مرحباً بك يا [ خروج ]
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني Images
منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني Images


أهلا وسهلا بك إلى منتديات السفير المجد للتربية والتعليم.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
 

منتديات السفير المجد للتربية والتعليم ::  مكتبــــة المنتــــــدى
 :: قسم الشعر والامـــثال

شاطر

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني I_icon_minitimeالثلاثاء 19 فبراير 2013 - 19:45
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
essafir elmejid
الرتبه:
essafir elmejid
الصورة الرمزية

السفير المجد

البيانات
الدولة : نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني 610
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2000
تاريخ التسجيل : 23/11/2012
الموقع : جيجل
العمل/الترفيه : استاذ مكون
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://essafirelmejid.yoo7.com

مُساهمةموضوع: نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني


نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثانيحالتهم السياسية
يجتمع المؤرخون على أن
اليمن كان فيها نظام الملكية، وقامت فيها دول مختلفة، وكان لها حضارات
ومدنيات أشرنا إلى بعض مما حكاه المؤرخون عن أوصافها. ولكن المدن والقرى
الأخرى التي كانت في غيرها من شبه الجزيرة يبدو أن النظام السياسي في كل
منها كان يختلف في بعضها عن بعض، وفي ذلك يقول الدكتور جواد علي1: "ويلاحظ
أن بعض المدن والقرى، ولا سيما في العربية الغربية مثل مكة لم يكن عليها
ملك، إنما يحكمها عدة رجال قسمت الأعمال بينهم. ولا يلقب زعيمم والمتنفذ
فيهم بلقب ملك و"للملأ" وهم أصحاب الحل والعقد في البلد الحكم في الناس على
وفق العادات والأعراف والقوانين الموروثة، ويكون لهم في البلد مجتمع خاص
يكون ناديهم ومقر حكمهم، عرف بـ"دار الندوة" في مكة وبـ"المزود" عند أهل
اليمن. ويمكن أن نقول إنه مجلس ذلك الزمن و"برلمان" ذلك العهد، وإن نظام
الحكم في أمثال هذه المدن هو ما يقال له "حكومات المدن" عند المؤرخين
الغربيين".
"أما يثرب حيث تنازع فيها الأوس والخزرج، فقد أراد كل فريق
منهما أن يكون الحاكم من رجاله، وبعد جدل وحرب استقروا على أن يكون الحكم
بينهما بالمناوبة. فيحكم في كل زعيم من زعماء الحي الواحد، يليه في العام
الثانى زعيم من الحي الثاني، وشاءوا أن يكون "ملك" لقب الحاكم عندهم. وبذلك
يكونون قد وضعوا لهم نظام التناوب في الحكم، فيكون لهذه المدينة ملك كل
عام".
"وأما بقية المدن العربية فقد رأينا أن بعضها كان يحكمها عند ظهور
الإسلام حكام يلقبون أنفسهم ملوكًا، وهم في الواقع مشايخ مدن، أو مشايخ
مقاطعات، وكذلك كان يحكم العربية الجنوبية مثل حضرموت عدة مشايخ يلقبون
بألقاب الملك".
"فكان هناك "ملوك" في اليمن والعراق والشام حيث الخصب الطبيعي وموارد الرزق
حالتهم الاجتماعية
لقد كان للبيئة والظروف التي أحاطت بالقبائل العربية
قبل الإسلام أثر كبير في حالتهم الاجتماعية، فالنظام القبلي، وعدم وجود
حكومة مركزية، وجدب الصحراء وضيق الأفق كان لها دخل كبير في وجود كثير من
الصفات والعادات عند العرب الجاهليين.
فحب الفرد لقبيلته وتفانيه في
إخلاصه لها، والعمل على رفع شأنها، وإعلاء كلمتها، وتعصبه لها وحدها، كل
ذلك جعله يتجاهل غيرها، ولا يعترف بحق الحياة أو الملكية أو المتعة لأحد من
سواها، كأنما لم يخلق في الوجود غيره وغير قبيلته، فدفعه هذا الاعتقاد إلى
الاعتداء على حقوق الآخرين، ما دام يملك القوة أو الفرصة المواتية، فكانت
الغارات والحروب التي ينجم عنها إزهاق الأرواح، ونهب الأموال وأسر الرجال،
وسبي النساء، مما يشيع الرهبة في قلوب الآخرين، ويعلي من شأن المنتصرين،
وينمي ثروتهم، بما غنموه من مال، أو كسبوه من فداء الأسرى والسبايا، أو
احتلال أرضهم، ونزول ديارهم. وما كانوا يكفون عن الغارات والحروب إلا في
الأشهر الحرم، ولكن الحمية الجاهلية كانت تشتط بهم فيقاتلون فيها غير
مبالين، كما كان في حرب الفجار بين قريش وكنانة، أو يتخذون النسيء فيؤخرون
الأشهر الحرم كما يشاءون. وإزهاق الأرواح، وإنزال الخسائر، وإحداث الهزائم،
وما كانت لتقف عند حد، فالقبيلة المنهزمة ومن حاقت بهم الخسائر، ما كانوا
ليقفوا مكتوفي الأيدي، بل لا بد أن ينتقموا لكرامتهم، ويردوا شرفهم، فكان
لابد من الأخذ بالثأر، وكان الاعتقاد السائد أن روح القتيل كانت تخرج من
قبره كل يوم في صورة طائر يسمونه "الهامة" وتصيح قائلة "اسقوني، اسقوني"
ولا تكف عن الصياح حتى يأخذ بثأره. فكل معركة كانت تتبعها معركة بل معارك،
وقد ساعد على انتشار هذه الفوضى، وشيوع الرعب وعدم الطمأنينة والأمن، عدم
وجود حكومة مركزية يدين لها جميع القبائل بالولاء والطاعة، وتتولى نشر
العدل بين الناس على السواء. وكان التعصب القبلي الأعمى يقوي من نيران
العداوة والحروب، فالتزام الوقوف بجانب أي فرد من القبيلة في جميع الأحوال،
ظالمًا أو مظلومًا بصرف النظر عن مدى الحق في موقفه، وبدون ترو أو تفكير
فيما هو مقدم عليه، زاد الطين


