن سائر أسفار العهد القديم والجديد .
ويوافق المسلمون النصارى في اعتراضهم على هذا الإنجيل، ودعواهم بأنه لم يصل
بطريق موثق ، وأنه لا يعلم أصله، لكن الحال الذي ينكرونه هو حال كل صحيفة
من صحائف الكتاب المقدس.
بل إن لإنجيل برنابا مزية على سائر الأناجيل، فقد صرح فيه الكاتب أنه
برنابا، ويقول عن نفسه في سائر صفحات الإنجيل: فقال لي برنابا ، وقلت
للمسيح .... ، بينما لا تجد مثله في سائر الأناجيل ( انظر متى 9/9 ) و(
يوحنا 21/24 ) .
وأما عن أخطاء الإنجيل التاريخية أو ذكره تسمية "جبل طابور" ( برنابا
42/20 ) وهي تسمية غير معهودة أيام المسيح ، فهذا لا يختلف أبداً عن ذكر
حبرون في عهد موسى ، وقد سميت بعده ( انظر التكوين 13/18 ) .
ولعل هذه التسمية الجديدة - إن صحت جدتها - من عمل الناسخ وتدخله في النص .
ثم إن أسلوب الكاتب ومعلومات الإنجيل يؤكدان بأن الكاتب ضليع في علوم
الكتاب المقدس، متصف بعمق واسع يليق بمثل برنابا داعية النصرانية في الجيل
الأول ، فليس بمستغرب أن يكون قد كتب إنجيلاً، ومنع قراءته دليل وجوده بل
واشتهاره .
وأما مخالفة الإنجيل للحقائق التاريخية فلكونه عملاً بشرياً ، ولا حرج في
ذلك، إذ أن النصارى ينسبون مثل هذه المخالفات إلى أسفار الوحي .
وقول برنابا: " الكذب فضيلة " لا يختلف كثيراً عن قول بولس عن نفسه بأنه
روماني كذباً (انظر أعمال 23/25)، ثم قوله: " فإنه إن كان صدق الله قد
ازداد بكذبي لمجده " ( رومية 3/7 )، فصدور هذا الاعتراض من النصارى لا
يقبل .
وأما التشابه بين أقوال الشاعر دانتي وإنجيل برنابا فهو لا يعني جزماً بأن
كاتب الإنجيل وجد بعد دانتي ، بل قد يكون دانتي هو المستفيد من برنابا .
ثم إن التشابه لا يعني بالضرورة نقل اللاحق عن السابق دائماً ، وإلا لزم أن
نقول بأن أسفار التوارة التشريعية منقولة عن قوانين حمورابي للتشابه
الكبير بينهما .
وأخيراً، فإنه لو كان كاتب الإنجيل في العصور الوسطى لما وقع بتلك الأخطاء
في الإحالة إلى أسفار التوارة، ولكان أيضاً قد اهتم بالتنديد بالأناجيل
الأخرى ، ولكنه لم يصنع لسبب بسيط ، وهو أنه كتب إنجيله قبل انتشار هذه
الأناجيل.
ولو كان الإنجيل منحولاً لندد مؤلفه بالتثليث وكتب في إبطاله ، لكنه لم
يتحدث عنه ، فدل ذلك على أن زمن الكتابة سابق على دعوى التثليث التي ظهرت
في القرن الرابع .
وهكذا نرى أن إنجيل برنابا لا يختلف من ناحية الإسناد كثيراً عن الأناجيل
الأربعة ، لكنه الإنجيل الوحيد الذي صرح فيه كاتبه باسمه وبأنه شاهد لما
يكتب ، وأما متنه فكان أكثر اتساقاً من جميع الأناجيل ، متميزاً بترابطه
وجمال أسلوبه ومعرفته الكبيرة بالعهد القديم وأسفاره، وهو ما يليق حقاً
بداعية النصرانية في الصدر الأول : برنابا .
وقد كانت مضامين هذا الإنجيل متفقة إلى حد بعيد مع ما يعهد في رسالات الله
إلى أنبيائه ، وحُقَّ لتولاند 1718م في كتابه " الناصري " أن يقول عند
ظهور هذا الإنجيل : " أقول على النصرانية السلام " . وقوله " إن مد
النصرانية قد وقف من ذلك اليوم .. إن المسيحية ستتلاشى تدريجياً حتى تنمحي
من الوجود ".

