الفصل الثاني: مدى صحة القول بأن الرؤيا تقع على ما تعبر به و أنها لأول عابر
وردت أربعة أحاديث في وقوع الرؤيا على ما تعبر به
الحديث الأول:
عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا
من النبوة قال وأحسبه قال لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي"
رواه الخمسة إلا النسائي و اللفظ لأحمد.
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف سندا و متنا
أما من جهة السند:
فقد إنفرد به وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلى و انفرد به عنه يعلى بن عطاء.
يعلى بن عطاء ثقة
لكن وكيع بن عدس (و يقال أيضا وكيع بن حدس) و كنيته أبو مصعب العقيلي مجهول.
قال عنه الإمام الذهبي: وكيع بن عدس عن عمه لا يُعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء
(الميزان للحافظ الذهبي - باب: وكيع)
قال عنه بن قطيبة: مجهول
قال عنه بن القطان: مجهول
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: وكيع)
قال الحافظ بن حجر في تقريب التهذيب: مقبول من الرابعة
و معنى "مقبول" عند ابن حجر أنه يقبل فقط كمتابعة على حديث صحيح أما عدا ذلك فغير مقبول , كما نص عليه في مقدمة الكتاب.
ابن حبان هو الوحيد الذى ذكره في الثقات - و يعرف عن ابن حبان التساهل في إستخدام عبارات التوثيق.
بالإضافة لذلك فقد روى وكيع بن عدس عن عمه أحاديث منكرة ضعفها كثير من أئمة الحديث منها:
ما أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه و اللفظ لأحمد
عن حماد بن سلمة قال أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي أنه قال
يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض قال
"في عماء ما فوقه هواء وتحته هواء ثم خلق عرشه على الماء"
و قد حير الحديث من أراد تفسيره فقال البعض العماء هو السحاب و أن لفظ "ما فوقه هواء" تعود على السحاب
قلت: و كيف يكون هناك سحاب قبل خلق السموات و الأرض؟ و إن وجد فيكون في الحديث تجسيم لله أنه في سحاب و هو لا يجوز قوله.
و قال البعض: العماء يعني ليس معه شئ
قلت: في هذه الحالة على من يعود لفظ "ما فوقه هواء"؟
كذلك أسلوب الحديث فيه من السجع ما لا نعهده في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فوكيع بن عدس مجهول و أحاديثه فيها نكارة.
أما من جهة المتن:
قول "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت"
المفهوم منه أنها إذا لم تعبر لا تقع و هذا بالطبع مخالف للواقع فالأخبار و الروايات كثيرة عن تحقق الرؤى بدون تعبير و من أمثلة ذلك:
- رؤيا عثمان بن عفان قال: إني رأيت رسول الله في المنام وأبا بكر وعمر وإنهم قالوا لي: « اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة » رواه أحمد في مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فقتل في ذلك اليوم رحمه الله و رضي عنه , فوقعت بدون تأويل.
- رؤيا عمر بن الخطاب في الآذان
قد يقال:
رؤيا عثمان بن عفان و عمر بن الخطاب أولها كل منهما لنفسه فوقعت كما أولاها.
أجيب:
هذا لا يكون تعبيرا لكنه تأويل في الذهن فقط و التعبير لغة لابد أن يكون شفهيا
قد يقال أيضا و من يدري لعل كل منهما عبرها لأهله و لم يبلغنا ذلك؟
أجيب:
رواية عمر بن الخطاب واضح فيها أنه ذهب للنبي صلى الله عليه و سلم ليقصها عليه و يعبرها له النبي صلى الله عليه و سلم لأنه و هو فيهم كان الصحابة يسألونه عن رؤياهم.
ثم أنه في زماننا يرى البعض رؤيا ولا يسئل عنها ثم يجدهها تحققت بدون تعبير.
إذن فحديث "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت" لا يصح سندا ولا متنا.
