إعجاز القرآن والسنة الجزء الأول
[b]قال تعالى : ( ألم نخلقكم من ماء مهين . فجعلناه في قرار مكينٍ . إلى قدرٍ
معلوم . فقدرنا فنعم القادرين . ويلٌ يومئذ للمكذبين ). المرسلات 20 ـ 24 .
بهذا الأسلوب المعجز يشير تعالى إلى حقيقتين علميتين ثابتتين ليس في علم
الأجنة فقد ، وإنما في علم التشريح و الغريزة أيضاً . الحقيقة الأولى : هي
وصف الآيات للرحم بالقرار المكين . و الحقيقة الثانية : إشارة إلى عمر
الحمل الثابت تقريباً ، أو ما أسماه القرآن : القدر المعلوم ، و كأني
بالقرآن الكريم ، و يدعواهم للبحث و التأمل لما تحتويان من الأسرار كما
سنرى في تفصيلنا لهما ،إن شاء الله
ـ القرار المكين : قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ) المؤمنون 12 ـ 13 .
نطفة ..نطفة ضعيفة لا ترى إلا بعد تكبيرها مئات المرات ، جعلها الله في هذا
القرار ،فتكاثرت و تخلقت حتى أعطت هذا البناء العظيم ،و خلال هذه المرحلة
كانت تنعم بكل ما تتطلبه من الغذاء و الماء و الأوكسجين ، في مسكن أمين و
منيع و مريح ، و تحت حماية مشددة من أي طارىء داخلي أو خارجي . حقاً إن هذا
الرحم لقرار مكين . و لكن ذلك ؟!!
القصة شيقة و ممتعة لا يملك من يطالعها إلا أن يسبح الخالق العظيم ،و هو
يرى تعاضد الآليات المختلفة : التشريحية ،و الهرمونية ،و الميكانيكية ،و
تبادلها في كل مرحلة من مراحل تطور الجنين ، لتجعل من الرحم دائماً قراراً
مكيناً .
فتشريحياً :
1 ـ تقع الرحم في الحوض بين المثانة من الأمام و المستقيم من الخلف ،و
تتألف من ثلاثة أقسام تشريحية هي : الجسم و العنق و المنطقة الواصلة بينهما
و تسمى المضيق .
2 ـ يحيط بالرحم جدار عظمي قوي جداً ، يسمى الحوض ، و يتألف الحوض من
مجموعة عظام سميكة هي العجز و العصعص من الخلف ، و العظمين الحرقفين من
الجانبين و يمتدان ليلتحمان في الأمام على شكل عظم العانة ،هذا البناء
العظمي المتين لا يقوم بحماية الرحم من الرضوض و الغط الخارجية من الجوانب
كافة فحسب ، و إنما يطلب منه أن يكون ببناء و ترتيب تشريحي يرضى عنه الجنين
، بحيث يكون ملائماً لنموه ،متناسباً مع حجمه و شكله ،و أن يسمح له عندما
يكتمل نموه و يكبر آلاف المرات بالخروج و المرور عبر فتحة السفلية إلى
عالم النور ،و بشكل سهل . فأي اضطراب في شكل الحوض أو حجمه قد يجعل الولادة
صعبة أو مستحيلة ،و عندما يلزم شق البطن لإستخراج الوليد بعملية جراحية
تسمى القيصرية .
3 ـ أربطة الرحم : هناك أربطة تمتد من أجزاء الرحم المختلفة لتربط بعظام
الحوض أو جدار البطن تسمى الأربطة الرحمية تقوم بحمل الرحم ،و تحافظ على
وضعيته الخاصة الملائمة للحمل و الوضع ، حيث يكون كهرم مقلوب ، قاعدته في
الأعلى و قمته في الأسفل ، و ينثني جسمه على عنقه بزاوية خفيفة إلى الأمام ،
كما تمنع الرحم من الانقلاب إلى الخلف او الأمام ،و من الهبوط للأسفل بعد
أن يزيدا وزنه آلاف المرات .
هذه الأربطة هي : الرباطان المدوران ،و الرباطان العرضيان ،و أربطة العنق
الأمامية و الخلفية . و لندرك أهمية هذه الأربطة ، يكفي أن نعلم أنها تحمل
الرحم التي يزيداد وزنها من (50) إ قبل الحمل إلى (5325) إ مع /ا تحويه من
محصول الحمل . و أن انقلاب الرحم إلى الخلف قبل الحمل قد يؤدي للعقم لعدم
إمكان النطاف المرور إلى الرحم ، و إذا حصل الانقلاب بعد بدء الحمل فقد
يؤدي للإسقاط .
و هرمونياً : يكون الجنين في حماية من تقلصات الرحم القوية ، التي يمكن أن
تؤدي لموته ، أو لفظه خارجاً ، و ذلك بارتفاع عتبة التقلص لألياف العضلة
الرحمية بسبب ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون الذي هو أحد أعضاء لجنة
التوازن الهرموني أثناء الحمل و التي تتألف من :
1 ـ المنميات التناسلية : كمشرف .