كتبه


د. منقذ بن محمود السقار
مكة المكرمة – شوال 1423هـ




في ظهور نار الحجاز








روينا في مسند أحمد ، برجالٍ ثقات عن أبي ذر ، قال : " أقبلنا مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم فرأينا ذا الحُليقة ، فتعجل رجالٌ إلى المدينة ، و
بات رسول الله صلى الله عليه وسلم و بتنا معه ، فما أصبح سأل عنهم ،
فقالوا إلى المينة ، فقال : تعجلوا إلى المدينة و النساء ، أما إنهم
سيدعونها أحسن ما كانت " مسند أحمد 5/189.





ووراه ابن شبة من غير ذكر : " بأرض اليمن " ، و لفظه : " ليتركنها أحسن
ما كانت ، ليت متى تخرج نار من جبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل ببصرى
بروكاً كضوء النهار " [ تاريخ المدينة 1/280.



و أخرج الطبراني ، في آخر حديث لحذيفة بن أسيد : و سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : " لا تقوم الساعة حتى تخرج نارٌ من رومان أو ركوبة (و
هي ثنية بين مكة و المدينة ) تضيء منها أعناق الإبل ببصرى " [ نقلاً عن
فتح الباري 80/23.



قلت : وركوبة ـ كما ـ سيأتي ـ ثنية قريبة من ورقان ، ولعله المراد بجبل الوراق .



قال الحافظ ابن حجر : ورمان لم يذكرها البكري ، ولعل المراد : رومة ، البئر المعروفة بالمدينة . [ نقلاً عن فتح الباري80/13] .



و هذه النار نذكورة في الصحيحين ، في حديث : " لا تقوم الساعة حتى تظهر
نار بالحجاز " [ المعجم المفهرس 3/523 ، البخاري : كتاب الفتن ، و مسلم
كتاب الفن و مسند أحمد ] .



و لفظ البخاري : " تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى " [ فتح الباري : 13/78].



و روى الطبراني ، بسند ضعيف ، عن عاصم بن عدي الأنصار ي، قال : سألنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم حدثان ما قدم ، فقال : أين جئت ؟ فقال : من حبس
سيل ، فدعوت بنعلي ، فانحدرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا
رسول الله ، سألتنا عن حبس سيل فقلنا : لا علم لنا به ، و إنه مرَّ بي هذا
الرجل فسألته فزعم أنَّ به أهله ، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال : أين أهلك ؟ فقلا : بحبس سيل ، فقال : أخرج أهلك منها ، فإنه يوشك أن
تخرج منها نار تضيء أعناق الإبل ببصرى " [ النهاية في غريب الحديث 1/320
].



و حديث : " يوشك نار تخرج من حبس سيل ، تسير سير بيطيئة الإبل ، تسير
النهار و تقيم الليل " [مورد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي 467]، و
أخرج هذا الحديث أحمد بن حنبل ، و أبو يعلى ، من رواية رافع بن بشر السلمي
عن أبيه ، و قال الحافظ الهيثمي : رواه أحمد و الطبراني ، و رجال أحمد رجال
الصحيح ،غير رافع ، و هو ثقة ، أنتهي .



و ظهور النار المذكورة بالمدينة الشريفة قد اشتهر اشتهاراً بلغ حدَّ
التواتر عند أهل الأخبار ، و كان ظهورها لإنذار العباد بما حدث بعدها ،
فلهذا ظهرت على قرب مرحلةٍ من بلد النذير صلوات الله و سلامه عليه ، و
تقدمها زلازل مهولة ، وقد قال تعالى : ( و ما نرسل بالآيات إلا تخويفاً)
[سورة الإسراء:59] ، و قال تعالى : ( ذلك يخوف الله به عباده يا عبادي
فاتقون ) [ سورة الزمر : 16] .