حالتهم الدينية
كان
في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام أديان ومعتقدات مختلفة، تبعًا لقدرتهم
على التفكير الديني، أو تأثرهم بالأديان السابقة، أو اختلاطهم بأهل
الأديان التى لها أصل سماوي. فكان فيهم الموحدون، والوثنيون، واليهود،
والنصارى، والمجوس، والزنادقة، والصابئة.
أما الموحدون: من العرب قبل
الإسلام فكانوا قليلين، عبدوا الله وحده ولم يشركوا معه في عبادته شيئًا
آخر، ويقولون إنه كان منهم: ورقة بن نوفل، وخالد بن سنان العيسي، وحنظلة بن
صفوان، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة الإيادي، وعامر بن الظرب
العدواني، وزهير بن أبي سلمى، وعبيد بن الأبرص، وأمية بن أبي الصلت، ومنهم
كذلك النابغة الجعدي الذي يقال عنه إنه أنكر في الجاهلية الخمر، وهجر
الأوثان، والأزلام، وقال في الجاهلية:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلم1
وأما
الصابئة: فهم الذين كانوا يعبدون الكواكب، وهم يعتقدون في الأنواء ويقولون
إن أول من دان بذلك من العرب قبائل سبأ الحميرية، إذ كانوا يعبدون الشمس،
وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم2 كما يقولون إن كنانة كانت تعبد القمر،
وكان بنو جرهم ولخم يسجدون للمشترى، وقريش عبدوا الشعرى العبور، وهي الشعرى
اليمانية. ويقال إن من آثار عبادة الكواكب ما جاء من أسمائهم مثل عبد شمس.
كما يقولون إن من بقايا آثار عبادة الشمس ما يفعله الغلام إذا سقطت سنه.
وأما
المجوسية: فهى عبادة النار، وكانت المجوسية في العرب في تميم. ومن آثار
هذه الديانة نار الحلف، وحلفهم بالرماد والنار، ومن مذاهبهم زواج البنات.
1 أديان العرب، ص 193.
2 سورة النمل، {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} .