2 ـ هرمون الجريبين كعضو يقوم بالعمل مباشر .
3 ـ هرمون البروجسترون كعضو يقوم بالعمل مباشرة . تتعاون هذه اللجنة و
تتشاور لتؤمن للجنين الأمن و الاستقرار في حصنه المنيع ، فلنستمع إلى قصتها
بإيجاز :
ما إن تعشعش البيضة في الرحم حتى ترسل الزغابات الكوريونية إلى الجسم
الأصغر في المبيض رسولاً يدعى المنميات التناسلية تخبره بأن البيضة بدأت
التعشيش ،و تطلب منه أن يوعز للرحم أن تقوم بما عليها من حسن الضيافة .
و فعلاً يقوم الهرمون التأثير المباشر على الدم لتقوم بتأمين متطلبات محصول
الحمل ، كما أن الهرمون و اللوتئين ( البروجسترون ) ، كما ذكرنا ، الفضل
في رفع عتبة تقلص العضلات الرحمية ، فلا تتقلص إلا تقلصات خفيفة تفيد في
تعديل وضعية الجنين داخل الرحم . و في الشهر الثالث يبدأ الجسم الأصفر يعلن
عن اعتذاره عن الاستمرار في تقديم هذه الهرمونات ،و يميل للضمور ، و في
هذا الوقت تأخذ المشيمة ـ التي تكون قد تكونت ـ على عاتقها أمر تزويد الحمل
بمتطلباته المتزايدة من الهرمونات حتى نهاية الحمل .
و هكذا نجد لغة التفاهم و التعاون ظاهرة في هذه اللجنة الهرمونية و الجهات التي تصدر عنها .
المرجع :
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
السمع ثم البصر
ورد في القرآن الكريم لفظي السمع و البصر معاً ( 19) تسعة عشر مرةً ، و ذكر
في (17) سبعة عشر موضعاً لفظة السمع قبل البصر منها قوله تعالى : ( و هو
الذي أنشأ لكم السمع والأبصار و الأفئدة ) المؤمنون : 78 و قوله ( إن السمع
و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلاً) الإسراء :36 .
و الواقع أن كلاً من السمع و البصر من الحواس الغالية و الهامة في الإنسان
فعن طريقهما يطل على العالم الخارجي ، و يتلقى المدركات ، ويميز الأشياء و
يتعرف عليها و لكن ذكر السمع قبل البصر في القرآن يكاد يكون قاعدةً مطردة .
و قد نفهم الحكمة من ذلك اعتماداً على بعض مكتسبات العلم التي منها :
1 ـ تبدأ وظيفة السمع بالعمل قبل وظيفة الإبصار . فقد تبين أن الجنين يبدأ
بالسمع في نهاية الحمل و قد تأكد العلماء من ذلك بإجراء بعض التجارب حيث
أصدروا بعض الأصوات القوية بجانب امرأة حامل في آخر أيام حملها ، فتحرك
الجنين استجابة لتلك الأصوات ، بينما لا تبدأ عملية الإبصار بعد الولادة
بأيام قال تعالى
إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه
سميعاً بصيراً ) الدهر : 2 .
2 ـ ومن الحقائق التي تجعل السمع أكبر أهمية من البصر هي أن تعلم النطق يتم
عن طرق السمع بالدرجة الأولى ، وإذا ولد الإنسان و هو أصم ، فإنه يصعب
عليه الانسجام مع المحيط الخارجي و يحدث لديه قصور عقلي و تردٍ في مدركاته و
ذهنه ووعيه . و هناك الكثير من الذين حرموا نعمة البصر و هم صغار أو منذ
الولادة و مع ذلك فقد تعلموا درجة راقية من الإدراك و العلم حتى الإبداع ،و
أبو العلاء المعري الشاعر المعروف مثالٌ على ذلك . و لكننا لم نسمع بأن
هناك إنساناً ولد و هو أصم ، أو فقد سمعه في سنوات عمره الأولى ثم ارتقى في
سلم المعرفة . و ذلك لأن التعلم و الفهم يتعلقان لدرجة كبيرة بالسمع ، و
الذي يفقد سمعه قبل النطق لا ينطق .و لذلك ربطت الآية القرآنية العلم
بالسمع أولاً ثم البصر فقال تعالى في سورة النحل : ( و الله أخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم
تشكرون ) .
3 ـ العين مسؤلة عن وظيفة البصر أما الأذن فمسؤلة عن وظيفة السمع و التوازن
. و قد تكون العبرة في هذا الترتيب أكثر من ذلك و الله أعلم بمراده
المرجع:
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
الخـمـر أم الخبـائـث
قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب
الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن
يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر و الميسر و يصدم عن ذكر الله و عن
الصلاة فهل أنتم منتهون ) .