ظهور النار :







و لما ظهرت النار العظيمة الآتية وصفها ، و أشفق منها أهل المدينة غاية
الإشفاق ، و التجأوا إلى نبيهم المبعوث بالرحمة ، صرفت عنهم ذات الشمال و
زاحت عنهم الأوجال ، و ظهرت بركة تربته صلى الله عليه وسلم في أمته ، و لعل
الحكمة في تخصيصها بهذا المحل ـ مع ما قدمناه من كونه حضرة النذير ـ
الرحمة لهذه الأمة فإنها إن ظهرت بغيره ، و سلطان القهر و العظمة التي هي
من آثاره قائمٌ لربما استولت على ذلك القطر و لم تجد صارفاً ، فيعظم ضررها
على الأمة ، فظهرت بهذا المحل الشريف لحكمة الإنذار ، فإذا تمت قابلتها
الرحمة فجعلتها برداً و سلاماً ، إلى غير ذلك من الأسرار .





و كان ابتداء الزلزلة بالمدينة الشريفة مستهل جمادي الآخرة ، أو آخر جمادى
الآخر ، او آخر جمادى الأول سنة أربعة و خمسين وست مئة ، لكنها كانت خفيفة
لم يدركها بعضهم مع تكررها بعد ذلك ، و اشتدت في يوم الثلاثاء على ما حكاه
القطب القسطلاني . و ظهوت ظهوراً عظيماً ، اشترك في إدراكه العام و الخاص ،
ثم لما كان ليلة الأربع ثالث الشهر أو رابعه ، في الثلث الأخير من الليل
حدث بالمدينة زلزلة عظيمة أشفق الناس منها ، و انزعجت القلوب لهيبتها ،
واستمرت تزلزل بقية الليل ، و استمرت إلى يوم الجمعة و لها دوي أعظم من
الرعد ، فتموج الأرض و تتحرك الجدران ، حتى وقع في يوم واحد دون ليلة ثماني
عشرة حركة ، على ما حكاه القسطلاني .



و قال القرطبي : قد خرجت نار الحجاز بالمدينة ، و كان بؤها زلزلة عظيمة في
ليلة الأربعاء بعد العتمة ، الثالث من جمادي الآخرة سنة أربع و خمسين و ست
مئة ، و استمرت إلى ضحى النهار يوم الجمعة فسكنت ، و ظهرت بقريظة ، بطرف
الحرة ترى في صفة البلد العظيم ، لا تمر على جبل إلا دكته و أذابته ، و
يخرج من مجموعه ذلك مثل النهر أحمر و أزرق ، له كدوي الرعد ن يأخذ الصخور
بين يديه ، و ينتهي إلى محط الركب العراقي ، و اجتمع من ذلك ردمٌ صار
كالجبل العظيم ، فانتهت النار إلى قرب المدينة ، و مع ذلك فكان يأتي
المدينة نسيم ٌ باردٌ ، و شوهد لهذه النار غليان كغليان البحر .



و قال لي بعض أصحابنا : رأيتها صاعدة في الهواء من نحو خمسة أيام ، و سمعت أنها رؤيت من مكة و من جبال بصرى أهـ .



و قال النووي : تواتر العلم بخروج هذه النار عند جميع أهل الشام .



و نقل أبو شامة عن مشاهدة كتاب الشريف سنان قاضي المدينة الشريفة و غيره
أنَّ في ليلة الأربعاء ثالثة جمادى الآخرة حدث بالمدينة في الثلث الأخير من
الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها ، و باتت في تلك الليلة تزلزل ، ثم استمرت
تزلزل كل يوم و ليلة مقدار عشر مرات .



قال : و الله لقد زلزلت مرة و نحن حول الحجرة فاضطربت لها المنبر إلى أن
سمعنا منه صوتاً للحديد الذي فيه و اضطربت قناديل الحرم الشريف (1).



زاد القاشاني : ثم في اليوم الثالث ـ وهو يوم الجمعة ـ زلزلت الأرض زلزلة
عظيمة ، إلى أن اضطربت منائر المسجد ، و سمع لسقف المسجد صرير عظيم (2) .