اتصالاتهم
كان العرب الجاهليون على اتصال
داخلي بعضهم ببعض، واتصال خارجي بغيرهم ممن جاورهم، أو بعد عنهم، ممن كانت
تربطهم بهم روابط تستدعي هذا الاتصال. فبجانب المجالس الخاصة التي كانت
تعقدها القبيلة للبحث في أمورها، وتبادل الآراء في كل ما يتصل بها وبخاصة
ما كان يتطلب بحثًا عميقًا، ورأيًا جماعيًّا كانت هناك مجالس اللهو والسمر،
التي يعقدونها حينما ينفضون من مشاكلهم الحيوية، وحاجاتهم اليومية،
ترويحًا عن النفس، ورغبة في الإحساس بالهدوء ونعيم الحياة، حيث تكون فيها
الطرائف الأدبية، والأحاديث المسلية، والأخبار، والقصص، مع الموسيقى والطرب
والرقص والغناء، إلى غير ذلك من وسائل التسلية والترفيه.
كما كانت هناك
اتصالات أوسع مدى تجمع بين عدة قبائل بحكم صلات ودية وروابط اجتماعية أو
سياسية كالنسب والجوار والتحالف والعداوة المشتركة، أو مفاوضات المصاهرة
والمصالحة بعد الحروب والمشاحنات والمنازعات. ثم هناك الاتصالات الداخلية
الكبرى التي تضم عددًا كبيرًا من القبائل شماليها وجنوبيها، كلها أو
معظمها، في مناسبات عامة أو على نطاق واسع، كالأسواق ومواسم الحج، وفي هذه
المناسبات تعقد المجالس والندوات، وتوجد الفرص للتعارف، والتفاهم وتبادل
الآراء والمشاعر، ومناقشة الأمور، ومعرفة الميول والاتجاهات، وقضاء
المصالح، وتحقيق الرغبات بقدر الإمكان.
ولم يكن الجاهلي ليستطيع أن يعيش
بمعزل عن العالم الخارجي، كما أن العالم الخارجي كذلك كان يهمه أن يكون
على صلة به، فضرورات الحياة دائمًا تقتضى ذلك في جميع العصور والأحوال،
فلدى كل من الجانبين ما يحتاج إليه الآخر، ومن ثم كان لا بد من الاتصال
الخارجي تبعًا لاحتكاك المصالح، وتبادل المنافع.
وقد كان في شبه الجزيرة
العربية منتجات وبخاصة في الجنوب وعلى الشواطئ وهذه لا بد من تصريف ما
يفيض منها على حاجة السكان في مناطق الإنتاج، كما كان العرب محتاجين إلى
كثير من منتجات البلاد الخارجية، هذا إلى أن البلاد العربية كانت بحكم
موقعها

معارفهم
لقد هيأت الظروف التي كان يعيش فيها الجاهليون الفرص لتكوين بعض المعارف لديهم تبعًا لأنواع النشاط الذي كانوا يمارسونه في حياتهم.
وقد
سبق أن ذكرنا أن اليمن وبعض واحات الحجاز مثل يثرب وخيبر الطائف ووادي
القرى كانوا يعيشون على الزراعة، لوفرة المياه اللازمة لها، ومن ثم فإننا
نتوقع أن يكون لمن يتخذونها مهنة لهم خبرة بنواحيها المختلفة مثل البذر
والحصاد والري، وإقامة السدود والقناطر، وشق الترع والقنوات والمحافظة على
منابع المياه ومصادرها، كذلك لا شك كانت لديهم خبرة بإقامة البيوت والمنازل
التي يستلزمها استقرار الناس حول مزارعهم، وقد أوردنا سابقًا بعض ما ذكره
المؤرخون القدامى عن مظاهر الترف والنعيم التي كان يعيش فيها أهل اليمن،
منذ القدم.
وأما مركز التجارة، فلا شك في أنه كان لدى أصحابها خبرة عن طرق تثمير الأموال، وتصريف البضائع، وترويج سوقها.
ولا
شك أن اتصالاتهم التي تحدثنا عنها آنفًا كانت سببًا في معرفة كثير من
أخبار الأمم السابقين من العرب وغيرهم بما كانوا يروون من القصص، وما
يتناقلونه من أحاديث. ومن ذلك يقول الهمداني:1 "ليس يوصل إلى خبر من أخبار
العجم والعرب إلا بالعرب وبينهم، وذلك أن من سكن من العمالقة وجرهم وخزاعة
بمكة أحاطوا بأخبار أمم مختلفة من العرب البائدة والفراعين العاتية وأخبار
أهل الكتاب، وكانوا يدخلون البلاد للتجارة فيعرفون أخبار