الحديث الثاني:
ما رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اعتبروها بأسمائها وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر"
تعقيب:
هذا الحديث أيضا ضعيف فقد تفرد به يزيد بن أبان الرقاشي و هو ضعيف قدري
و فيما يلي بعض من أقوال أهل الحديث في تضعيفه كما أوردها الحافظ بن حجر في "تهذيب التهذيب":
- يحيى بن سعيد: كان لا يحدث عنه
- وقال البخاري: تكلم فيه شعبة
- وقال إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل: قال شعبة لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن يزيد
- وقال أبو داود عن أحمد: لا يكتب حديث يزيد قلت فلم ترك حديثه لهوى كان فيه قال لا ولكن كان منكر الحديث وكان شعبة يحمل عليه وكان قاصا
- وقال بن أبي خيثمة عن بن معين: رجل صالح وليس حديثه بشيء
- وقال معاوية بن صالح والدوري عن بن معين: ضعيف
- وكذا قال الدارقطني والبرقاني
- قال الآجري عن أبي داود: رجل صالح سمعت يحيى يقول رجل صدق
- قال يعقوب بن سفيان: فيه ضعف
- وقال النسائي: متروك الحديث
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: يزيد)
كما أن الأعمش الذي روى عن يزيد الرقاشي هذا الحديث معروف بالتدليس يؤخذ منه الحديث فقط عندما يصرح بالتحديث (أي عندما يقول حدثنا فلان أو أخبرنا فلان) أما عندما يروي بلفظ (عن فلان) فيكون في حديثه شبهة تدليس.
الحديث الثالث
أخرج الحاكم في مستدركه من طريق يحيى بن جعفر البخاري عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة – عبدالله بن زيد الجرمي – عن أنس قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الرؤيا تقع على ما تعبر ، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالما"ً صححه الألباني
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف و مردود سندا و متنا
أما من جهة السند:
فالحديث الأصل فيه أنه مرسل و وهم من ذكر أنس بن مالك في سنده و الدليل أن الحاكم رواه من طريق عبد الرزاق و عبد الرزاق في مصنفه رواه مرسلا , و هذا هو سند عبد الرزاق:
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث. (مصنف عبد الرزاق: جزء 11 – صفحة ٢١٢ ).
إذن ليس فيه ذكر أنس إذن هو مرسل فأبو قلابة من التابعين و ليس من الصحابة فلم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم.
و المرسل ضعيف ولا يحتج به عند عامة أهل الحديث إلا إذا كان الذى روى الحديث مرسلا يعرف عنه أنه لا يأخذ إلا من الثقات أمثال سعيد بن المسيب و محمد بن سيرين فهؤلاء بعض أهل الحديث يصححون مراسيلهم لأنهم لا يأخذون إلا عن الثقات و أما الذي أرسل هذا الحديث هو أبو قلابة و معروف عند المحدثين أن أبا قلابة يأخذ أحاديثه من الكل لا يختار الثقات فقط لذا فمراسيله لا يؤخذ بها.
قال الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن عبد البر في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد):
فمراسيل سعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، وإبراهيم النخعي عندهم صحاح ، وقالوا :
مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية. إنتهى كلامه.
أما من جهة المتن:
أولا: الحديث الصحيح الذي سلف ذكره عندما عبر أبوبكر الصديق رؤيا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم
أصبت بعضا و أخطأت بعض""
فالمفهوم بذلك أن لها معنى واحد يصيب في فهمه المعبر أو يخطئ.
ثانيا: أن الرؤيا ليست دائما تنبئ بالمستقبل حتى يقال إنها تقع على ما تعبر بل أحيانا تكون إخبار للرائي بحاضره أو بحاله و هناك أحاديث صحيحة في ذلك منها:
- رؤيا عبد الله بن عمر التي وردت في البخاري التي رأى فيها ملكان و قالا له "نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة"
فقال نافع فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.
فهنا لا يقال أنها تقع حسب قول المعبر لأنها تخبر بحال قائم بالفعل قبل أن يسأل الرائي المعبر
- ما جاء في الحديث الصحيح مدرجا أن القيد ثبات في الدين
فهذا مثال آخر أن الرؤيا قد تنبئ بشئ حاصل في الحاضر أو في الماضي للرائي فهل يقال أن المعبر يمكن أن يغير ما هو حاصل أو يغير الماضي بتعبيره.