قال القطب القسطلاني : فما كان يوم الجمعة نصف النهار ظهرت تلك النار ،
فثار من محل ظهورها في الجو دخان متراكم غشى الأفق سواده ، فلما تراكمت
الظلمات و أقبل الليل سطع شعاع النار ، و ظهرت مثل المدينة العظيمة في جهة
الشرق .



قال القاضي سنان : و طلعت إلى الأمير ـ و كان عز الدين منيف بن شيحة و قلت
له : قد أحاط بنا العذاب ، ارجع إلى الله ، فأعتق كل مماليكه ، وردَّ على
الناس مظالمهم .



زاد القاشاني : و أبطل المكس .



ثم هبط الأمير للنبي صلى الله عليه وسلم و بات في المسجد ليلة الجمعة و
ليلة السبت ، و معه جميع أهل المدينة حتى النساء و الصغار ، و لم يبق أحد
في النخل إلا جاء إلى الحرم الشريف و بات الناس يتضرعون و يبكون ، و أحاطوا
بالحجرة الشريفة كاشفين رؤوسهم مُقرين بذنوبهم مبتهلين مستجيرين بنبهم صلى
الله عليه و سلم .



و قال القطب : و لما عاين أمير المدينة ذلك أقلع عن المخالفة و اعتبر ، و
رجع عما كان عليه من المظالم و انزجر ، و أظهر التوبة و الإنابة ، و أعتق
جميع مماليكه ، و شرع في ردِّ المظالم و عزم أهل المدينة على الإقلاع عن
الإصرار و ارتكاب الأوزار ، و فزعوا إلى التضرع و الاستغفار ، و هبط أميرهم
من القلعة مع قاضيهم الشريف سنان و أعيان البلد ، والتجأوا إلى الحجرة
الشريفة ، و باتوا



بالمسجد الشريف بأجمعهم حتى النساء و الأطفال ، فصرف الله تعالى تلك النار
العظيمة ذات الشمال ، و نجوا من الأهوال ، فسارت تلك النار من مخرجها و
سالت ببحر عظيم من النار ، و أخذت في وادي أُحيليين و أهل المدينة
يشاهدونها من دورهم كأنها عندهم و مالت من مخرجها إلى جهة الشمال ، و
استمرت مدة ثلاثة أشهر على ما ذكره المؤرخون . و ذكر القطب القسطلاني في
كتاب أفرده لهذه النار ن و هو ممن أدركها لكنه كان بمكة فلم يشاهدها: إن
ابتداءها يوم الجمعة السادس من شهر جمادى الآخرة، و أنها دامت إلى يوم
الأحد السابع و العشرين من رجب، ثم خمدت ـ فجملة ما أقدمت اثنين و خمسين
يوماً، لكنه ذكر بعد ذلك أنها أقامت منطفئة أياماً ثم ظهرت، قال: و هي كذلك
تسكن مرة و تظهر أخرى، فهي لا يؤمن عودها و إن طفيء وقودها أهـ.



فكأن ما ذكره المؤرخون من المدة باعتبار انقطاعها بالكلية، و طالت مدتها
ليشتهر أمرها فينزجر بها عامة الخلق و يشهدوا من عظمها عنوان النار التي
أنذرهم بها حبيب الحق صلى الله عليه و سلم.



و ذكر القسطلاني عن من يثق به : أن أمير المدينة أرسل عدة من الفرسان إلى
هذه النار للإتيان بخبرها ، فلم تجسر الخيل على القرب منها ، فترجل أصحابها
و قربوا منها فذروا أنها ترمي بشرر كالقصر ، و لم يظفروا بجلية أمرهم ،
فجرد عزمه للإحاطة بخبرها ، فذكر أن ه وسل منها إلى قدر غلوتين بالحجر و لم
يستطع أن يجاوز موقفه من حرارة الأرض و أحجار كالمسامير تحتها نار سارية و
مقابلة ما يتصاعد من اللهب ، فعاين ناراً كالجبال الراسيات ، و التلال
المجتمعة السائدات ن تقذف بزبد الأحجار كالبحار المتلاطمة الأمواج ، و عقد
لهيبها في الأفق قتاماُ حتى ظن الظان أن الشمس و القمر كسفاً إذ سلبا بهجة
الإشراق في الأفاق ، و لولا كفاية الله كفتها لأكلت ما تقدم عليه من
الحيوان و النبات و الحجر ، أهـ .