الخمر لغة : هي كل ما خامر العقل و غلبه . و في الاصطلاح الفقهي هي اسم لكل
مسكر . عن عبد الله بن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر
خمر و كل خمر حرام . رواه مسلم
و الرجس : القذر.
مشكلة الخمر في العالم :
الخمر من اعقد المشكلات التي يجأر منها الغرب و يبحث عن حل لكن دون جدوى
فهذا السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت يقول عن مشكلة الخمر : \" لقد
وصلنا إلى القمر و لكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل ، إنها مشكلة حقيقية
عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر و أكثر من
44 مليون شارب خمر \" .
و قد نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان \" الشوق إلى الخمر \"
جاء فيه \" إذا كنت مشتاقاً إلى الخمر فإنك حتماً ستموت بسببه \".
إن أكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب الخمر .
و ينقل البروفسور شاكيت أن 93% من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر و أن
40% من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه و 5% من النساء و 10% من الرال
يعانون من أمراض مزمنة معندة .
تأثيرات الخمر السمية :
ترى هل يدري شارب الخمر أنه يشرب سماً زعافاً ؟
و قبل الشرب ، يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي إلى إصابته
بالتهاب القصبات و الرئة و إلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة
الشم ، و هنا يتضح معنى قوله تعالى \" فاجتنبوه \" فهي تعني النهي عن
الاقتراب منه مطلقاً و هي أعم من النهي عن شربه .
و يختلف تأثير الخمر السـمي كلمـا تغير مسـتواه في الدم فعندما يبلغ
مســتواه من 20ـ 99ملغ % يسبب تغير المزاج و إلى عدم توازن العضلات و
اضطراب الحس ، و في مستوى من 100ـ 299 ملغ % يظهر الغثيان و ازدواج الرؤية و
اضطراب شديد في التوازن . و في مستوى من 300 ـ 399 ملغ % تهبط حرارة البدن
و يضطرب الكلام و يفقد الذاكرة . و في مستوى 400 ـ 700 ملغ % يدخل الشاب
في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس و قد ينتهي بالموت . و رغم أن كل أعضاء
الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثراً حيث يثبط
المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيداً و يفقد قشر الدماغ
قدرته على تحليل الأمور ، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن
الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تماماً إلى الموت .
و هكذا يؤكد كتاب alcoholism أن الغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم
يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي و يدخل إلى الجنين عبر المشيمة ، و أن يصل إلى
كافة الأنسجة . لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية . و كلما كانت
الأعضاء أكثر تعقيداً و تخصصاً في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول
السمية . فلا عجب حين نرى أن الدماغ و الكبد و الغدد الصم من أوائل
الأعضاء تأثراً بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة .
تأثيرات الخمر على جهاز الهضم
في الفم يؤدي مرور الخمر فيه إلى التهاب و تشقق اللسان كما يضطرب الذوق
نتيجة ضمور الحليمات الذوقية ، و يجف اللسان و قد يظهر سيلان لعابي مقرف . و
مع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان
اللسان و تؤكد مجلة medicin أن الإدمان كثيراً ما يترافق مع التهاب الغدد
النكفية .
و الخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب
لتقرحه و لحدوث نزوف خطيرة تؤدي لآن يقيء المدمن دماً غزيراً . كما تبين أن
90% من المصابين بسرطان المريء هم مدمنوا خمر .
و في المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها و يزيد افراز حمض كلور الماء و
الببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف و عند المدمن تصاب المعدة
بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جداً أن
يصيب شخصاً لا يشرب الخمر .
و تضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين و تحدث التهابات
معوية مزمنة و اسهالات متكررة عند المدمنين ، و تتولد عندهم غازات كريهة و
يحدث عسر في الامتصاص المعوي.
الكبد ضحية هامة للخمر :
للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية ، فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية و هب تعدل السموم و تنتج الصفراء .
و الغول سم شديد للخلية الكبدية و تنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن
وظائفه الحيوية و يحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان . ففي فرنسا وحدها
يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي و في ألمانيا يموت
حوالي 16 ألف . كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات
تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص
الوارد الغذائي .
1ـ تشحم الكبد حيث يتشبع الكبد بالشحوم أثناء حرق الغول و تتضخم الكبد و تصبح مؤلمة
2ـ التهاب الكبد الغولي : آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول
الخمر و تتجلى بالآم بطنية و قيء و حمى وإعياء و ضخامة في الكبد .
3ـ تشمع الكبد liver cirrhosis : حيث يحدث تخرب واسع في خلايا الكبد و
تتليف أنسجته و يصغر حجمه و يقسو و يصبح عاجزاً عن القيام بوظائفه .
و يشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد و نقص في الشهية و تراجع في الوزن مع
غثيان وإقياء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان ز و قد يختلط بالتهاب الدماغ
الغولي و يصاب بالسبات أو النزف في المريء ، و كلاهما يمكن أن يكون مميتاً .
تأثيرات الخمر على القلب :
يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة و المميتة التي تصيب القلب منها :
1ـ اعتلال العضلة القلبية الغولي : حيث يسترخي القلب و يصاب الإنسان بضيق
في النفس و إعياء عام و يضطرب نظم القلب و تضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين
،و المريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر
2ـ قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان .
3ـ داء الشرايين الإكليلية :الغول يؤدي إلى تصلب و تضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية .
4ـ اضطراب نظم القلب
تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي :
تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية . وللغول تأثيرات
فورية على الدماغ ن بعضها عابر ، و بعضها غير قابل للتراجع .حيث يؤكد د .
براتر وزملاؤه أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتاً في بعض
خلايا الدماغ .و هنا نفهم الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه و سلم \"
ما أسكر كثيره فقليه حرام \" .
و السحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكو المصاب من الصداع و التهيج العصبي
و قد تنتهي بالغيبوبة الكاملة . كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما
يسمى \" باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد\".
أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء و التشنج و التقلص الشديد .
تأثيرات الخمر على الوظيفة الجنسية :
تروي كتب الأدب قصة أعرابية أسكرها قوم في الجاهلية فملا أنكرت نفسها قالت
: أيشرب هذا نساؤكم ، قالوا : نعم قالت : لئن صدقتم لا يدري أحدكم من أبوه
. و قد الأطباء أن الخمر تزيد من شبق الأنثى فيضطرب سلوكها الجنسي حتى أنه
لا يستغرب أن تمارس المرأة أول عمل جنسي لها تحت تأثير الخمر و قد أكد
البروفسور فورل أن معظم حالات الحمل السفاحي حدثت أثناء الثمل . كما تضطرب
الدورة الطمثية لدى المرأة المدمنة و تصل إلى سن اليأس قبل غيرها بعشرة
سنوات و تتاذى الخلايا المنتشة مؤدية إلى ضرر في المبيضين.
أما الرجل ، فعلى الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية في المراحل الأولى من
الشرب لكن القدرة على الجماع تتناقص عند المدمن حتى العنانة الكاملة .
و الغول يوذي الخلايا المنتشة و يتلفها مؤدياً إلى ضمور في الخصيتين ، وقبل هذا يمكن ظهور نطاف مشوهة يمكن أن تؤدي إلى أجنة مشوهة .
الخمر ينتهك الخط الدفاعي للبدن :
تضعف مقاومة البدن للأمراض الانتانية لدى المدمن و تنقص لديه لاسيما للإصابة بذات الرئة و غيرها .
و قد كان يفسر سابقاً بسوء التغذية لكن أبحاث كورنيل الأمريكية أثبتت أن
ضعف المقاومة لدى المدمنين ناتج عن تدخل مباشر في عملية المناعة .
آثار الخمر الخطيرة على النسل :
يقول د. أحمد شوكت الشطي : إن زواج الغوليين قضية خطيرة لأن الزوج المولع
بالشرب زوج غير صالح ، و يرث نسله منه بنية مرضية خاصة تعرف بالتراث الغولي
،و يقصد به ما يحله نسل المخمورين من ضعف جسدي و نفساني و قد ثبت أن الأم
الحامل تنقل الغول عبر مشيمتها إلى الجنين فتبليه و أنه ينساب بالرضاعة إلى
الوليد.
المراجع :
روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر
نظرات في المسكرات د . أحمد شوكت شطي
ما من كل الماء يكون الولد
قال صلى الله عليه وسلم :
\"ما من كل الماء يكون الولد ، إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء \" أخرجه مسلم .
إن هذا الحديث إعجاز كامل فلم يكن أحد يعلم أن جزأ يسير من المني هو الذي
يخلق منه الولد ... فلم يكن أحد يتصور أن في القذف الواحد من المني ما بين
مائتين إلى ثلاثمائة مليون حيوان منوي وأن حيواناً منوياً فقط هو الذي يقوم
بتلقيح البويضة .
و يقول الدكتور ليزلي أرى في كتابه Developmenetal Anatomy( الطبعة السابعة
) أن التجارب على الثدييات أثبتت أن واحداً بالمائة من المني فقط يكفي
لتلقيح البويضة . و من المقرر طبياً أن عشرون مليون من الحيونات المنوية في
القذفة الواحدة هي الحد الأدنى للإخصاب .. و رغم أنه يقرر طبياً أيضاً أن
هناك حالات حمل كثيرة بأقل من هذه الكمية .. كما يمكن أن تحقن كمية المني
الناقصة الحيوانات إلى الرحم مباشرة Artificia Insemination و هي الطريقة
المسمات \" بالتلقيح الصناعي \" .. و هذه الطريقة تستخدم أحياناً لمن
يشكون العقم و يكون السبب في ذلك قلة الحيوانات المنوية في مني الزوج.
