مرحباً بك يا [ خروج ]
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح Images
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح Images


أهلا وسهلا بك إلى منتديات السفير المجد للتربية والتعليم.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
 

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم ::  مقهــــــى المنتــــدى
 :: استراحة الأعضـــاء

شاطر

موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح I_icon_minitimeالإثنين 7 أبريل 2014 - 18:30
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
essafir elmejid
الرتبه:
essafir elmejid
الصورة الرمزية

السفير المجد

البيانات
الدولة : موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح 610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2000
تاريخ التسجيل : 23/11/2012
الموقع : جيجل
العمل/الترفيه : استاذ مكون
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://essafirelmejid.yoo7.com

مُساهمةموضوع: موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح


موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح
الحمد لله رب العالمين , اللهم صلى على محمد و آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
اتقوا الله عباد الله تفسير الرؤى معجزة نبي اصطفاه الله وعلمه من تأويل الأحاديث كيف تجرأون على نسب هذا العلم إليكم وتدعون أنه إلهام
عن أبي هريرة رضي الله عنه ‏قال: ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ "‏لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة"
رواه البخاري
عن ابن عباس:
أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له"
رواه أحمد و مسلم و أبو داود و النسائي.
عن ‏ ‏أنس بن مالك: ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏"الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
رواه أحمد و البخاري و مالك.
عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري: ‏
‏أنه سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره".
رواه أحمد و البخاري.
عن أبي قتادة قال:
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول‏ "‏الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه ‏ ‏فلينفث ‏ ‏عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره"
رواه مسلم و أبو داود و مالك و الترمذي و صححه
الأحاديث المتقدمة تبين أن الرؤيا الصالحة هى مما بقى من النبوة في هذه الأمة و هى من المبشرات لمن يراها.

و لما كانت الرؤيا الصالحة بهذه الصفة و لما كان هناك أكثر من نوع من الرؤى

يختلط في كثير من الأحيان بعضها على الناس

فكانت الحاجة لتناول موضوع الرؤيا بشئ من التفصيل

و نرجوا من الله أن يهدينا للحق و يوفقنا في إدراكه و في إيصاله.

هناك ثلاثة مباحث في شأن الرؤيا:

المبحث الأول: ما هي الرؤيا الصالحة التي هي من المبشرات ؟

المبحث الثاني: الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق هل هي من الله أم من الشيطان؟

المبحث الثالث: تعبير الرؤيا

المبحث الأول: ما هي الرؤيا الصالحة التي هي من المبشرات ؟

ما هي الرؤيا الصالحة ؟ كيف نحكم على رؤيا أنها صالحة و أنها جزء من النبوة كما ورد في الحديث؟

هل هي الرؤيا الصادقة التي تتحقق, أم هي الرؤيا التي فيها ما يسر المرء , أم هي أى رؤيا يراها المؤمن؟

إن الروايات و الألفاظ التي جاءت في الرؤيا كثيرة فتارة "الصالحة" و أخرى "الحسنة" و أخرى أكثر تقييدا "الحسنة من الرجل الصالح" و أخرى أكثر تعميما "رؤيا المؤمن" و أخرى أكثر تعميما "رؤيا المسلم".

و لذا كان هناك بعض الخلاف فى تحديد معناها

قال أبو الوليد سليمان بن خلف في شرح حديث "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة":

قوله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة يحتمل - والله أعلم - أن يريد به الصادقة ويحتمل أن يريد به المبشرة.