قلت : و ذكر القسطلاني : إن هذه النار لم تزل مارةً على سيلها حتى اتصلت
بالحرة ووادي الشظاة ، و هي تسحق ما والاها ، و تذيب ما لاقاها من الشجر
الأخضر و الحصى من قوة اللظى ، و أن طرفها الشرقي أخذ بين الجبال فحالت
دونه ثم وقفت ، و أن طرفها الشامي و هو الذي يلي الحرم ـ اتصل بجبل يقال له
: و عيرة ، على قرب من شرقي جبل أحد ، و مضت في الشظاة الذي في طرفه وادي
حمزة رضي الله عنه ، ثم استمرت حتى استقرت تجاه حرم النبي صلى الله عليه
وسلم فطفئت .



و قال القسطلاني : إن ضوءها استوى على ما بطن من القيعان و ظهر من التلال ،
حتى كأن الحرم النبوي عليه الشمس مشرقة ، و جملة أماكن المدينة بأنوارها
محدقة ، و دام على ذلك لهبها حتى تأثرت له النيران ، صار نور الشمس على
الأرض تعتريه صفرة ، و لونها من تصاعد الالتهاب يعتريه حمرة ، والقمر كأنه
قد كسف من اضمحلال نوره .



قال : و أخبرني جمع ممن توجه للزيارة على طريق المشيان أنهم شاهدوا ضوءها
على ثلاثة مراحل للمجدِّ و آخرون : أنهم شاهدوا من جبال سارية .



قلت :نقل أبو شامة عن مشاهدة كتاب الشريف سنان قاضي المدينة : أن هذه النار رؤيت من مكة و من الفلاة جميعها ، ورآها أهل ينبع .



قال أبو شامة : و أخبرني بعض من أثق به ممن شاهدها بالمدينة أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب .



قال أبو شامة : و ظهر عندنا بدمشق أثر ذلك الكسوف من ضعف النور على الحيطان
، و كنا حيارى من سبب ذلك ، إلى أن بلغنا الخبر عن هذه النار .



و كل من ذكر هذه النار يقول في آخر كلامه : و عجائب هذه النار و عظمتها يكل
عن وصفها البيان و الأقلام ، و تجل عن أن يحيط بشرحها البيان و الكلام ،
فظهر بظهورها معجزة للنبي صلى الله عليه و سلم لوقوع ما أخبر به و هي هذه
النار ، إذ لم تظهر من زمنه صلى الله عليه و سلم قبلها و لا بعدها نار
مثلها . قلت : قد تقدم عن القرطبي أنه بلغه أنها رؤيت من جبال بصرى .



و صرح الشيخ عماد الدين ابن كثير بما يقضي أنه أضاءت من هذه النار أعناق
الإبل ببصرى ، فقال : أخبرني قاضي القضاة صدر الدين الحنفي قال : أخبرني
والدي الشيخ صفي الدين مدرس مدرسة بصرى أنه أخبره غير واحد من الأعراب
صبيحة الليلة التي ظهرت فيها هذه النار ممن كان بحاضرة بلد بصرى أنهم رأوا
صفحات أعناق إبلهم في ضوء تلك النار ، فقد تحقق بذلك أنها الموعودة بها ،
والحكمة في إنارتها بالأماكن البعيدة من هذا المظهر الشريف حصول الإنذار ،
ليتم به الإنزجار .





المصدر :





عن كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى تأليف نور الدين بن عبد الله السمهودي ج 2 .