حول الأدب الجاهلي
حقائق عامة
...
حقائق عامة
الأدب
الجاهلي هو ذلك الأدب الذي ينسب إلى العرب الذين كانوا قبل الإسلام وليس
المقصود في دراستنا هذه الأدب بمعناه العام الذي يشمل جميع نتائج القرائح
العربية في أي نوع من أنواع النتاج العقلي، فذلك ليس من شأننا الآن، إنما
المقصود هنا الأدب بمعناه الخاص، وهو النتاج العاطفي الذي يعبر فيه صاحبه
بالألفاظ عن شعور عاطفي، وفيه إثارة للقارئ والسامع، أي ذلك التعبير
العاطفي المثير، وهذا يكون عادة في الشعر الرائع والنثر البليغ.
ومن
يرجع إلى كتب الأدب والقصص والتاريخ والأخبار والسير يجد أن الأدباء في
العصر الجاهلي كانوا أكثر من أن يحيط بهم حصر، فكل قبيلة كان بها عدد كبير
من الأدباء الذين روي لهم نتاج أدبي، وبطبيعة الحال كان فيهم المقل
والمكثر، وهم يتفاوتون في إنتاجهم كمًّا وكيفًا، وإذا تذكرنا أن عدد
القبائل العربية شماليها وجنوبيها كان كثيرًا توقعنا أن نجد لهم نتاجًا
أدبيًّا ضخمًا.
وقد كانت ظروف الجاهليين تساعد على إبداع النصوص الأدبية
في جودة وإتقان، فالأحداث التي كانت تقع بينهم، والصلات الاجتماعية التي
كانت تربط بعضهم ببعض والمجالس التي كانت تعقد إما بين أفراد القبيلة
الواحدة أو القبائل المتحالفة للتشاور وحل المشكلات، وإما بينهم وبين
خصومهم لإنهاء نزاع أو فض خلاف، والمناسبات المختلفة التي كانت تستدعي بعث
الرسل والوفود، والمجتمعات العامة التي كانت تضم أكبر عدد من القبائل،
فتعرض فيها الأمور على نطاق واسع -كل هذه الظروف- كان الاعتماد فيها على
فصيح القول وبليغ العبارات، ثم إن مجالس السمر التي كانت تعقد ليلًا حينما
ينتهون من مشكلاتهم اليومية، فيلتفون حول المواقد، أو في رحاب النسيم
العليل، كانت تهيئ فرصًا ذهبية لأصحاب المواهب الفنية ليمارسوا نشاطهم
الأدبي، في كل ما يروقهم من قصص أو أخبار، أو تصوير أدبي، نثرًا كان أم
شعرًا، كل حسب ميوله واستعداده، يشجعه
النثر والشعر في العصر الجاهلي
تمهيد
...
تمهيد
الكلام
مقدرة خص الله بها الإنسان، للتعبير عما في نفسه من مطالب ورغبات وحقائق
وتصورات، وعواطف وانفعالات، وبها يكون الاتصال والتفاهم وتبادل الآراء
والتعرف على وجهات النظر والحقائق والأفكار بين الإنسان وغيره من الناس.
وطريقة
الكلام، ونوعيته، والمقصود منه، ودرجته، وأثره: أمور يتوقف كل منها على
المتكلم: عقليته، وبيئته، وظروفه، وأحواله، وثقافته، وثروته اللغوية،
وقدرته اللسانية.
والكلام من حيث الألفاظ، ومدلولاتها، واستعمالاتها،
واختيارها، ووضعها في أماكنها، ورصفها في جمل وعبارات، بعضها مع بعض، يأتي
على درجات متعددة، تتفاوت صحة ودقة وتأثيرًا، وأرقى درجات الكلام الإنساني:
الأدب، والأدب الرفيع أعظم الكلام فنًّا وجمالًا وروعة، "وإن من البيان
لسحرًا" لهذا يعد الأدب من الفنون الجميلة العليا.
ومن المتفق عليه أن
الأدب بمعناه الاصطلاحي الخاص الدقيق: هو ذلك التعبير اللفظي العاطفي
المثير، فهو تصوير عواطف الإنسان ومشاعره نحو مظاهر الكون والحياة بألفاظ
مختارة منتقاة بدقة وعناية، يشخص فيها كل ما يحسه الأديب من انفعالات، بصدق
وقوة، وتوضع وضعًا خاصًّا، بحيث تتحول هذه الألفاظ في نفس مستقبلها،
قارئًا كان أم سامعًا، إلى أصلها الأول من مشاعر وإحساسات، ولذلك لا بد أن
يكون الأديب ذا موهبة خاصة، قد فطره الله عليها، تجعله حاضر البديهة، قوي
الملاحظة، واسع الخيال، سريع التأثر، مرهف الحس، رقيق الشعور، قادرًا على
الإبداع الأدبي.
ولكي تؤتي هذه الموهبة ثمارها، يجب على صاحبها أن يعمل
دائمًا على تغذيتها وتنميتها من جميع النواحي: علمًا وخبرةً وثقافةً
واطلاعًا على أوسع مدى، فمثلها كمثل أي كائن حي، لا ينمو ولا يترعرع، ولا
ينتج ولا يثمر إلا بالغذاء والعناية والرعاية.
فالأديب الحقيقي هو الذي لديه موهبة أدبية فطرية ومكتسبة، وسماتها: العقل الصائب،