(المنتقى شرح موطأ مالك - كتاب: الجامع - باب: ما جاء في الرؤيا)

كما قال ابن حجر:

‏قوله ( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح ) ‏

‏هذا يقيد ما أطلق في غير هذه الرواية كقوله " رؤيا المؤمن جزء " ولم يقيدها بكونها حسنة ولا بأن رائيها صالح ووقع في حديث أبي سعيد " الرؤيا الصالحة " وهو تفسير المراد بالحسنة هنا. إنتهى كلامه

(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: رؤيا الصالحين)

و يظهر أن الصحيح هو أن الرؤيا الصالحة المقصودة هي المبشرة و لسيت هي الرؤيا الصادقة التي تتحقق بخير أو شر و ذلك لعدة أسباب:

أولا: وصفها في الحديث بأنها من المبشرات يستلزم أنها تبشر بخير و على ذلك فقول كثير من أهل التعبير أنها قد تحمل إما بشارة أو إنذار فيه نظر إذ أن الإنذار عكس البشرى و على ذلك لا يجب القول بأن الرؤيا الصالحة التي وصفها الحديث بأنها من المبشرات (المنبئات بالخير) بأنها تشمل أيضا عكس المبشرات وهي المنبئات بالشر.

و قيل: أن المنذورة قد ترجع إلى معنى المبشرة لأن من أنذر بما سيقع له ولو كان لا يسره أحسن حالا ممن هجم عليه ذلك فإنه ينزعج ما لا ينزعج من كان يعلم بوقوعه فيكون ذلك تخفيفا عنه ورفقا به.

قلت: و لكن مثل ذلك لا يسمى بشرى.

ثانيا: قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي في صحيح مسلم و مسند أحمد و سنن أبي داود و النسائي "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له"

فعبارة "تُرَى له"دليل على أن المقصود بها الرؤيا المبشرة بالخير إذ لو كان المقصود بها الرؤيا التي تقع أو تتحقق أيا كانت فإن فضلها في هذه الحالة سيعود دائما على من رآها فقط.

وعلى سبيل المثال لو أن أحدا رأى في المنام أن أخا له سيرزق بمولود فتحققت و رزق أخاه بمولود فلمن إذن ينسب فضل هذه الرؤيا؟ لو كان المقصود بها صدقها ففضلها إذن يرجع لمن رآها , كذلك لو رأى أن أخاه قد أصابه مكروه و وقع هذا المكروه فإنها أيضا سيرجع صدقها لمن رآها , إذن في كلتا الحالتين عاد صدقها على الرائي. فإذن كيف يمكن أن يعود فضلها إلى منشوهد في الرؤيا و ليس بالضرورة على من شاهد الرؤياإلا أن يكون معناها "الرؤيا المبشرة بالخير" فهذه هي التي يمكن أن يراها المسلم أو ""تُرَى له" كما جاء في الحديث.

ثالثا: أن صدق الرؤيا يقع للكافر أيضا كما يقع للمسلم و قد وردت أمثلة من القرآن و الأحاديث على هذا أشهرها:

- ما جاء في سورة يوسف في رؤيا ملك مصر و كان كافرا

"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" - يوسف: ٤٣

و فسرها نبي الله يوسف عليه السلام:

"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" - يوسف: ٤٧- ٤٩

قال القرطبي:

هَذِهِ الْآيَة أَصْل فِي صِحَّة رُؤْيَا الْكَافِر , وَأَنَّهَا تَخْرُج عَلَى حَسَب مَا رَأَى.

(تفسير القرآن العظيم للقرطبي - سورة: يوسف آية: ٤٨)

و بالتالي فلا يقال أن المبشرات قد تأتي للكافر فالمبشرات من الفضل الذى لا يكون إلا للصالح أو المسلم.

قيل أيضا أن الرؤى تكثر في الصالحين و تقل في غيرهم

تعقيب:

و لكن لم يثبت هذا عن كثير من الصالحين من الصحابة و غيرهم بل من الأنبياء أيضا
فنبي الله يوسف عليه السلام لم يرى في حياته إلا رؤيا واحدة
و لو كانت كثرة الرؤى دليلا على كثرة الصلاح لكان نبي الله يوسف عليه السلام أولى بها
كذلك كثير من الصحابة لم يثبت أنهم رأوا رؤى و بعضهم رأى رؤيا واحدة أو إثنتين في حياته.