إفساد بني إسرائيل





قال سبحانه : " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين
ولتعلن علواً كبيراً - فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي
بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً - ثم رددنا لكم الكرة
عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً - إن أحسنتم أحسنتم
لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا
المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً - عسى ربكم أن يرحمكم
وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً " سورة الإسراء : 4-8 وقال
تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني : " وقلنا من بعده لبني إسرائيل
اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً " سورة الإسراء : 104
اختلف العلماء في تفسيرهم للإفسادين ولكن جميع التفاسير السابقة لا تنطبق
عليها الأحداث التي وردت في الآيات فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص
وأحداث التاريخ. لقد علا اليهود قديماً وأفسدوا إفسادات كثيرة، ونظراً لربط
الآيات الكريمة بين المسجد الأقصى والتاريخ اليهودي فإننا نؤكد أن
الإفسادين متعلقان بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.



إفسادهم الأول في المدينة أتى اليهود إلى يثرب هاربين من الاضطهاد الروماني
واليوناني الذي صُب عليهم في بلاد الشام، وأُعجب العرب بما عند اليهود من
مال وعلم وثقافة، وتفنن اليهود في التحكم بالعرب والإفساد بينهم وامتصاص
خيراتهم وإخضاعهم، وكانوا يبشرونهم بقرب ظهور نبي، ويهددونهم بأنهم
سيتبعونه ويقتلون العرب معه، ولكنهم لما بُعث محمد صلى الله عليه وسلم
كانوا أكثر الناس عداوة له، وتآمروا على قتله وحاربوه مع القبائل العربية
الجاهلية. " فإذا جاء وعد أولاهما….. " " إذا " ظرف لما يستقبل من
الزمان، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية، وبالتالي فإن
عباد الله الربانيين سيكونون أيضاً بعدها. " بعثنا عليكم …." إن التعبير
بالبعث مقصود ومراد، فالله بعث الصحابة بعثاً من العدم فلم يكن للعرب في
الجاهلية أية منزلة. كما أن كلمة " بعثنا توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم
يكن متوقعاً فقد بعث الله الصحابة بعثاً فأزالوا إفساد اليهود وورثوا قوة
اليهود، الصغيرة في المدينة، وقوة فارس والروم الكبيرة في العالم. "
عباداً لنا….." هذه الجملة لا تنطبق إلا على الصحابة لأن الله سماهم "
عباداً " وأضافهم إليه " لنا " إن كلمة " عباد " لا تنطبق على
الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين مثل بختنصر
وغيره. هناك فرق بين كلمتي عباد وعبيد لأنه لا ترادف في كلمات القرآن،
فكلمة " عبيد " ذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار
ومعظمها بصيغة : " وما ربك بظلام للعبيد " أي أن الله يحاسب الكفار
بعدله. أما كلمة " عباد " فهي مذكورة خمساً وتسعين مرة منها أكثر من
تسعين مرة عن المؤمنين. إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة والكرامة وهي
صفات المسلم. " أولي بأس شديد…." كانت قوة الصحابة وبأسهم في مواجهة
اليهود في جانبين : الجانب المادي الذي تمثل في شدة قتالهم لليهود ويشهد
عليه حصارهم لبني قينقاع وبني النضير وقتل بني قريظة ومحاربتهم في خيبر
وإخراجهم منها. والجانب المعنوي الذي تمثل في تحديهم لليهود وإذلالهم لهم،
ويشهد عليه مواقف أبي بكر وعمر وعلي وعبادة بن الصامت وعبدالله بن رواحة
وغيرهم. لقد حكم " سعد بن معاذ " على بني قريظة حكماً ربانياً بقتل
رجالهم وسبي نسائهم وأطفالهم ومصادرة أموالهم واستملاك بيوتهم وأراضيهم
وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه. " فجاسوا خلال الديار…" الجوس
هو تخلل الشيء والتغلغل فيه، وقد دخل الصحابة ديار اليهود، واحتلوها وجاسوا
خلالها في ديار بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة وفي خيبر وفي وادي
القرى وفدك وتيماء. لقد أزالوا كيانهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم أجلى الفاروق بقاياهم عن جزيرة العرب. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا
الجوس بقوله تعالى : " وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف
في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً - وأورثكم أرضهم وديارهم
وأموالهم وأرضاً لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديراً ". سورة الأحزاب :
26-27.