النثر الجاهلي
مدخل
...
النثر الجاهلي
تؤيد
الطبيعة والعقل أن الجاهليين كان لهم نثر أدبي، فليس هناك مانع يجعل ذلك
مستحيلًا أو معدومًا، وإذا كان لهم شعر، فلا بد أنه كان لهم نثر، يتحلل فيه
القائل من قيود الشعر التي قد تقف أمام الأديب فلا يستطيع أن يلتزمها،
والواقع أنه كان لهم نثر، وأنهم حتمًا كانوا يجيدون النثر الأدبي، بدليل
نزول القرآن، وفهمهم له، ومجادلتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيما كان ينزل
عليه، وما يتلوه عليهم، وبدليل تحدي القرآن لهم أن يأتوا بمثله أو بعضه،
والقرآن الكريم ليس شعرًا، والتحدي لا يكون له معنى إلا إذا كان في الناحية
التي يزعم المتحدى أن له فيها نبوغًا، ويدعي لنفسه عليها قوة واقتدارًا،
ومن ثم لا بد أن الله قد أعجز أمة ذات قدرة فائقة على النثر.
ونثر
الجاهليين لا شك أنه كان كثيرًا، يفوق في الكم ما كان لهم من شعر، وقد سبق
أن وضحنا ذلك، ولكن سنة الكون دائما تجعل الشعر أوفر حظًّا من العناية
والاهتمام، فيحفظ، ويتناقل، ويروى على مر الأجيال أكثر من الشعر. ولهذا
نتوقع أن يكون ما حفظ لنا من نثر الجاهليين أقل بكثير مما حفظ لنا من
شعرهم.
وإذا كان في الشعر قافية موحدة، ومقاطع موسيقية منتظمة تجعله
أسهل علوقًا بالذهن، وأكثر دوامًا بالذاكرة، فإن ذلك أيضًا جعله يثبت في
الحفظ، ويتناقل من جيل إلى جيل بنفس الألفاظ والعبارات اللهم في القليل
النادر، فيغلب على الظن؛ حينئذ أن عدم وجود هذه الخاصية في النثر قد أثرت
في حفظه وفي روايته، فكان أشق في الحفظ، وأقل دوامًا في الذاكرة، ثم كان
عرضة للتغيير أو التحوير، مع المحافظة على المعنى المقصود، بطبيعة الحال،
ومن هنا لا شك أن النثر الجاهلي كان من الصعب على الرواة أن يحفظوه كله،
وإذا حفظوا بعضه، فالغالب أنه قد ضاعت منهم بعض ألفاظه. ولكن مهما يكن، فمن
المؤكد أنه بقيت نصوص منه كان لها حظ الرعاية والاهتمام، فظلت سليمة كما
صنعها أصحابها، حتى تسلمتها بطون الكتب وأمهات المراجع، فوصلتنا صحيحة
سليمة.