قد يسأل سائل: ألم تأتي أحاديث تبين فضل الرؤيا الصادقة لذات صدقها بغض النظر عن كونها تحمل أمرا سارا.

 فقد روى البخاري و مسلم في صحيحهما ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏أنها قالت: ‏ ‏"أول ما بدئ به رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح".

- كذلك ما رواه البخاري عن ‏محمد بن سيرين ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقول ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏

"إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب"

- كذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ‏عن ‏ ‏أيوب السختياني ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن سيرين ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ "‏إذا ‏ ‏اقترب الزمان ‏ ‏لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة"

فيقال هذه الأحاديث تبين أن صدق الرؤيا في ذاته فضل لصاحبها و لذلك وصفت بأنها من النبوة لأنها تنبئ بشئ من الغيب و هي مما حظى به الأنبياء.

و الجواب:

لا خلاف أن الرؤيا الصالحة المبشرة بالخير من الله هي صادقة الخلاف أنه ليس كل رؤيا صادقة تكون مبشرة و بالتالى ليس كل رؤيا تتحقق يقال أنها رؤيا صالحة و أنها من النبوة.

فأما الحديث الأول فليس فيه أن من رؤى النبي الصادقة ما كان غير سار

و أما الحديثان الآخران و غيرهم بنفس المعنى فإنه يلزمنا الجمع بين "لم تكد تكذب" و بين "وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" إذ أن الأولى في ظاهرها تشير لعدم إحتمال وقوع الكذب أو وقوعه على الندرة و الثانية إلى وقوع الكذب ولكن بدرجات متفاوتة حسب صدق الرائي

- قال الحافظ بن حجر

لم تكد إلخ فيه إشارة إلى غلبة الصدق على الرؤيا وإن أمكن أن شيئا منها لا يصدق , والراجح أن المراد نفي الكذب عنها أصلا لأن حرف النفي الداخل على " كاد " ينفي قرب حصوله والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه نفسه ذكره الطيبي. (فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: القيد في المنام).

- قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا"

لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا.
أي من شدة الظلمات . قال الزجاج وأبو عبيدة : المعنى لم يرها ولم يكد ; وهو معنى قول الحسن . ومعنى " لم يكد " لم يطمع أن يراها. وقال الفراء : كاد صلة , أي لم يرها ; كما تقول : ما كدت أعرفه . وقال المبرد : يعني لم يرها إلا من بعد الجهد ; كما تقول : ما كدت أراك من الظلمة , وقد رآه بعد يأس وشدة.
(تفسير القرآن العظيم للقرطبي - سورة: النور آية: ٤٠).

فالظاهر من الحديث أنه في الزمان المشار إليه فإن أي رؤيا يراها المسلم هي صادقة و من جهة أخرى يبين أن مدى صدقها يعتمد على صدق الرائي فييفهم من ذلك أن الخلل و الكذب قد يدخل على رؤيا المسلم الذي لا يتصف بالصدق في حديثه , و للجمع بين القولين:

ينبغي أن يقال الرؤيا التي لا تكذب هي تمميزا لها عن أضغاث الأحلام و هذا مقيد بأنها تأتي بأمر حسن و أن ظاهرها ليس فيه ما يكره الرائي أو يقلقه لأنها لو كانت فيها مثل هذا كانت حلم من الشيطان و ليست رؤيا و الدليل على هذا الحديث الصحيح

"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان"

و هذا يرجح تفسير " ‏إذا اقترب الزمان" بأنه زمن المهدي أو زمن نزول عيسى عليه السلام, أورد ذلك بن حجر في شرح الحديث فقال:

"وقيل إن المراد بالزمان المذكور زمان المهدي عند بسط العدل وكثرة الأمن وبسط الخير والرزق"

وقال القرطبي في " المفهم " : والمراد والله أعلم بآخر الزمان المذكور في هذا الحديث زمان الطائفة الباقية مع عيسى بن مريم 
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: القيد في المنام)

و أما معناها فقد يكون على حقيقتها كما جاءت في المنام و قد تصح بتأويل و درجة تأويلها تختلف حسب وضوحها فيكون هذا هو المراد بأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا فيكون الصدق هنا عائد على وضوح الرؤيا للتعبير.

