[size=24]- ماذا خططت لحياتك ؟ وهل وضعت برنامجا لها ؟
- كوني وردة في ملمسك لا شوكة .. وحريرا لا حديدا ..
- إذا اجتمع النار والبارود فالنتيجة هي الانفجار .
- لا تخافي ممن يخاف الله واتخذ رسوله قدوة ..
- الرجل طفل كبير فعالجيه كما تعالجين شقاوة طفلك .
- ادرسي زوجك من البداية كما درست علومك ..
- متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والأنوثة كالرجولة ؟!
- لتكوني أقوى من زوجك قابلي قوته بضعفك ..
- مهارتك في إعداد الطعام وتهيئة المائدة مما يبحث عنه زوجك .
* * * * * * *
ها قد أتت اللحظة يا حبيبتي لتنتقلي من الفصل الأول من مسرحية حياتك إلى الفصل الثاني والأخير ، لقد كنت معنا منذ يوم ولدت ، وتكونين مع أسرتك الجديدة حتى آخر يوم من حياتك بإذن الله . لا تتعجبي من وصفي لهذه الحياة بالمسرحية ، فما جئنا إليها إلا لنمثل الدور الذي قدر لنا أن نمثله ، ولنكون مستحقين بأدائنا لهذا الدور ، مكافأتنا عليه بالجنة إن شاء الله ، أو عقابنا عليه بالنار لا قدر الله . أما إذا تعثرت رحلتك الجديدة لا قدر الله في منتصف الطريق ، وربما في أوله كما يحدث لكثير من الأزواج هذه الأيام ، ولم تعرفي كيف تحافظين على موقعك الجديد ، وعلى زوجك إلى جانبك ، محبا ، ودودا ، ناصحا ، مخلصا ، أمينا ، يحدب عليك ، ويتابع معك رحلتك الجديدة والأخيرة ، فستتحول حياتك إلى سلسلة من المنغصات ، والأحزان تبدأ ولا تنتهي ، وستفقدين ربما إلى الأبد ، ذلك الحلم الرائع الذي تحلم به كل فتاة ، أن يكون لها زوج قوي مخلص تستند إلى كتفه ، وأبناء وبنات تمنحهم حبها وحنانها ، لكي يردوا لها إحسانها إحسانا ، بعد أن تحط بها السنون ، فيمنحوها في خريف حياتها حبهم ، ودفئهم ، ورعايتهم ، وعرفانهم .
* أحاول أن أحميك ..
لا أريد أن أعكر عليك صفوة هذه الليلة التي كنت تنتظرينها بفارغ الصبر ، فيضطرب عليك الحلم الذي طالما داعب جفونك ، ولكنني أحاول أن أحميك مما ينال الكثيرات هذه الأيام من الخيبة والإحباط من العام الأول ، وربما الشهر الأول ، وربما الليلة الأولى من زواجهن ، فتصل نصائحي إليك وقد فات الأوان .
فاعلمي إذن أن أمر سعادتك ، أو شقائك ، بيدك الآن إلا أن يشاء الله غير ذلك ، ما دمت قد وضعت نصب عينيك حين اخترت شريكك : الدين وليس المال ، والخلق وليس الجمال ، والأصالة والجوهر وليس معسول الكلام ، وكان اختيارك بعقلك لا بعيتفانيك، وبخلقك وحكمتك لا بعاطفتك وقلبك ، وبوصايا الله ورسوله لا بالموضوعات الاجتماعية السائدة التي سنها الناس ، ولا تستند إلى قرآن أو سنة ، فظفرت بالزوج الذي يقول فيه نبينا الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا ، وألطفهم بأهله " .
فماذا خططت لحياتك الجديدة ، وهل وضعت لنفسك برنامجا لها يختلف كليا عن برامجك التي اعتدتها مع أبويك وإخوتك وأخواتك ؟ وهل قررت أن تبدئي البرنامج مع شريك الجديد في الوقت المناسب: منذ الساعات الأولى من زواجك ؟
ماذا أعددت من تضحيات تسدينها منذ اليوم الأول لتكون ثمنا لسعادتك الجديدة ؟ وهل ستكون تضحيات بسيطة فتؤتي ثمارا بسيطة ، وربما لا تؤتي أي ثمار ، أم هي تضحيات كبيرة تضمنين بها أفضل النتائج وأسعد حياة ، بإذن الله ، ذاكرة أنك الآن مع شريك الجديد أمام اختيارين ، وبيدك أن تختاري : الجنة أو النار : كما أخبر صاحب الخلق العظيم حين حدد لك موضعك من زوجك بقوله صلى الله عليه وسلم : " انظري أين أنت منه ، فإنما هو جنتك ونارك " . حسنه الألباني .