نحن نعيش الإفساد الثاني لليهود إذا علمنا أن إفساد اليهود الأول كان في
المدينة، وأن المسلمين هم الذين قضوا على ذلك الإفساد، نعلم أن الكَرّة
تعود لليهود في الإفساد الثاني على الأجيال اللاحقة من المسلمين، وهي
الأجيال التي تعيش في هذا الزمان :" ثم رددنا لكم الكرة عليهم". ولم تكن
لليهود كرة على الأقوام السابقين الذين حاربوهم. " وأمددناكم بأموال
وبنين….." أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي
عليهم، ويتم بوسيلتين هما الأموال والبنين، وهذا ما نراه واضحاً في أيامنا
هذه، فالغرب يمدهم بالمال ويسهل هجرة اليهود إلى فلسطين. " جئنا بكم
لفيفاً….." لقد مضى على اليهود أكثر من قرن وهم يأتون ملتفين في هجرات
متتابعة إلى فلسطين، ولن يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة
تمهيداً للقضاء عليهم. " وجعلناكم أكثر نفيراً…" أي أن الله عز وجل
سيجعل اليهود الأكثر أعواناً ومؤيدين، وهذا يبدو واضحاً من مواقف العالم
معهم. " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم…" هذا رد على زعم تفرد اليهود على
البشرية، وتفضيلهم على باقي الناس، فهي أوهام اخترعوها ولا أساس لها. هذا
هو الإفساد الأخير لليهود.



تحدث القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله : " فإذا جاء وعد الآخرة
ليسوءوا وجوهكم " وبقوله : " فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً "،
فكلمة " الآخرة " لا يراد بها يوم القيامة، فليست هي المقابلة للدنيا،
وإنما الآخرة هنا هي المقابلة للأولى، الأولى في قوله " فإذا جاء وعد
أولاهما " أي المرة الأولى، والآخرة " فإذا جاء وعد الآخرة " أي المرة
الثانية في الإفساد، وتدل على أنه سيكون الإفساد الأخير. لماذا قال : "
ليسوءوا وجوهكم "؟ إن المعركة بين المسلمين واليهود لا ينتج عنها إبادة
اليهود وإفناؤهم والقضاء عليهم، وإنما ينتج عنها إزالة فسادهم وتدمير
كيانهم، وتحويلهم إلى مجموعات يهودية ذليلة مهزومة مسحوقة، فإساءة وجوه
اليهود لا تعني إفناؤهم.



قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود،
فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول :" يا مسلم يا عبدالله : هذا يهودي
ورائي تعال فاقتله". " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " يعود الضمير
الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا "، فالذين
يسوءون وجوه اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، والمراد
بالمسجد هنا المسجد الأقصى، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما
حرروه من الرومان، وتم لهم فتح الشام ونشر الإسلام فيه.



فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود والمسلمين ستكون معركة إسلامية
إيمانية، وليست معركة قومية أو يسارية أو إقليمية وليست معركة فلسطينية أو
عربية أو غير ذلك.



لطائف قرآنية



من الآيات الأفعال التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي : " رددنا " - "
أمددناكم " - " جعلناكم " الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى
الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك الأفعال، وفق حكمته ومشيئته تمهيداً لقضاء
المسلمين عليهم. وعند كلام الآية عن فعل المسلمين بهم، فقد عرضت ثلاثة
أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين هي : " ليسوءوا " - "وليدخلوا " - "
وليتبروا " الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على المسلمين،
صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله لهم،
وتشريف لهم. إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها أفعال ثلاثة للمسلمين.