قد يعقب السائل: هذا معناه أنه لم يكن في رؤيا الأنبياء الصادقة مايزعج أو ينذر بمكروه فكيف ذلك و خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام رأى أنه يذبح ولده إسماعيل فهذا بالطبع شئ لا يحب أحد أن يفعله لإبنه , و كذلك رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم في نحر البقر فأول البقر على من قُتِلَ من الصحابة يوم أحد. أيضا جاء في الحديث الصحيح - مدرجا من كلام بن سيرين أو أبي هريرة - "وكان يعجبهم القيد ويقال القيد ثبات في الدين" و القيد شئ يكرهه في الغالب الشخص في يقظته فهذا معناه أن الرؤيا و إن كان ظاهرها شئ لا يستحسنه الرائي إلا أنها قد تكون رؤيا صالحة منبأة بخير.

و الجواب:

- أما رؤيا إبراهيم عليه السلام فكانت رؤيا أمر و ليست رؤيا إخبار و هذا معروف عند أهل العلم فرؤيا الأمر هي من التشريع يأتي فيها أمر من الله تعالى و لذلك كان جواب ولده إسماعيل عليه السلام "قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ" (سورة: الصافات آية:١٠٢) و هذا لا يكون إلا للأنبياء و الرسل فهذا النوع من الرؤيا و هذا الجزء من أجزاء النبوة قد ذهب بوفاة خاتم الأنبياء و المرسلين. و أما الجزء الباقي في هذه الأمة فهو رؤيا الإخبار و البشارة و هذا يدل على مبدأ هام أيضا لا يعلم فيه خلافا بين أهل العلم و هو أنه:

لا يجوز أخذ تشريع من الرؤيا حتى و لو كانت صادقة.

و سيأتي تفصيل أكثر لهذا في الجزء الثالث من هذا البحث و هو تعبير الرؤيا.

- و أما رؤيا النبي فهذا نص الحديث عند البخاري:

‏عَنْ ‏ ‏أَبِي مُوسَى أُرَاهُ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَال
"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ ‏ ‏مَكَّةَ ‏ ‏إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا ‏الْيَمَامَةُ ‏ ‏أَوْ ‏ ‏هَجَرٌ ‏ ‏فَإِذَا هِيَ ‏ ‏الْمَدِينَةُ ‏ ‏يَثْرِبُ ‏ ‏وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَإِذَا هُمْ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ ‏ ‏أُحُدٍ ‏ ‏وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنْ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بِهِ بَعْدَ يَوْمِ ‏ ‏بَدْرٍ"
واضح من متون الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم وجد في هذه الرؤيا خيرا يسره و الدليل قوله بعد ذكر البقر "وَاللَّهِ خَيْرٌ" , و جاء في رواية في مسند أحمد عن بن عباس "‏وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ" و في رواية بن إسحاق "وَإِنِّي رَأَيْت وَاَللَّه خَيْرًا , رَأَيْت بَقَرًا" و أما الرواية التي جاء فيها "تَأَوَّلْت الْبَقَرَ الَّتِي رَأَيْت بَقْرًا يَكُون فِينَا" فهذه رواية مرسلة فلم تأتي هذه الزيادة "بَقْرًا يَكُون فِينَا" في الروايات الصحيحة.