الحديث الرابع:
ما رواه الدارمي في سننه قال أخبرنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس هو بن بكير أخبرنا بن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
"كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله فقالت رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت فأخبريني ما هي قالت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت ما لي حين عرضت عليك رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها ما لها يا عائشة فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا"
تعقيب:
سندا:
الحديث ضعيف فيه محمد بن إسحاق و هو كثير التدليس و ممن قال أنه يدلس الإمام أحمد بن حنبل فلا يؤخذ بحديثه إذا عنعن و لم يصرح بالتحديث.
كذلك من روى عنه و هو يونس بن بكير ضعفه بعض أئمة الحديث منهم النسائي قال ليس بالقوي وقال مرة ضعيف.
قال علي بن المديني كتبت عنه وليس أحدث عنه.
وروى أبو عبيد عن أبي داود قال ليس هو عندي حجة يأخذ كلام بن إسحاق فيوصله بالأحاديث.
(سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
متنا:
كيف أن المرأة تقول للسيدة عائشة "رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال"
ثم السيدة عائشة تخالف تأويل رسول الله صلى الله عليه و سلم و تأولها بالشر مع أنها نفس المرأة و نفس الرؤيا.
فليس في أحاديث هذا الباب ما يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فإن قيل: هذه الأحاديث و إن كانت ضعيفة فهي تقوي بعضها بعضا.
أجيب: هذا لو لم تكن مخالفة للأحاديث الصحيحة و لا تخالف ما هو مشاهد و معروف في الواقع , فهناك حتى في هذا الزمان من يرى رؤيا و تتحقق بدون أن يعبرها له معبر , إذن فهذه الأحاديث الضعيفة لا تنجبر.
قال الإمام بن الجوزي:
إذا رأيتَ الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.
(تدريب الراوي للسيوطي جزء ١ – صفحة ٢٧٤ )
فالصحيح أن الرؤيا إن كانت صادقة فإنها واقعة بأمر قضاه الله و كتب في اللوح المحفوظ و كما جاء في الروايات يأتي به ملك الرؤيا للرائي في منامه إما على حقيقته أو بأمثلة , و المعبر بعد ذلك يحاول فهمها ثم يصيب أو يخطأ في تأويلها و ربما أصاب بعضا و أخطأ بعض , و ليس المعبر هو الذي يوقع الأقدار.
ولا يرد القضاء إلا دعاء.
الفصل الثالث: هل يصح أن يبنى على الرؤيا أمر من أمور الدين أو الدنيا
كما بينا سابقا فإن هناك اتفاق بين أهل العلم على أنه
لا يجوز أخذ تشريع من الرؤيا.
و ذلك يشمل أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم فلو رأى أحد في منامه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره بشئ مخالف للشرع فلا يجوز له أن يفعله , و كما ذكرنا أن رؤيا التشريع إنما كانت فقط للأنبياء و المرسلين أما جزء النبوة الباقي في هذه الأمة فهي المبشرات فقط و هي تخبر و تؤنس الرائي ولا تأتيه بتشريع جديد أو مخالف للشرع.
و ذكر بعض العلماء أسبابا أخرى
- أن الدين إكتمل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم"
- أن القلم رفع عن النائم فمن رفع عنه القلم لا يأتيه أمر أو نهي
- أن النائم مهما كانت رؤياه واضحة ليس في حالة ضبط تمكنه من حفظ و استيعاب ما يسمعه في منامه
هذا في أمور الدين , فما الحال بالنسبة لأمور الدنيا؟
هل يصح الإعتماد على الرؤيا في أمور الدنيا؟ هل يصح أن يترتب على الرؤيا المضي في أمر أو الإحجام عنه أو الحكم على أمر أو الحكم على شخص؟
- بداية لابد من التأكيد على أمر هنا و هو أنه
لا يمكن التأكد من أن الرؤيا صادقة إلا إذا تحقق
فكثير من الرؤى تكون من حديث النفس و ليست حقيقية , كما أن الشيطان له مدخل كبير في المنامات - كما قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له - و يؤثر فيما يرى النائم أحيانا من تلاعب و تخيلات كما أن للنفس دور أكبر في الرؤى فقد قال بعض أهل العلم أن أكثر أحلام الناس هي من حديث النفس.