فالحديث صريح في أنه ليس من كل الماء يكون الولد .. و إنما من جزء يسير منه
.. و أنى لمن عاش قبل أربعة عشر قرناً أن يعلم هذه الحقيقة التي لم تعرف
إلا في القرن العشرين إذا لم يكن علمه قد جاء من لدن العليم الخبير و قد
دلت علي معنى هذا الحديث آية قرآنية كريمة . قال تعالى ( الذي أحسن كل شيء
خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين . ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) قال
المفسرون السلالة هي الخلاصة .. وخلاصة الماء المهين هي التي يكون منها
الولد .. فأول ما تخرج يكون عشرين بالمائة منها غير صالح للتلقيح ثم يموت
في المهبل عدد كبير منها .. ثم يموت على عنق الرحم عدد آخر .. ثم تذهب
مجموعة منها كبير منها ... ثم يموت على عنق الرحم عدد آخر .. ثم تذهب
مجموعة منها تكون البويضة .. فتهلك تلك التي ذهبت إلى غير مكان البويضة ...
و لا يصل في النهاية إلى البويضة إلا ما يقرب من خمسمائة حيوان منوي فقط و
هنا يقع اختبار و انتقاء و اصطفاء آخر لحيوان منوي واحد فقط من بين هؤلاء
ليتم به تلقيح البويضة .
و في البويضة كذلك اصطفاء و انتقاء .. إذ يبلغ عدد البويضات في مبيض الأنثى
و هي لا تزال جنيناً في بطن أمها ستة ملايين بويضة أولية .. و لكن كثيراً
منها يذوي و يموت قبل خروجها إلىالدنيا .. ثم تستمر في اندثارها حتى إذا
بلغت الفتاة المحيض لم يبق منها إلا ثلاثين ألف فقط .
و في كل شهر تنمو مجموعة من هذه البويضات ...و لكن لا يكتمل النمو إلا
لواحد فقط .. و في حياة المرأة التناسلية لا يزيد ما تغرزه المرأة عن
أربعمائة بويضة فقط .. فهناك اصطفاء و انتقاء للحيوان المنوي .
و هناك اصطفاء و انتقاء للبويضة أيضاً .
ليس هذا فحسب بل أن هناك اصطفاء و انتقاء للحمل أيضاً .
نعم تقول الأبحاث الطبية الحديثة ( مجلة Medicine Digest ) عددد يناير
1981 أن 78 بالمائة من جميع حالات الحمل تسقط طبيعياً ...و أن ما يقرب من
خمسين بالمائة يسقط قبل أن تعلم أنها حامل .. ذلك لأن الرحم يلفظ الكرة
الجرثومية بعد علوقها مباشرة .. فتظن الأم أن الدم الذي جاءها في موعد
الحيضة أو بعده بقليل هو دم الطمث الذي كانت تنتظره و لا تعلم أنه دم سقط.
فهناك اصطفاء بعد اصطفاء . وانتقاء بعد انتقاء و صدق الله العظيم حيث يقول : ( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) .
و صدق رسوله الكريم حيث يقول \" ما من كل الماء يكون الولد \" .
و الشق الثاني : من الحديث و هو : إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه ( شيء ) .
إعجاز كامل لا يتصوره إلا من درس وسائل منع الحمل و نسبة النجاح فيها ..
فمن وسائل منع الحمل وسائل قديمة معروفة مثل العزل و منها وسائل حديثة مثل
حبوب منع الحمل . و اللولب الذي يدخل إلى الرحم ، و الموانع الميكانيكية
لدى المرأة و الرجل . . و المراهم و اللبوس المهبلي ( التحاميل ) وأخيراً
عملية التعقيم بقطع قناتي الرحم و ربطهما حتى لا تتمكن الحيوانات المنوية
من الوصول إلى البويضة .
و في المتفق عليه في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال \" كنا نعزل على
عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن لي جارية خادمتنا و ساقيتنا في
النخل و أنا أطوف عليها و أكره أن تحمل . فقال صلى الله عليه وسلم : اعزل
عنها إن شئت فإنه سيأتيها ما قدر لها . . فلبث الرجل ما شاء الله ثم أتاه
فقال إن الجارية قد حملت فقال صلى الله عليه وسلم : قد قلت سيأتيها ما قدر
لها \" رواه الشيخان البخاري ومسلم .