* سيضحي كما تضحين ..
تسألينني : أي نوع من التضحيات تتحدث عنها ؟ تقولين:قد كنت المدللة دائما وكنا المدللين لك ، فهل تهيأت لتجعلي من شريك حياتك الجديدة هو المدلل ، وتكوني أنت التي تدللين ؟
كنا نعطي ، وكنت تأخذين ، فهل تهيأت ليكون هو الذي يأخذ ، وأنت التي تعطين ؟
كنا لك الأب والأم ، فهل تملكين أن تكوني لشريكك أبا ، وأما ، وأختا ، وصديقة ، قبل أن تكوني له زوجة فقط ؟!
تقولين : ولماذا أنا وليس هو ؟! وهل في الدبنيتي:ء من غير أخذ ، وتضحية من غير مقابل ؟
تماما يا عزيزتي ، فإنك ستأخذين بقدر ما تعطين ، وربما أكثر ، ويضحي أمامك بقدر ما تضحين ، وربما أكثر ، ويبذل لك بقدر ما تبذلين ، وربما أكثر .
تقولين : ولماذا أكون البادئة بالتضحية ؟ قد يفسر هو تضحيتي بالضعف ، وبذلي بالخوف ، وعطائي بالخفة ، وما يدريني أنه لا يحمل بين طيات ثيابه إنسانا معقدا جاء ليطلق عقده علي ، من تكبر وإهانات وشتم وضرب ، كما يحصل لكثيرات غيري ؟
وأقول لك يا بنيتي : ومن قال لك إنه لن يبادر بالتضحية ؟ إنه سيترك عادات كثيرة ، كما تتركين ، وسيهجر تقاليدا وأعرافا شب عليها في أسرته ، كما تهجرين ، فلكل أسرة في هذا الكون عاداتها وثقافتها التي تختلف قليلا أو كثيرا عن الأسر الأخرى ، وستكون لأسرتكما الجديدة أيضا عاداتها وتقاليدها الخاصة ، وهي حصيلة عاداتك وعاداته ، وأخلاقك وأخلاقه ، اجتمعت جميعا في بوتقة البيت الجديد ، فنبذت من قديمها ما نبذت ، ونبذ هو ما نبذ ، وتنازلت وتنازل ، ورضيت ورضي ، حتى تنتهيا إلى قاموسكما الخاص في الثقافة والأخلاق والعادات ، قاموس وُلد من كلمة كبيرة اسمها : التضحية .
أفلم تختاريه ممن يخافون الله ؟ إذن فلا تخافي ممن يخاف الله ، كيف وقد أحب رسول الله صلسئلت: عليه وسلم واتخذه قدوة ومعلما ، وعلم أنه صاحب الخلق العظيم ؟ كيف وقد سمع قول أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها _ حين سئلت: ما كان النبي يصنع في بيته ؟ - فقالت: " كان يكون في مهنة أهله - يعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " .
* الرجل طفل كبير ..
لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : " ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي ، فإذا التمس ما عنده وجد رجلا ً " نعم ، إن الرجولة الحقيقية هي عندما يطلب الرجل لمهمة أو ملمة أو مسؤولية أو عمل كبير أو جهاد ، فإذا فرغ من ذلك ، وعاد لأهله ، غدا كالصبي ، لين منكب ، ورقة خلق ، وسهولة معشر ، وخفة روح ، وميلا إلى اللعب والفكاهة والمداعبة ، وفي كل ذلك أجر له ولأهله عظيم ، ليس في الآخرة فحسب ، وإنما في الدنيا قبل الآخرة ، فيفتح الله له أبواب الرزق من حيث لا يدري ، كما يبشرنا صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام .
والرجل أولا وأخيرا طفل كبير ، فإن أحسست منه علة في خلقه فعالجيه بحكمتك كما تعالج الأم شقاوة ولدها ، فربما اكتفى من أمه ، كما سيكتفي هو منك ، بقطعة حلوى ، ولك أن تقدري بنفسك ما طبيعة الحلوى التي يمكن أن تقدمها المرأة لزوجها ، قد تكون كلمة طيبة ، أو حتى ابتسامة ، أو نكتة ، أو هدية ، أو لمسة ، أو عناية إضافية تمنحها له فتمتلكه بها ، وتنال حبه المستمر وعطفه وحنانه ، إن لهذه الأشياء الصغيرة أكبر الأثر في إدامة الود ، وتجديد العلاقة ، وتنقية الأجواء بين الزوجين ، فضلا عما يناله كل منهما من أجر كبير عند الله .
