معا لإحياء اللغة العربية وقواعدها...الجزء الأول
الكلمة و أقسامها في اللغة العربية
كلَّ الكلام الذي نسمعُه أو نكتبُه أو نتكلمُ به يتكوّن من مجموعة من الجمل المترابطة التي تؤدي معنى مفيدًا، مثل: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا"، وكُلّ جملة من هذه الجمل تتألّف من عدد من المفرَدات (الكلمات) التي تتركب مع بعضها، وكُلُّ مفردة من هذه المفردات (الكلمات) تسمّى الكلمة
فالكلمة هي الجزء الصغير للجملة، والجملة هي الوِحدة الصغيرة لمجموع الكلام.
وقد قسّم علماء اللغة العربية الكلمة فجعلوها ثلاثة أقسام، هي: الاسم والفعل والحرف.1. الاسم : وهو كل كلمة دلّت على معنى مجرّد من الزمن، مثل سعيد، والجامعة، ومثل ما تحته خط في : "إنّما الأعمال بالنيّات". وكُلُّ كلمةٍ من كلمات الجملة الآتية اسمٌ: محمد رسول الله.
وللاسم علامات تميّزه عن الفعل والحرف، ومن أشهرها:- الجرّ مثل: مررتُ بخالدٍ.
- التنوين مثل: كتابٌ.
- النداء مثل: يا مطيعُ.
- دخول (أل) مثل: الصادقة.2. الفعل : وهو الكلمة التي تدلّ على حَدَثٍ مقترنٍ بزمنٍ، مثل: (كَتَبَ) ، و(يقرأ)، و(انتبه).
و هو ثلاثة أقسام، ولكلّ قسم من أقسام الفعل علامة تميزه عن غيره، والأقسام هي:- الفعل الماضٍي، وعلامته: قبوله للتاء بنوعيها: تاء الفاعل المتحرّكة ، مثل: قمتُ، وقمتَ، وقمتِ، وتاء التأنيث الساكنة، مثل: هي قامَتْ.
- والفعل المضارع، وعلامته: صحّة دخول (لم) عليه، مثل: لم يكتبْ.
– وفعل الأمر، وعلامته: دلالته على الأمر، مع صحّة اتصاله بياء المخاطَبة، مثل: اذهب ، فإنه يصح فيه: اذهبي.3. الحرف: وهو ما لم تتوافر فيه علامات الاسم أو الفعل. ومنه: (مِن ، وفي ، وهلْ ، وسوف ، والواو، و أو .... ) .
وينبّه إلى أنّ المراد بمصطلح (الحرف) هنا هو الحرف الذي يحمل معنى ، كالأحرف السابقة ، وهو الذي يسمّيه النحويون حروف المعاني ، وليس الحرف الهجائي، مثل: الباء والتاء والثاء والجيم وغيرها من حروف الهجاء.وعلى هذا فهذه الجملة : (إنّ الله لا يحبُّ الظالمين) مكوّنة من اسمين، هما: لفظ الجلالة (الله)، و(الظالمين)، ومن فعل واحد ، هو: (يُحِبّ)، ومن حرفين، هما: (إنّ) المؤكِّدة، و(لا) النافية .المعرب والمبنيّ من أقسام الكلمة
وهذا المدخل يشمل المباحث الآتية:
1. تعريف المعرب والمبنيّ من الكلمات.
2. بيان المعرب والمبنيّ من أقسام الكلمة (الاسم والفعل والحرف).
3. أنواع الإعراب (أحكامه).
4. علاماته الأصلية والفرعية.
5. الإعراب الظاهر والإعراب المقدّر.1. تعريف المعرب والمبنيّ:تنقسم الكلمةُ (الاسم والفعل والحرف) قسمين ، هما: المعرب والمبنيّ.فالمعرب : هو الذي يتغيّر آخره بتغيّر موقعه من الجملة.
مثل كلمة (معاذ) وكلمة (يكتب) في الجمل الآتية:
نظرت إلى معاذٍ وهو يكتبُ رسالة ، وإنّ معاذًا لم يكتبْ رسالة ، ومعاذٌ لن يكتبَ رسالةً. فحركة حرف الذال من (معاذ) وحرف الباء من (يكتب) تغيّرت بسبب تغيّر موقع الكلمتين من الجملة، أو بعبارة أخرى بسبب تغيّر العوامل الداخلة على الكلمتين. وهذا يعنى أن الكلمتين: (معاذ) وهو اسم و(يكتب) وهو فعل مضارع معربتان.أمّا المبنيّ : فهو الذي لا يتغيّر آخره بسبب تغيّر موقعه من الجملة.