فالشيطان يمكن أن يأتي للنائم بأحلام ليحثه فيها على سوء أو ليصرفه فيها عنخير, كما أن إستحسان النفس لشئ أو تخوفها منه قد يظهر في صورة حلم للنائم و بالتالي:
لا يصح الترتيب على المنامات في أمور الدنيا.
و تجدر الإشارة في هذا المقام إلى صلاة الإستخارة و مدى صحة إرتباطها بالرؤيا؟ هل الرؤيا بعد الإستخارة دليلا يؤخذ به في تحديد ما هو خير أو شر للإنسان؟
هناك قول سائد بين كثير من الناس أن الإستخارة تجاب عندما يتبعها رؤيا في المنام تكون فيها الإجابة.
و هذا لم أجد له دليلا لا من حديث ولا من أثر عن الصحابة.
و وجدت أن كثير من أهل العلم و الفتوى قالوا أن هذا الإعتقاد لا أصل له ولا يوجد راب
بين الإستخارة و الرؤيا
- قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له: ولا يوجد صلة بين صلاة الاستخارة وبين الرؤيا.
و لو تمعنا أكثر في حديث الإستخاره سنجد دليلا على أن الرؤيا ليست إجابة للمستخير فدعاء الإستخارة في الحديث جاء فيه
"اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه"
فالدعاء صريح في أنه يقول "فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه" و لم يقل "و بينه لي" و هناك فرق
فلو كانت الرؤيا تصلح إستجابة للإستخارة لكان الدعاء فيه الرجاء بتبيان الخير أو إيضاحه
الفصل الثاني: مدى صحة القول بأن الرؤيا تقع على ما تعبر به و أنها لأول عابر
وردت أربعة أحاديث في وقوع الرؤيا على ما تعبر به
الحديث الأول:
عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا
من النبوة قال وأحسبه قال لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي"
رواه الخمسة إلا النسائي و اللفظ لأحمد.
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف سندا و متنا
أما من جهة السند:
فقد إنفرد به وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلى و انفرد به عنه يعلى بن عطاء.
يعلى بن عطاء ثقة
لكن وكيع بن عدس (و يقال أيضا وكيع بن حدس) و كنيته أبو مصعب العقيلي مجهول.
قال عنه الإمام الذهبي: وكيع بن عدس عن عمه لا يُعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء
(الميزان للحافظ الذهبي - باب: وكيع)
قال عنه بن قطيبة: مجهول
قال عنه بن القطان: مجهول
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: وكيع)
قال الحافظ بن حجر في تقريب التهذيب: مقبول من الرابعة
و معنى "مقبول" عند ابن حجر أنه يقبل فقط كمتابعة على حديث صحيح أما عدا ذلك فغير مقبول , كما نص عليه في مقدمة الكتاب.
ابن حبان هو الوحيد الذى ذكره في الثقات - و يعرف عن ابن حبان التساهل في إستخدام عبارات التوثيق.
بالإضافة لذلك فقد روى وكيع بن عدس عن عمه أحاديث منكرة ضعفها كثير من أئمة الحديث منها:
ما أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه و اللفظ لأحمد
عن حماد بن سلمة قال أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي أنه قال
يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض قال
"في عماء ما فوقه هواء وتحته هواء ثم خلق عرشه على الماء"
و قد حير الحديث من أراد تفسيره فقال البعض العماء هو السحاب و أن لفظ "ما فوقه هواء" تعود على السحاب
قلت: و كيف يكون هناك سحاب قبل خلق السموات و الأرض؟ و إن وجد فيكون في الحديث تجسيم لله أنه في سحاب و هو لا يجوز قوله.