- و أما بخصوص الرؤى التي تأويلها عكس ظاهرها كالقيد يفسر بالثبات في الدين و كما يقال الضحك يفسر بالحزن و البكاء بالفرحة و ما شابه ذلك فإننا إذا فرضنا أن شخصا لا يعلم أن تأويل البكاء هو الفرحة - هذا على افتراض أن تأويلها كذلك - و رأى في المنام أنه يبكي فلما استيقظ كره ذلك فعمل بما جاء في الحديث الصحيح "وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد" فاستعاذ من شرها ولم يذكرها ظنا منه أنها من الشيطان و حتى لما يتحقق تأويلها و يرزق بفرحة في حياته فلن يعلم إذن أن هذه الفرحة هي تأويل رؤياه , إذن رؤياه هذه لم يكن لها معنى و بالتالي هل يجوز القول أن شخصا يرزق برؤيا صادقة ثم تنسب إلي الشيطان ثم عندما تتحقق لا يدرك ذلك؟ لا يبدوا هذا جائزا أن يقال , إذن الذي يجب أن يقال هو:

أن الرؤى التي تأول بضدها لا تأتي إلا لمن يعلم تأويلها.

و إلا فإنها تأتي بصورة أخرى يعلم منها الرائي جملة على الأقل إن كانت سارة أو مكروهة , فالثبات في الدين مثلا ليس بالضرورة أن يأتي في صورة قيد إن كان الرائي لا يدري أن القيد ثبات في الدين بل يراه شيئا مكروها لكنه يمكن أن يأتى في صور أخرى كثيرة و هكذا بالنسبة لكل رؤيا تؤل بنقيضها , و الله تعالى أعلم.

المبحث الثاني: الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق هل هي من الله أم من الشيطان؟

علمنا أن الرؤيا الصالحة هي التي تحمل بشارة للرائي و علمنا أنها أيضا صادقة من جهة أنها رؤيا صحيحة من الله و ليست حلما من الشيطان أو أضغاث أحلام فيمكن أن نطلق عليها الرؤيا الصادقة الصالحة أو بعبارة أخرى الرؤيا الصادقة التي فيها بشارة.

لكن ماذا عن الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق؟

بالعودة إلى حديث:
"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره"
فإن قلنا أنها من الله فكيف و الحديث يقول أن الرؤيا التي يكرهها الرائي تكون من الشيطان؟ و إن قلنا هي من الشيطان فكيف إذن تكون صادقة و تتحقق؟ و هل يمكن أن يصدق و يتحقق حلم من الشيطان؟

بعض من أقوال المفسرين في هذا الحديث:

استثنى الداودي من عموم قوله " إذا رأى ما يكره " ما يكون في الرؤيا الصادقة لكونها قد تقع إنذارا كما تقع تبشيرا وفي الإنذار نوع ما يكرهه الرائي فلا يشرع إذا عرف أنها صادقة ما ذكره من الاستعاذة ونحوها.

قال القاضي عياض : يحتمل قوله الرؤيا الحسنة والصالحة أن يرجع إلى حسن ظاهرها أو صدقها , كما أن قوله الرؤيا المكروهة أو السوء يحتمل سوء الظاهر أو سوء التأويل.

قال ابن حجر: قوله في حديث أبي سعيد ( وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان ) ظاهر الحصر أن الرؤيا الصالحة لا تشتمل على شيء مما يكرهه الرائي , ويؤيده مقابلة رؤيا البشرى بالحلم وإضافة الحلم إلى الشيطان , وعلى هذا ففي قول أهل التعبير ومن تبعهم إن الرؤيا الصادقة قد تكون بشرى وقد تكون إنذارا نظر , لأن الإنذار غالبا يكون فيما يكره الرائي , ويمكن الجمع بأن الإنذار لا يستلزم وقوع المكروه كما تقدم تقريره , وبأن المراد بما يكره ما هو أعم من ظاهر الرؤيا ومما تعبر به.