يقول كتاب \" تنظيم الحمل \" Humamnferliliy control \" عن العزل
أنها وسيلة شائعة منذ أقدم العصور ذكر لها هو في كتاب الخلق من التوراة (
المحرفة ) عندما زنى أونان بزوجة أخيه و عزل حتى لا يسقي أرض أخيه .... و
يقول المؤلفان : \" إن نسبة الفشل بهذه الطريقة تبلغ 22 بالمائة \"
[1].
و نحن نعلم الآن أن لكل وسيلة من وسائل منع الحمل نسبة تفشل فيها ...
فرغم هذه الموانع يحصل الحمل إذا قدر الله ذلك .. بل لقد جائتني إحدى
المريضات .. و أخبرتني أنها أجرت عملية تعقيم بقطع قناتي الرحم و ربطهما ..
في لندن ثم لم تلبث بضعة أشهر إلا وهي حامل .. و ذلك مقرر في الكتب و
المجلات الطبية .. و تصل نسبة فشل هذه العلمية 55 بالمائة إذا كانت العلمية
عن طريق المهبل و لكنها تهبط إلى واحد من بالمائة إذا أجريت العملية عن
طريق فتح البطن و بواسطة جراح ماهر .
و سجل كثير من الباحثين نسبة فشل تصل إلى 3.7 بالمائة مع جراحين مهرة بل
لقد سجلت حالة حمل بعد عملية استئصال للرحم ، و عليه فإن الحديث النبوي
الشريف إعجاز كامل في تقرير هذه الحقيقة العلمية.
النهي عن الشرب و الأكل وافقاً
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر عن الشرب قائماً رواه مسلم .
و عن أنس وقتادة رضي الله عنه ‘ن النبي صلى الله عليه و سلم \" أنه نهى
أن يشرب الرجل قائماً \" ، قال قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و
أخبث \"رواه مسلم و الترمذي . و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال : لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي \" رواه
مسلم .
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :\" نهى رسول الله صلى الله عليه و
سلم عن الشرب قائماً و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة و الشرب من
فيّ السقاء \".
الإعجاز الطبي :
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و
أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة
بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر
المعدة و يصدمها صدماً ، و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى
استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم . و إنما شرب النبي
واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة
، و ليس على سبيل العادة و الدوام . كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في
شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين .
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي ** أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و
يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من
السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل
الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط
الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة
الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و
حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و
تمثله بشكل صحيح .
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف (
القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم
المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و
مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation
لتوجيه ضربتها القاضية للقلب ، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء
.كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة
جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن
قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية و
جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة
عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور
الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها
وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه .
المراجع :
* د. عبد الرزاق الكيلاني : \" الحقائق الطبية في الإسلام \" دار القلم دمشق .
** د. إبراهيم الراوي : أستشارات طبية في ضوء الإسلام و الحضارة العدد 1967 .
روائع الطب الإسلامي ج (4) الدكتور محمد نزار الدقر
تعين جنس الجنين
قال تعالى في كتابه الكريم : ( و إنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى من نطفة
إذا تمنى ) النجم 45 ـ46 كما قال تعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى . ألم
يك نطفة من مني يمنى . ثم كان علقة فخلق فسوى . فجعل منه الزوجين الذكر و
الأنثى ) القيامة 36 ـ 40 .
تحوي البيضة الملقحة التي سيتشكل منها الجنين 22 زوج من الصبغيات الجسمية
مع زوج من الصبغيات الجنسية ، و تأتي هذه الصبغيات من اجتماع بويضة الأنثى
التي تحوي دائماً ( 22 صبغي جسمي + الصبغي جنسي X ) ومن نطفة الرجل التي
تحوي ( 22 صبغي جسمي + الصبغي جنسي إما X أو Y) لأن
نصف نطاف الرجل تحوي الصبغي X و نصفها تحوي الصبغي Y، أما بويضة الإمرأة
فدائماً تحمل الصبغي الجنسي X . فإذا اتحدت البيضة مع نطفة حاوية على
الصبغي الجنسي X كان الجنين أنثى ، و إذا اتحدت مع نطفة حاوية على الصبغي
الجنسي Y كان الجنين ذكراً ، أي حسب المعادلة
نطفة ( Y) + بويضة ( X) = (YX) ذكر
نطفة ( X ) + بويضة (X ) = (X X ) أنثى
فنطاف الرجل إذاً هي المسؤلة عن تحديد الجنس لأنها تحمل الأشكال المتغايرة
من الصبغيات الجنسية و هذا ما ذكره القرآن قبل أربعة عشر قرناً حين قال : (
و أنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى ) .
و ما أمكثر الرجال ـ مع الأسف ـ الذين دفعهم جهلهم إلى ترك زوجاتهم لأنهنّ
لا ينجبن إلا إناثاً و لو أمعن هؤلاء الجهلة في آيات القرآن لعلموا أن
الرجل هو الذي يحدد نوع الجنين ذكراً أم أنثى و ليس المرأة إلا كالأرض تنبت
ما يزرع بها و صدق الله العظيم ( نساؤكم حرثٌ لكم ) البقرة 222.