و قال البعض: العماء يعني ليس معه شئ
قلت: في هذه الحالة على من يعود لفظ "ما فوقه هواء"؟
كذلك أسلوب الحديث فيه من السجع ما لا نعهده في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فوكيع بن عدس مجهول و أحاديثه فيها نكارة.
أما من جهة المتن:
قول "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت"
المفهوم منه أنها إذا لم تعبر لا تقع و هذا بالطبع مخالف للواقع فالأخبار و الروايات كثيرة عن تحقق الرؤى بدون تعبير و من أمثلة ذلك:
- رؤيا عثمان بن عفان قال: إني رأيت رسول الله في المنام وأبا بكر وعمر وإنهم قالوا لي: « اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة » رواه أحمد في مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فقتل في ذلك اليوم رحمه الله و رضي عنه , فوقعت بدون تأويل.
- رؤيا عمر بن الخطاب في الآذان
قد يقال:
رؤيا عثمان بن عفان و عمر بن الخطاب أولها كل منهما لنفسه فوقعت كما أولاها.
أجيب:
هذا لا يكون تعبيرا لكنه تأويل في الذهن فقط و التعبير لغة لابد أن يكون شفهيا
قد يقال أيضا و من يدري لعل كل منهما عبرها لأهله و لم يبلغنا ذلك؟
أجيب:
رواية عمر بن الخطاب واضح فيها أنه ذهب للنبي صلى الله عليه و سلم ليقصها عليه و يعبرها له النبي صلى الله عليه و سلم لأنه و هو فيهم كان الصحابة يسألونه عن رؤياهم.
ثم أنه في زماننا يرى البعض رؤيا ولا يسئل عنها ثم يجدهها تحققت بدون تعبير.
إذن فحديث "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت" لا يصح سندا ولا متنا.
الحديث الثاني:
ما رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اعتبروها بأسمائها وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر"
تعقيب:
هذا الحديث أيضا ضعيف فقد تفرد به يزيد بن أبان الرقاشي و هو ضعيف قدري
و فيما يلي بعض من أقوال أهل الحديث في تضعيفه كما أوردها الحافظ بن حجر في "تهذيب التهذيب":
- يحيى بن سعيد: كان لا يحدث عنه
- وقال البخاري: تكلم فيه شعبة
- وقال إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل: قال شعبة لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن يزيد
- وقال أبو داود عن أحمد: لا يكتب حديث يزيد قلت فلم ترك حديثه لهوى كان فيه قال لا ولكن كان منكر الحديث وكان شعبة يحمل عليه وكان قاصا
- وقال بن أبي خيثمة عن بن معين: رجل صالح وليس حديثه بشيء
- وقال معاوية بن صالح والدوري عن بن معين: ضعيف
- وكذا قال الدارقطني والبرقاني
- قال الآجري عن أبي داود: رجل صالح سمعت يحيى يقول رجل صدق
- قال يعقوب بن سفيان: فيه ضعف
- وقال النسائي: متروك الحديث
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: يزيد)
كما أن الأعمش الذي روى عن يزيد الرقاشي هذا الحديث معروف بالتدليس يؤخذ منه الحديث فقط عندما يصرح بالتحديث (أي عندما يقول حدثنا فلان أو أخبرنا فلان) أما عندما يروي بلفظ (عن فلان) فيكون في حديثه شبهة تدليس.
الحديث الثالث
أخرج الحاكم في مستدركه من طريق يحيى بن جعفر البخاري عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة – عبدالله بن زيد الجرمي – عن أنس قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الرؤيا تقع على ما تعبر ، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها ، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالما"ً صححه الألباني
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف و مردود سندا و متنا
أما من جهة السند:
فالحديث الأصل فيه أنه مرسل و وهم من ذكر أنس بن مالك في سنده و الدليل أن الحاكم رواه من طريق عبد الرزاق و عبد الرزاق في مصنفه رواه مرسلا , و هذا هو سند عبد الرزاق:
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث. (مصنف عبد الرزاق: جزء 11 – صفحة ٢١٢ ).
إذن ليس فيه ذكر أنس إذن هو مرسل فأبو قلابة من التابعين و ليس من الصحابة فلم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم.