قال القرطبي في " المفهم " ظاهر الخبر أن هذا النوع من الرؤيا يعني ما كان فيه تهويل أو تخويف أو تحزين هو المأمور بالاستعاذة منه لأنه من تخيلات الشيطان , فإذا استعاذ الرائي منه صادقا في التجائه إلى الله وفعل ما أمر به من التفل والتحول والصلاة أذهب الله عنه ما به وما يخافه من مكروه ذلك ولم يصبه منه شيء.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير- باب: الرؤيا من الله)
و الآن تعليق على الأقوال السابقة:
أما إستثناء الداودي من عموم قوله " إذا رأى ما يكره " ما يكون في الرؤيا الصادقة فهو يستثني حالة خاصة من المعنى العام و لكن هذا يستلزم معرفة كل منهما بوضوح حتى يمكن إستثناء الخاص من المعنى العام فالعام هنا هو "ما يكرهه الرائي" و الخاص هو "أن تكون الرؤيا صادقة" , ففي هذه الحالة كيف يمكن التأكد من أن الرؤيا صادقة حتى تستثنى من عموم المكروه؟ فالداودي نفسه قال في تفسيره "إذا عرف أنها صادقة" فيكون التعقيب على تفسيره: و كيف يعرف أنها صادقة و ليست من الشيطان؟
فالمفروض أن ظاهر الرؤيا هو الذي يحدد مدى صدقها و ليس العكس.

قول القاضي عياض "يحتمل قوله الرؤيا الحسنة والصالحة أن يرجع إلى حسن ظاهرها أو صدقها , كما أن قوله الرؤيا المكروهة أو السوء يحتمل سوء الظاهر أو سوء التأويل" أقول: المفهوم من الحديث أن المقصود حسن أو سوء ظاهرها و ليس تأويلها و إلا للزم أن هذا الحديث المخاطب به فقط هم المعبرون الذين يمكنهم معرفة التأويل و ليس كذلك فالحديث موجه لعموم المسلمين.

و أما قول ابن حجر في الشق الأول من حديثه "وعلى هذا ففي قول أهل التعبير ومن تبعهم إن الرؤيا الصادقة قد تكون بشرى وقد تكون إنذارا نظر , لأن الإنذار غالبا يكون فيما يكره الرائي" قلت: هذا على فرض أن رؤيا الإنذار تأتي في صورة مكروهة للرائي , و لكن ما المانع أن تأتي في صورة لا بأس بها و مع ذلك يكون تأويلها فيه مكروه. أما في جمعه بين الأمرين بقوله "المراد بما يكره ما هو أعم من ظاهر الرؤيا ومما تعبر به" فهذا القول فيه غموض لم أقف على مقصده , إن لم يكن سوء الرؤيا في ظاهرها ولا في تأويلها ففي ماذا إذن؟ و ماذا سيكون "الأعم" الذي أشار إليه.

قول القرطبي هنا أجد أنه الأقرب للفهم و الأكثر إتفاقا مع لفظ الحديث و هو "أن هذا النوع من الرؤيا يعني ما كان فيه تهويل أو تخويف أو تحزين هو المأمور بالاستعاذة منه لأنه من تخيلات الشيطان".

نستخلص من ذلك أن كل ما اشتمل في ظاهر الرؤيا على ما يكرهه الرائي من ضيق أو حزن أو قلق أو فزع و ما إليه فهي ليست رؤيا صادقة و إنما حلم من الشيطان.

أما الرؤيا الصادقة التي تأويلها مكروه فلابد أن تأتي في ظاهرها بشكل لا يكرهه الرائي فلا يضيق ولا يحزن ولا يخاف و إنما يرى أمرا إما خيرا أو ليس بسار ولا بمكروه في ذاته و لكن بين هذا و ذاك و من ثم يمكن أن يعبره أو يعرف تعبيره فيما بعد و يعرف إن كانت تبشر بخير أو تنذر بمكروه , و الله تعالى أعلم.

يجب أيضا التنويه على أمر هنا و هو أن الأحلام التي من تخيلات الشيطانفليس ما ورد في الحديث منالإستعاذة منها و عدم ذكرها لأحد هو مخافة أن تقع إذا عبرت كما يظن البعض فهي ليست رؤيا صادقة و لن تقع سواء حدث بها صاحبها أو لم يحدث.