و هناك لطيفة قرآنية لتفسدن في الأرض ذكر الله كلمة الأرض للدلالة على أن
إفساد اليهود سوف يشمل العالم بأجمعه و ذلك من خلال ما يمتلكونه من وسائل
الإعلام ( المحطات الفضائية ، مواقع الإنترنت ، الصحف ..) التي تصل إلى أي
مكان على سطح الأرض ، وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق
الإفساد الثاني لليهود، وعن تدمير المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا "
فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه
أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ". بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند
كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها "
عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة اليهود للإفساد " وإن عدتم
عدنا " وهناك فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين . تدخل " إذا "
على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه، لا شك فيه، وتدخل " إن
" على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه. أي أن
الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق. وبما أن عودة اليهود
للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة، عبر عنها بحرف " إن
" التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا " وإن غداً لناظره قريب،
والله تعالى أعلم.



الخلاصة : الإعجاز الغيبي في هذه الآيات في أن الله ذكر لنا أن بني إسرائيل
( اليهود ) سوف يفسدون في الأرض و أنهم سيعلون في الأرض وستكون لهم
مكانة و قوة و أنهم سيكونون أكثر الناس أنصاراً ، و أنهم سيمدهم الله
بالأولاد الذي سوف يمتلكون ناصية العلم و الفكر ، و يمدهم بالأموال التي
يسيطرون به على الحكام والشعوب و أنهم سوف يجتمعون بعد الإفساد الثاني في
فلسطين نظرأ لذكر الإفساد في سورة الإسراء التي تتحدث عن الإسراء و المعراج
من المسجد الأقصى في فلسطين .



المصدر :



عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية" تأليف : د.صلاح الخالدي



مع بعض الإضافات من المحرر






إنه لفي زبر الأولين




[b]


لقد أخذ الله تعالى الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد e وينصروه إذا
بعث وهم أحياء ، وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبره بين جميع الأمم .قال
تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا ءَاتَيْتُكُمْ
مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ
فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾(آل عمران:81).وذلك لأن
الرسل كانوا يبعثون في أقوامهم خاصة ، وبعث محمد r للناس كافة،فبشر به جميع
الأنبياء، وكان مما قاله عيسى عليه السلام لقومه كما ذكر الله تعالى
عنه﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ
مُبِينٌ﴾(الصف:6)(2) .والبشارات في الكتب السابقة(3) هي تلك الأنباء
والأوصاف التي وردت عن مقدم محمد r مبينة اسمه وصفاته البدنية والمعنوية
ونسبه ومكان بعثته، وصفة أصحابه وصفة أعدائه ، ومعالم الدين الذي يدعو
إليه، والحوادث التي تواجهه، والزمن الذي يبعث فيه، ليكون ذلك دليلاً على
صدقه عند ظهوره بانطباق تلك الأوصاف عليه ، وهي أوصاف وبشارات تلقاها أهل
تلك الأديان نقلاً عن رهبانهم وأحبارهم وكهنتهم قبل ولادة محمد r بقرون
كثيرة. وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك البشارات، ودل





توقيع : السفير المجد




خياراتالمساهمة

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع I_icon_minitimeالخميس 9 يناير 2014 - 12:23
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

mimia

البيانات
الدولة : اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 504
تاريخ الميلاد : 28/07/1980
تاريخ التسجيل : 02/04/2013
العمر : 43
الموقع : منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
العمل/الترفيه : أستاذة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع


جزاك الله خيرا استاذ على الموضوع الرائع





توقيع : mimia




خياراتالمساهمة

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع I_icon_minitimeالخميس 9 يونيو 2016 - 18:59
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المشرفة العامة
الرتبه:
المشرفة العامة
الصورة الرمزية

نجمة المنتدى

البيانات
الدولة : اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 605
تاريخ الميلاد : 03/02/1978
تاريخ التسجيل : 02/04/2013
العمر : 46
الموقع : السفير المجد
العمل/الترفيه : معلمة متواضعة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد: اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع


تسلم أستاذ وآسفة على التأخير





توقيع : نجمة المنتدى




خياراتالمساهمة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة




الــرد الســـريـع
..

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع , اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع , اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع ,اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع ,اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع , اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 17 والزوار 23)




اعجاز القرآن والسنة الجزء السابع Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الأنبتوقيت الجزائر