و المرسل ضعيف ولا يحتج به عند عامة أهل الحديث إلا إذا كان الذى روى الحديث مرسلا يعرف عنه أنه لا يأخذ إلا من الثقات أمثال سعيد بن المسيب و محمد بن سيرين فهؤلاء بعض أهل الحديث يصححون مراسيلهم لأنهم لا يأخذون إلا عن الثقات و أما الذي أرسل هذا الحديث هو أبو قلابة و معروف عند المحدثين أن أبا قلابة يأخذ أحاديثه من الكل لا يختار الثقات فقط لذا فمراسيله لا يؤخذ بها.
قال الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن عبد البر في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد):
فمراسيل سعيد بن المسيب ، ومحمد بن سيرين ، وإبراهيم النخعي عندهم صحاح ، وقالوا :
مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية. إنتهى كلامه.
أما من جهة المتن:
أولا: الحديث الصحيح الذي سلف ذكره عندما عبر أبوبكر الصديق رؤيا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم
أصبت بعضا و أخطأت بعض""
فالمفهوم بذلك أن لها معنى واحد يصيب في فهمه المعبر أو يخطئ.
ثانيا: أن الرؤيا ليست دائما تنبئ بالمستقبل حتى يقال إنها تقع على ما تعبر بل أحيانا تكون إخبار للرائي بحاضره أو بحاله و هناك أحاديث صحيحة في ذلك منها:
- رؤيا عبد الله بن عمر التي وردت في البخاري التي رأى فيها ملكان و قالا له "نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة"
فقال نافع فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.
فهنا لا يقال أنها تقع حسب قول المعبر لأنها تخبر بحال قائم بالفعل قبل أن يسأل الرائي المعبر
- ما جاء في الحديث الصحيح مدرجا أن القيد ثبات في الدين
فهذا مثال آخر أن الرؤيا قد تنبئ بشئ حاصل في الحاضر أو في الماضي للرائي فهل يقال أن المعبر يمكن أن يغير ما هو حاصل أو يغير الماضي بتعبيره.
الحديث الرابع:
ما رواه الدارمي في سننه قال أخبرنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس هو بن بكير أخبرنا بن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
"كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله فقالت رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت فأخبريني ما هي قالت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت ما لي حين عرضت عليك رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها ما لها يا عائشة فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا"
تعقيب:
سندا:
الحديث ضعيف فيه محمد بن إسحاق و هو كثير التدليس و ممن قال أنه يدلس الإمام أحمد بن حنبل فلا يؤخذ بحديثه إذا عنعن و لم يصرح بالتحديث.
كذلك من روى عنه و هو يونس بن بكير ضعفه بعض أئمة الحديث منهم النسائي قال ليس بالقوي وقال مرة ضعيف.
قال علي بن المديني كتبت عنه وليس أحدث عنه.
وروى أبو عبيد عن أبي داود قال ليس هو عندي حجة يأخذ كلام بن إسحاق فيوصله بالأحاديث.
(سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
متنا:
كيف أن المرأة تقول للسيدة عائشة "رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال"
ثم السيدة عائشة تخالف تأويل رسول الله صلى الله عليه و سلم و تأولها بالشر مع أنها نفس المرأة و نفس الرؤيا.
فليس في أحاديث هذا الباب ما يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم
فإن قيل: هذه الأحاديث و إن كانت ضعيفة فهي تقوي بعضها بعضا.
أجيب: هذا لو لم تكن مخالفة للأحاديث الصحيحة و لا تخالف ما هو مشاهد و معروف في الواقع , فهناك حتى في هذا الزمان من يرى رؤيا و تتحقق بدون أن يعبرها له معبر , إذن فهذه الأحاديث الضعيفة لا تنجبر.
قال الإمام بن الجوزي:
إذا رأيتَ الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.