و إنما الإستعاذة هي من الشيطان و كيده و ما يريده من تحزين الإنسان و جعل الحلم سببا لإدخال القلق عليه و عدم ذكرها لأحد هو لأن الأصل في الرؤيا أنها من الله و أن الإخبار عنها إخبار عن أمر من الله فلا يجوز أن ينسب إلى الله ما كان من تلاعب الشيطان و ليس لأن الإخبار عنها سيجعلها تتحقق و الأدلة على ذلك كثيرة منها:

- ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر قال
"جاء أعرابي إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج ‏ ‏فاشتددت ‏على ‏أثره ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏للأعرابي ‏ ‏لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك" وقال سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعد يخطب فقال لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه.
إذن فتسميته لهذا الحلم تلعب دليلا أنها ليس فيها حق يخشى وقوعه.
- ما رواه مسلم أيضا في صحيحه عن ‏ ‏أبي قتادة
عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه قال ‏ "الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا ‏ ‏فلينفث ‏ ‏عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره ولا يخبر بها أحدا فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب".
فقال "ولا يخبر بها أحدا" بعد ما ذكر أنها لا تضره فعدم الضرر متقدم في الذكر عن عدم الإخبار بها إذن فهو ليس مترتبا عليه.

- قول أبو سلمة الذي رواه مالك في الموطأ بعد أن سمع هذا الحديث
‏"إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها"
ففيه أن الرؤيا في ذاتها هي التي كانت تثقل عليه مما يكدره و يقلقه و ليس أنها كانت تتحقق و هذا واضح في كلامه.

المبحث الثالث: تعبير الرؤيا

هناك أربعة فصول في هذا المبحث

الفصل الأول: تعبير الرؤيا أغلبه علم أم إلهام

الفصل الثاني: مدى صحة القول بأن الرؤيا تقع على ما تعبر به و أنها لأول عابر

الفصل الثالث: هل يصح أن يبنى على الرؤيا أمر من أمور الدين أو الدنيا

الفصل الرابع: رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم

الفصل الأول: تعبير الرؤيا أغلبه علم أم إلهام
يقول أهل التعبير و بعض الفقهاء أن الرؤيا علم مختص بذاته كباقي علوم الشريعة من الفقه و علم الحديث و يطلقون على هذا "فقه الرؤيا" و أنه يستحب المعرفة به و يستحب لمن يرى رؤيا أن يسعى لتأويلها و من أهم أدلتهم على ذلك:
- ما رواه البخاري في صحيحه و أحمد في مسنده و غيرهما عن سمرة بن جندب ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مما يكثر أن يقول لأصحابه ‏ ‏

"هل رأى أحد منكم من رؤيا"

قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص.
هذا صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم لكن ليس فيه أنه أمر أو حث غيره على تعلم التأويل ولا سؤال غيره عن تعبير الرؤيا فلم يرد أى حديث أو خبر عنه بذلك فيما أعلم , كذلك لم يرد حديث عن تعليم النبي صلى الله عليه و سلم أمته التأويل و معاني الرموز في الأحلام كما علم أمته الوضوء و الغسل و الصلاة و الصيام و مناسك الحج و الأذكار و الأدعية و السنة في الطعام و الشراب و دخول الخلاء و و سائر الأحكام اللهم إلا الحديث الذي أورده ابن ماجه في سننه ‏عن ‏ ‏يزيد الرقاشي ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏"اعتبروها بأسمائها وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر" و قد تعقب الحديث السندي في شرحه قال:
وفي الزوائد في إسناده يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.

هذا الحديث ضعيف و فيه أكثر من علة في سنده و سيأتي تفصيل ذلك في الفصل التالي

قد يقال السنة ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم قولا منه أو عملا أو تقريرا و كما نقتدي به في

الوضوء و الصلاة كذا نأول الرؤيا كما كان يؤلها.