اجعلا بينكما حتى حين تختلفان ، لغة أهل البيت النبوي الشريف . لا تكن لغة خطابكما مرتفعة ، أنا لا أتحدث عن ارتفاع الصوت فقط ، بل ارتفاع حدة الكلمات والعبارات التي تتخاطبان بها ، راقبي ذلك منذ اليوم الأول لزواجك ، فإن ابتدأ الزواج بخطاب مرتفع أو حاد ، فلن يزال هذا الخطاب في ارتفاع يوما بعد يوم حتى يصل إلى مرحلة الانفجار فتنهار كل الجسور بينكما . انظري كيف كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تخاطب الرسول الكريم إذا كانت غاضبة منه ، وقلما غضبت :
" عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها: إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ، قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك " . البخاري ومسلم وغيرهما .
ما أجمل أن تتخذا من بيت النبوة قدوة لكما في التعاتب والتغاضب والتناصح والتخاطب والتحابب ، اعرضي كل كلمة تقولينها قبل أن تقوليها ، على ميزان مستقبلك ، فإن وجدت أنها قد تلحق الأذى بعلاقتك معه ، أو تترك أثرا عميقا في نفسه يصعب أن ينساه ، فاستغني عنها حالا ، واقذفي بها بعيدا ، فإنها من الشيطان ، رب كلمة جرت على صاحبها ندما ، وخلفت فيمن قيلت له جرحا لا يندمل ولا يدرك أحد أثاره المحتملة . ضعي نفسك مكانه قبل أن تتوجهي إليه بأي كلمة ، وتبصري أولا أثرها في نفسك فيما لو كان هو الذي وجهها إليك .
* لا تنسي أنك ..
ادرسي زوجك منذ البداية ، تماما كما درست علومك .. أدخليه مختبرك ، وحللي طبيعته ونفسيته ، واكتشفي ما يحب وما يكره ، وما يثيره وما يهدئه ، وما يبعده منك وما يقربه ، ثم انقلي ما اكتشفته إلى حيز التطبيق . لا تقابلي غضبه بغضب ، وقابليه بالترويح عنه ، أو بتسبيحة أو آية ، لا تقابلي شكواه بشكوى ، وقابليها بالتهوين عليه ، وتذكيره بالرضى بمشيئة الله ، وبحمده على ما أعطى وما أخذ على السواء .
قابلي قوته الحياة:ن أردت أن تكوني أقوى منه ، وخشونته بالنعومة إن أردت أن تمتلكي قلبه ، وأخذه بالعطاء إن أردت أن تنالي منه بعد ذلك أكثر مما كنت تريدين ، وإساءته إليك بالاعتذار منه ، فلابد أن يدرك في النهاية خطأه ، وسيكبر فيك من بعد ، أصالتك وكرم خلقك حين اعتذرت عما لم تخطئي فيه ، ستجدينه حينذاك لينا بين يديك ، كريما ضاحكا مستبشرا ، مثلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله دائما ، كما تخبرنا عائشة رضي الله عنها : " كان صلى الله عليه وسلم إذا خلا بنسائه ألين الناس ، وأكرم الناس ، ضحاكا بساما " . لا تقولي كما يقول كثير من السذج : لا فرق بين الرجل والمرأة فنحن متساويان ، لستما متساويين ، ولن تكونا كذلك أبدا ، بل أنتما متكاملان ، وكيف تتساوى المرأة مع الرجل ، وهي صانعة الرجال ؟! وهل يتساوى البِناء مع البنّاء ؟ والنساج مع النسيج ؟ والطائرة مع مصنع الطائرات ؟ ومتى كانت معرة للمصنع ألا يطير ، أو معرة للطائرة ، ألا تصنع الطائرات ؟ متى كان الليل كالنهار ، والصيف كالشتاء ، والبحر كالسماء ، والأنوثة كالرجولة ، والخشونة كالنعومة ؟! إنها عناصر الحياة : مختلفة ومتكاملة ، فإن تساوى الواحد منها مع الآخر اضطرب الكون وتخلخلت عناصره وانتهت الحياة .
لا تنسي يا ابنتي أنك في البيت تمثلين الجزء الناعم وأنه يمثل الجزء الخشن ، فإذا انقلبت الآية ، أو تساوى الطرفان ، فقدنا المعادلة الإنسانية الخالدة التي تقوم عليها كل علاقة في هذا الكون : السالب والموجب . لا تقابلي سلبيته بسلبية ، وخشونته بخشونة ، وشدته بشدة ، وجرأته بجرأة ، وصرامته بصرامة ، وميله إلى القيادة والسيطرة بميل مثله ، وإلا أصبحتما رجلين في البيت ، وكنت ( الرجلة ) التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها لن تدخل الجنة أبدا :
" ثتقولي: يدخلون الجنة أبدا : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر " . حديث صحيح أخرجه الطبراني .
ا