دواعي النثر الجاهلي:
وظروف الحياة التي كان
يعيش فيها الجاهليون كانت تدعوهم إلى القول، ولا شك أن هذه الظروف نتج
عنها نثر لهؤلاء الموهوبين في صناعة الكلام وليس لديهم موهبة الشعر، وهم
ولا شك كانوا أكثر عددًا من الشعراء، بدليل ما نعلمه، وما نشاهده في الأمم
القديمة والحديثة في العصور السالفة وعصرنا الحاضر.
لقد كان للعرب
اجتماعات خاصة وعامة، وعلى نطاق ضيق وعلى نطاق واسع، وكانت بينهم منافسات
وتسابق في المفاخر، والأمجاد، والأفعال، والعادات، وحدثت بينهم مشكلات،
وخصومات، وعداوات، كما كانت لهم تجارب في الحياة، فتكونت لديهم خبرات،
كانوا يحبون -بطبيعة الحال- أن يضعوها بين أيدي من يحبون، لكي يستفيدوا بها
في حياتهم، كل هذه المناسبات كانت تستدعي القول، ولسنا نعني القول العادي،
كهذا الذي يتحدث به الشخص لقضاء مصالحه العاجلة، وحاجاته اليومية، إنما
نقصد ذلك القول المؤثر الذي يحفل به صاحبه، ويودع فيه من طاقات الإثارة كل
ما يستطيع.
فالقبيلة في مجتمعها الخاص، وبخاصة حينما ينتهون من مشاغلهم
اليومية، ويجتمعون بالليل في مجالس السمر، ولا شك أنهم كانوا يتجاذبون
أطراف الحديث فيما يجري من شئونهم أو شئون غيرهم، أو يستمعون إلى من أوتي
حظًّا أوفر من القدرة على الكلام الفصيح، ولا شك أن أحسن ما كان يشوقهم أن
يستمعوا إليه أحاديث الآباء والأجداد، وما كان لهم من مفاخر وأمجاد، ومن ثم
لا بد أنه كان هناك قصص طريف يحاول فيه القصاص أن يستعيد الحوادث، ويسردها
للسامعين بأسلوب شيق أخاذ، ولا ريب أن هؤلاء القصاصين قد اتخذوا من
الحوادث الجارية، والأحداث السابقة مادة لقصصهم، ومن هنا وجدت قصص الأيام
التي تحكي تاريخ الحروب بين الجاهليين، وقد حفلت بها كتب كثيرة من أهمها
شرح النقائض لأبي عبيدة، وغني عن البيان أن ما يحكيه أبو عبيدة وأمثاله عن
الأيام وغيرها مما يتصل بالجاهليين، ليس من نثر الجاهليين ولا يمثل
أسلوبهم، إلا ما يجيء في ثنايا كلام المؤلفين من محفوظات بنصوصها تنسب إلى
قائلين فهذه جاهلية بالطبع، كذلك حفلت كتب التاريخ القديم بقصص الجاهليين
عن ملوك المناذرة، والغساسنة، والحميريين, والفرس، وغيرهم، وبأخبار سادتهم،
ورؤسائهم، وكهانهم، وعشاقهم، وشعرائهم، وما كان لهم من أساطير.





توقيع : السفير المجد




خياراتالمساهمة

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني I_icon_minitimeالأحد 5 مايو 2013 - 17:55
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

mimia

البيانات
الدولة : نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 504
تاريخ الميلاد : 28/07/1980
تاريخ التسجيل : 02/04/2013
العمر : 44
الموقع : منتديات السفير المجد للتربية والتعليم
العمل/الترفيه : أستاذة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: مشكور أستاذ جزاك الله خيرا
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني


مشكور أستاذ جزاك الله خيرا





توقيع : mimia




خياراتالمساهمة

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني I_icon_minitimeالأحد 5 مايو 2013 - 18:58
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة
الرتبه:
مشرفة
الصورة الرمزية

niha noha

البيانات
الدولة : نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني 610
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 533
تاريخ الميلاد : 18/05/1981
تاريخ التسجيل : 12/04/2013
العمر : 43
الموقع : السفير المجد للتربية والتعليم
العمل/الترفيه : أستاذة
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: رد
♥ سبحــآآن آللـھ?ہ ? بحمدھ? سبحــآآن آللـھ?ہ آلعظيّـمَ ♥

نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني


موضوع قيم جزالك الله خيرا أستاذ





توقيع : niha noha




خياراتالمساهمة

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة




الــرد الســـريـع
..

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني , نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني , نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني ,نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني ,نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني , نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 17 والزوار 23)




نبدة عن تاريخ الأدب الجاهلي الجزء الثاني Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الأنبتوقيت الجزائر