تعقيبا على ذلك أقول

هذه السنن تؤخذ إما كما هي أو بالإستنباط و في كلا الحالتين هناك أصل ثابت و واضح يمكن الرجوع إليه و هذا لا ينطبق على الرؤيا لأن ليس كل ما يؤله صلى الله عليه و سلم لشخص يصلح لآخر بل ليس كل تأويل لشخص يصلح لنفس الشخص فى رؤيا أخرى فإذا كان الإعتبار للرمز فالرمز تأويله يختلف من رؤيا لأخرى , فالبقر مثلا أوله يوسف عليه السلام في رؤيا ملك مصر بالسنين بينما كان تأويله فى رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم المؤمنين يوم أحد , فأي حكم في تعبير الرؤيا يؤخذ من تأويل النبي صلى الله سيكون ظني

و العلم لا يبنى على ظنون بل يبنى على حقائق ثابتة يمكن الرجوع إليها و الإستشهاد بها.

من الدلائل أيضا على أن التأويل ليس كمثل باقي العلوم الشرعية التي يجب التفقه فيها ما أخرجه الشيخان في صحيحهما - و اللفظ للبخاري - عن بن عباس رضي الله عنهما كان يحدث

أن رجلا أتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اعبرها قال أما الظلة فالإسلام وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت قال لا تقسم.

نستخلص من الحديث أمرين:
الأول: أن أبا بكر رضي الله عنه و أرضاه على علو قدره و سمو علمه و هو صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و خليفته قد أخطأ في تأويل بعض الرؤيا , فالخطأ في غيره بالطبع أولى و أقصد هنا كثرة الخطأ في غيره لأن الخطأ في ذاته وارد في أي علم.
الثاني: أن أبا بكر رضي الله عنه و أرضاه عندما أقسم على النبي صلى الله عليه و سلم أن يبين له خطأه لم يجبه النيي لذلك و قال "لا تقسم" , فلو كان من العلم الشرعي لما كتم النبي عنه الإجابة , فكما هو معروف في الأصول لا ينبغي تأخير البيان عن وقت الحاجة.
من الأمور التي تجدر الإشارة إليها هنا كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين و المنتشر بين كثير من الناس والصحيح ان هذا الكتاب المتداول ليس من تأليف ابن سيرين

فمع كثرة ثناء العلماء على ابن سيرين وفي تراجمهم له لم يذكر أحد منهم قط انه ألف كتابا لتفسير الاحلام هذا بالإضافة إلى أن بن سيرين وبرغم معرفته بالكتابة فإنه لم يكتب بنفسه بل كتب عنه تلامذته. وقد تكلم عن ذلك مشهور حسن سلمان في كتابه " كتب حذر منها العلماء " وكذلك كتاب آخر بعنوان " منتخب الكلام في تفسير الأحلام "، وخلُص إلى عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن سيرين. والصحيح ان هذا الكتاب هو للعالم الفقيه الشافعي عبد الملك بن محمد الخركوشي النيسابوري المعروف بـأبي سعد الواعظ، المتوفى سنة ٤٠٧ هـ , و قيل أن الوحيد الذي نسب الكتاب لابن سيرين هو ابن النديم صاحب كتاب فهرست و خالفه جماعة العلماء في ذلك فالقول الذي عليه أهل العلم أن هذا الكتاب ليس لابن سيرين و لم يؤلف ابن سيرين أي كتاب في تفسير الأحلام و روى عنه أنه كان يسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب إلا أن يقول لصاحبها "إتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في منامك".

لا شك أن للرؤى الصادقة تأويل و لكن التأويل في الغالب من بواطن الأمور و يحتاج إلى إلهام أكثر من مجرد العلم بالرموز ,و أما إدراك تأويلها فيتم عندما تتحقق هذا إن كانت الرؤيا صادقة و ليست من أضغاث الأحلام التي لا تأويل لها.
المصدر : http://majles.alukah.net/t65018/#ixzz2yDllxT00





توقيع : السفير المجد




خياراتالمساهمة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة




الــرد الســـريـع
..

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح , موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح , موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح ,موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح ,موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح , موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 17 والزوار 23)




موضوع ولا أروع عن المرائي والاحلام إقرأه لتستريح Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الأنبتوقيت الجزائر