أيْ أنّ آخره ثابت على حركة واحدة مهما تغيّر مكانه من الجملة، ومهما تغيّرت العوامل الداخلة عليه.
ومثال ذلك : كلمة (هؤلاءِ) في الجمل الآتية:
جاء هؤلاءِ مبكّرين ، وأكرمتُ هؤلاءِ الرجال، وذهبت إلى هؤلاءِ العلماء، وهؤلاءِ طلاب جادّون. فحركة آخر (هؤلاء) ثابتة، وهي الكسر في كل المواقع التي جاءت فيها هذه الكلمة في الجمل السابقة، ممّا يدلّ على أنّها كلمة مبنيّة.
وغنيّ عن البيان هنا القولُ بأنّ التعاملَ مع المبنيّ أسهلُ وأيسرُ من التعامل مع المعرب؛ لأنّ آخرَ المبنيّ ثابتٌ على حركة واحدة في جميع الاستعمالات، وهذا يعني أنّ الذي يحتاج إلى عناية ودراسة واهتمام هو المعرب؛ لأنّه هو المُتغيّر، وهو الذي يكون فيه الخطأ واللحنُ في الإعراب.2. بيان المعرب والمبنيّ من أقسام الكلمة (الاسم والفعل والحرف)
في هذا المبحث سيُعاد تقسيمُ أنواع الكلمة على المعرب والمبني
فالأسماء : أكثرها معربة، والمبنيّ منها قليل
وهذا يعني المزيد من العناية بالأسماء؛ لأنّ أكثرها معرب.أمّا الأفعال: فالأصل والأكثر فيها أنّها مبنيّة ، والمعربُ منها هو الفعلُ المضارع الذي لم تتّصل بآخره نون النسوة أو نون التوكيد، وبعبارة تفصيلية يمكن أنْ نقول:
الفعل الماضي: دائمًا مبنيّ، ولذا يقال في إعرابه : فعل ماضٍ مبنيّ.
فعل الأمر: دائمًا مبنيّ، ولذا يقال في إعرابه : فعلُ أمر مبنيّ.الفعل المضارع: معرب إذا تجرّد من نون التوكيد أو نون النسوة، مثل (يأمر) في الجمل الآتية:
المؤمن يأمُرُ بالمعروف ، والصادق لن يأمرَ بالسوء ، والوالد لم يأمرْ ولدَه بالشرّ. فحرف الراء من الفعل المضارع (يأمر) تغيّرت حركته بسبب تغيّر العوامل التي سبقت الفعل؛ ولهذا فهو فعلٌ معربٌ. وهو بهذا يشبه الأسماء المعربة؛ ولذلك سُمّي مضارعًا، أي مشابهًا للاسم في أنّه معرب وليس مبنيًّا.أمّا إذا اتّصل بالفعل المضارع نونُ النسوة أو نون التوكيد فإنه يتحوّل إلى:
مبنيّ على السكون مع نون النسوة، مثل : النساء يأمرْن أولادهنّ بالخير ، والأمّهات لن يأمرْن أولادهن بالسوء، والموظّفات لمْ يامرْن العاملة بالخروج.
ومبنيّ على الفتح مع نون التوكيد، مثل : لاتذهبَنّ يا محمد إلى السوق، وواللهِ لَيذهَبَنّ صالح.
وأمّا الحروف: (حروف المعاني) فهي مبنيّة كلُّها .
وهذا يعني أنّ الذي يحتاج إلى عناية ورعاية واهتمام هو المعرب من الأسماء، والفعل المضارع المعرب (الذي لم تتصل به نون التوكيد أو نون النسوة)؛ لأنّه هو الذي يتغير آخره بتغيّر موقعه من الجملة.أمّا المبنيّ من الأسماء والأفعال فأمرُه في الجانب التطبيقي أيسر وأسهل من المعرب؛ لأنّه لا يتغيّر آخره بتغير موقعه من الجملة بل هو ثابت على حركة واحدة في جميع المواضع.وفيما يأتي سرد سريع لأبرز الأسماء المبنيّة:• الضَّمائِرُ:
وهي أهم المبنيّات، وأكثرها استعمالاً، ولهذا سيكون بيانها مفصّلاً، وهي مجموعتان:
المجموعة الأولى: الضمائر المنفصلة
وهي التي تستقل بنفسها، أي يمكن أن تقع في أول الكلام، مثال : أنت صادق، كما يمكن أن تقع بعد (إلاّ)، مثل: ما جاء إلا أنتم.