المرجع :
مع الطب في القرآن الكريم تأليف الدكتور عبد الحميد دياب الدكتور أحمد قرقوز مؤسسة علوم القرآن دمشق
السواك بين الطب و الإسلام
قال النووي (1): السواك لغة بكسر السين ، و يطلق على الفعل و هو الاستياك و
على الآلة التي يستاك بها و التي يقال لها يقال لها \" المسواك .
الهدي النبوي في السواك :
عن أبي هريرة رضي الله عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" لولا أن
أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة ـ و في رواية ـ عند كل وضوء \"
رواه الشيخان . و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال : \" عليك بالسواك فإنه مطهرة للفم و مرضات للرب :
رواه البيهقي ورواه البخاري عن عائشة بلفظ : \" السواك مطهرة للفم مرضات
للرب \" ورواه ابن ماجة عن أبي أمامة رضي الله عنه .
فقه السواك :
قال النووي : السواك سنة و ليس بواجب في حال من الأحوال بإجماع من يعتد به في الإجماع \"
قال ابن القيم : \" يستحب السواك للمفطر و الصائم و في كل وقت لعموم
الأحاديث الواردة فيه و لحاجة الصائم إليه ، و لأنه مرضاة للرب ، و مرضاته
مطلوبة في الصوم أشدّ من طلبها في الفطر و لأنه مطهرة للرب و الطهور للصائم
من أفضل أعماله \"(2).
الإستياك و نظافة الفم و أثرها على الصحة العامة :
إن الفم بحكم موقعه كمدخل للطعام و الشراب ، و باتصاله بالعالم الخارجي ،
يصبح مضيفة لكثير من الجراثيم ،و التي نسميها \" الزمرة الجرثومية
الفموية \" و منها المكورات العنقوية و العقدية و الرئوية ،و العصيات
اللبنية و العصيات الخناقة الكاذبة ، و الملتويات الفوهية و الفنسانية و
غيرها .
هذه الجراثيم تكون بحالة عاطلة عند الشخص السليم و متعايشة معه ، لكنها
تنقلب ممرضة مؤذية إذا بقيت ضمن الفم ،و بين الأسنان ، فضلات الطعام و
الشرب . فإن هذه الجراثيم تعمل على تفسخها و تخمرها ، و تنشا عنها روائح
كريهة ، و هذه المواد تؤذي الأسنان كذلك محدثة فيها النخور أو إلى تراكم
الأملاح حول الأسنان محدثة فيها ( القلح ) أو إلى التهاب اللثة و تقيحها .
كما يمكن لهذه الجراثيم أن تنتقل بعيداً في أرجاء البدن محدثة التهابات
مختلفة كالتهاب المعدة أو الجيوب أو القصبات ، و قد تحدث خراجات في مناطق
مختلفة من الجسم(3) و قد تؤدي إلى انسمام الدم أو تجرثمه وما ينجم عن ذلك
من أمراض حمَّوية عامة .
و أهم ما يجب العناية به الفم الأسنان . فلأسنان وظائفها الهامة ،و
لأمراضها أثر كبير على الصحة العامة ، هنا يأتي دور السِّواك ، الذي له
أهميته القصوى في تخفيف البلاء الناجم عنها . فاللعاب الراكد يحتوي على
أملاح بصورة مركزة ، فإذا وجد سطحاً بعيداً عن حركات التنظيف الطبيعية
كحركة اللسان ، أو الاصطناعية كالسواك ، فإن هذه الأملاح تترسب ، و خاصة في
الشق اللثوي شيئاً فشيئاً مكونة ما يسمى باللويحات السنية .
و عنئذ تفعل الجراثيم فعلها متفاعلة مع بقايا الطعام و خاصة السكرية
الموجودة في الفم مكونة أحماضاً عضوية تقوم بإذابة المينا ثم العاج و يتسع
النخر مع استمرار إهمال نظافة الفم .
المسواك :
أصح ما ورد في السنة أن النبي صلى الله عليه و سلم أستاك بسواك من أراك . و
شجرة الأراك من الفصيلة الأركية و هي شجرة دائمة الخضرة تنموا في المناطق
الحارة في عسير و جيزان من الراضي السعودية و في مصر و السودان و في غور
الساعاد ( قرب القدس ) و في اليمن و جنوب أفريقيا و الهند .لها ثمر عند
تمام نضجه ، حلو الطعم ، حاذق ، يمكن أن يؤكل ،يؤخذ السواك من جذورها و من
أغصانها الصغيرة.