(تدريب الراوي للسيوطي جزء ١ – صفحة ٢٧٤ )
فالصحيح أن الرؤيا إن كانت صادقة فإنها واقعة بأمر قضاه الله و كتب في اللوح المحفوظ و كما جاء في الروايات يأتي به ملك الرؤيا للرائي في منامه إما على حقيقته أو بأمثلة , و المعبر بعد ذلك يحاول فهمها ثم يصيب أو يخطأ في تأويلها و ربما أصاب بعضا و أخطأ بعض , و ليس المعبر هو الذي يوقع الأقدار.
ولا يرد القضاء إلا دعاء.
الفصل الثالث: هل يصح أن يبنى على الرؤيا أمر من أمور الدين أو الدنيا
كما بينا سابقا فإن هناك اتفاق بين أهل العلم على أنه
لا يجوز أخذ تشريع من الرؤيا.
و ذلك يشمل أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم فلو رأى أحد في منامه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره بشئ مخالف للشرع فلا يجوز له أن يفعله , و كما ذكرنا أن رؤيا التشريع إنما كانت فقط للأنبياء و المرسلين أما جزء النبوة الباقي في هذه الأمة فهي المبشرات فقط و هي تخبر و تؤنس الرائي ولا تأتيه بتشريع جديد أو مخالف للشرع.
و ذكر بعض العلماء أسبابا أخرى
- أن الدين إكتمل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم"
- أن القلم رفع عن النائم فمن رفع عنه القلم لا يأتيه أمر أو نهي
- أن النائم مهما كانت رؤياه واضحة ليس في حالة ضبط تمكنه من حفظ و استيعاب ما يسمعه في منامه
هذا في أمور الدين , فما الحال بالنسبة لأمور الدنيا؟
هل يصح الإعتماد على الرؤيا في أمور الدنيا؟ هل يصح أن يترتب على الرؤيا المضي في أمر أو الإحجام عنه أو الحكم على أمر أو الحكم على شخص؟
- بداية لابد من التأكيد على أمر هنا و هو أنه
لا يمكن التأكد من أن الرؤيا صادقة إلا إذا تحقق
فكثير من الرؤى تكون من حديث النفس و ليست حقيقية , كما أن الشيطان له مدخل كبير في المنامات - كما قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له - و يؤثر فيما يرى النائم أحيانا من تلاعب و تخيلات كما أن للنفس دور أكبر في الرؤى فقد قال بعض أهل العلم أن أكثر أحلام الناس هي من حديث النفس.
فالشيطان يمكن أن يأتي للنائم بأحلام ليحثه فيها على سوء أو ليصرفه فيها عنخير, كما أن إستحسان النفس لشئ أو تخوفها منه قد يظهر في صورة حلم للنائم و بالتالي:
لا يصح الترتيب على المنامات في أمور الدنيا.
و تجدر الإشارة في هذا المقام إلى صلاة الإستخارة و مدى صحة إرتباطها بالرؤيا؟ هل الرؤيا بعد الإستخارة دليلا يؤخذ به في تحديد ما هو خير أو شر للإنسان؟
هناك قول سائد بين كثير من الناس أن الإستخارة تجاب عندما يتبعها رؤيا في المنام تكون فيها الإجابة.
و هذا لم أجد له دليلا لا من حديث ولا من أثر عن الصحابة.
و وجدت أن كثير من أهل العلم و الفتوى قالوا أن هذا الإعتقاد لا أصل له ولا يوجد راب
بين الإستخارة و الرؤيا
- قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له: ولا يوجد صلة بين صلاة الاستخارة وبين الرؤيا.
و لو تمعنا أكثر في حديث الإستخاره سنجد دليلا على أن الرؤيا ليست إجابة للمستخير فدعاء الإستخارة في الحديث جاء فيه
"اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه"
فالدعاء صريح في أنه يقول "فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه" و لم يقل "و بينه لي" و هناك فرق
فلو كانت الرؤيا تصلح إستجابة للإستخارة لكان الدعاء فيه الرجاء بتبيان الخير أو إيضاحه
و لكن الدعاء فيه ثلاثة أشياء يرجوها المستخير في أمره و هي:
- أن يقدره الله له
- أن ييسره له
- أن يبارك له فيه (أي بعد أن يقوم به أو ينال
المصدر : http://majles.alukah.net/t65018/#ixzz2yDllxT00