وهي قسمان: للرفع والنصب:
1. ضمائر الرفع: وعددها (12) اثنا عشر ضميرًا، هي:
للمتكلّم: أنا، نحن.
للمخاطب: أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتنَّ.
للغائب: هوَ، هي، هما، همْ، هنَّ.
2. ضمائر النصب: وعددها أيضًا (12) اثنا عشر ضميرًا، هي :
للمتكلم: إيّاي، إيانا.
للمخاطب: إيّاكَ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكنّ.
للغائب: إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهنَّ.
المجموعة الثانية: الضمائر المتصلة:
وهي ما اتصلت بغيرها من الكلمات، وهي ضمائر للرفع، وضمائر للنصب أو الجر، وضمير للرفع أو النصب أو الجر:1. ضمائر الرفع: وعددها (5) خمسة ضمائر، هي:
(التاء) المتحركة، مثل: كتبتُ أو كتبتَ، أو كتبتِ، و(ياء) المخاطبة، مثل: اذهبى ، وتذهبين، و(ألف) الاثنين، مثل: اذهبا، الرجلان حضرا، وهما يسمعان، و(واو) الجماعة، مثل: اسمعوا، والرجال ذهبوا، وهم سيحضرون ، و(نون) النسوة، مثل: اكتبْنَ، والطالبات كتَبْنَ، وهنّ يكتبْنَ.
2. ضمائر النصب أو الجر: وعددها (3) ضمائر، هي:
(ياء) المتكلم، مثل: أكرمني ، ومرّ بي في بيتي : الياء الأولى التي في: (أكرمني) في محل نصب مفعول به، والثانية التي في: (بي) في محل جر بحرف الجر، والثالثة التي في: (بيتي) في محل جر مضاف إليه.
(كاف) المخاطب، مثل: أكرمتك ومررت بك في بيتك.
(هاء) الغائب، مثل: أكرمته ومررت به في بيته.
3. ضمير واحد يقع في المواقع الثلاثة (الرفع، أو النصب، أو الجر)، وهو: (نا) المتكلِّمين، مثل: قُمنا، وأكرَمَنا، ودارُنا.• أسماءُ الإِشَارَةِ:
وهي ما يدلّ على شيء معيّن مع إشارة حسّية أو معنويّة إليه.
وهي مبنيّة ما عدا المثنى والمبنيّ منها ألفاظ كثيرة من أشهرها: ذا (هذا)، ذِهِ (هذهِ)، ذي (هذي)، أولاءِ (هؤلاء).• الأسْماءُ المَوْصُولة: وهي نوعان:
النوع الأول: الأسماء المختصّة، وهي مبنيّة ماعدا المثنى، والمبنيّ منها هو: الذي (للمفرد)، التي (للمفردة)، الذينَ (لجماعة الذكور)، اللائي، اللاتي، (لجماعة الإناث)، الأُلى (للجمع مطلقا، المذكر والمؤنث والعاقل وغيره).
مثل: تكلَّمَ الذي أخطأَ، وتكلّمت التي أخطَأَت، وتكلّمَ الذين (أو الأُلى) أخطؤوا، وتكلّمت اللاتي (أو اللائي، أو الأُلى) أخطأْنَ
والنوع الثاني: المشتركة، وهي التي تكون بلفظ واحد مع الجميع، وأهمها: (مَنْ)، مثل ؛ جاء مَنْ غاب عنّا، و(ما)، مثل: أعجبني ما قلتَ.
• أسْماءُ الشَّرْط: ومن أبرزها:
(مَنْ)، مثل: مَن يُرد الله به خيرًا يفقّهْه في الدين.
و(ما)، مثل: {وما تفعلوا من خير يعلمْه الله}.
و(مهما)، مثل: مهما تفعلْ من خير تجدْ جزاءه.
و(متى)، مثل: متى تسافرْ أسافرْ معك.
و(أينما)، مثل: أينما تسكنْ أسكنْ معك.
و(حيثما)، مثل: حيثما تستقمْ يقدّرْ لك الله النجاحَ.
• أسْمَاءُ الاسْتِفْهَامِ: ومن أشهرها:
(مََنْ) للسؤال عن العاقل، مثل: مَن أبوك؟
و(ما) للسؤال عن غير العاقل، مثل: ما أخباركم؟
و(متى) للزمان، مثل: متى الاختبارات؟
و(أينَ) للمكان، مثل: أين تسكن؟
و(كيف) للسؤال عن الحال، مثل: كيف حضرتَ هنا؟
و(كم) للسؤال عن العدد، مثل: كم أنتم؟ ........................نلتقي في الجزء الثاني سلام