إعجاز السنة النبوية في السواك :
و قد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961) (4)
مقالاً للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه :
قرأت عن السِّواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار
بلادهم ، و قد عرض للأمر بشكل ساخر ، اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم
الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين . و فكرت ! لماذا لا
يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية ؟
و جاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية .
و فوراً بدأت أبحاثي عليها ، فسحقتها و بللتها ، ووضعت المسحوق المبلل على
مزارع الجراثيم ، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين ....
و إذا كان الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فلقد استخدم
المسلمون السواك منذ أكثر من 14 قرناً
و لعل إلقاء نظرة على التركيب الكيمائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ، و الذي هو في أصله ،وحي يوحى :
و تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي
على العفص بنسبة كبيرة و هي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة ن قابضة تعمل على
قطع نزيف اللثة و تقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي السنجرين
Sinnigrin ذات رائحة حادة و طعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم .(5)
و أكد الفحص المجهري لمقاطع المسواك وجود بلورات السيليكا و حماضات الكلس و
التي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ و القلح عن الأسنان .و أكد
د. طارق الخوري(6) وجود الكلورايد مع السيليكا و هي مواد تزيد بياض
الأسنان ، و على وجود مادة صمغية تغطي الميناء و تحمي الأسنان من التسوس ،
إن وجود الفيتامين ج و ثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة و على
نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس.
الصفحة الرئيسية
المصادر :
(1) الإمام النووي \" المجموع شرح التهذيب \"
(2) الإمام ابن القيم الجوزية : زاد المعاد من هدي خير العباد \"
(3) د. عبد الرزاق كيلاني :\" الحقائق الطبية في الإسلام : دمشق
(4) د . غياث الأحمد : الطب النبوي في ضوء العلم الحديث
(5) د. أبو حذيفة غبراهيم محمد : \"السواك أهميته و استعماله \" طنطا
(6) د. طارق الخوري مقالة عن السواك مجلة Clinical Preventive Dentistry
المرجع :
روائع الطب الإسلامي ج4 الدكتور محمد نزار الدقر
إعجاز القرآن في الناصية
وصف القرآن الناصية بأنها كاذبة خاطئة كما قال تعالى: ﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ (العلق:16).
والناصية لا تنطق فكيف يسند إليها الكذب ؟ ولا تجترح الخطايا فكيف تسند إليها الخطيئة؟
لقد أزال البروفيسور محمد يوسف سكر(1) عني هذه الحيرة(2)عندما كان يحدثني
عن وظائف المخ فقال : إن وظيفة الجزء من المخ الذي يقع في ناصية الإنسان هي
توجيه سلوك الإنسان فقلت له : وجدتها !
قال : ماذا وجدت ؟
قلت : وجدت تفسير قوله تعالى : ﴿نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ فقال : دعني أراجع كتبي ومراجعي .
وبعد مراجعته لتلك الكتب والمراجع ، أكد الأمر وقال : إن الإنسان إذا أراد
أن يكذب فإن القرار يتخذ في الفص الجبهي للمخ الذي هو جبهة الإنسان وناصيته
، وإذا أراد الخطيئة فإن القرار كذلك يتخذ في الناصية .
ثم عرضت الموضوع على عددٍ من العلماء المتخصصين، منهم البرفسور كيث إل
مور(3) الذي أكد أن الناصية هي المسئولة عن المقايسات العليا وتوجيه سلوك
الإنسان، وما الجوارح إلا جنود تنفذ هذه القرارات التي تتخذ في الناصية؛
لذلك فالقانون في بعض الولايات الأمريكية(4) يجعل عقوبة كبار المجرمين الذي
يرهقون أجهزة الشرطة هي استئصال الجزء الأمامي من المخ الناصية، لأنه مركز
القيادة والتوجيه ليصبح المجرم بعد ذلك كطفلٍ وديع يستقبل الأوامر من أي
شخص. وبدراسة التركيب التشريحي لمنطقة أعلى الجبهة وجد أنها تتكون من أحد
عظام الجمجمة المسمى العظم الجبهي(5)، ويقوم هذا العظم بحماية أحد فصوص
المخ والمسمى الفص الأمامي أو الفص الجبهي(6)، وهو يحتوي على عدة مراكز
عصبية تختلف فيما بينها من حيث الموقع والوظيفة . وتمثل القشرة الأمامية
الجبهية الجزء الأكبر من الفص الجبهي للمخ، وترتبط وظيفة القشرة الأمامية
الجبهية بتكوين شخصية الفرد، وتعتبر مركزاً علوياً من مراكز التركيز
والتفكير والذاكرة، وتؤدي دوراً منتظماً لعمق إحساس الفرد بالمشاعر، ولها
تأثير في تحديد المبادأة والتمييز . وتقع القشرة مباشرة خلف الجبهة أي أنها
تختفي في عمق الناصية، وبذلك تكون القشرة الأمامية الجبهية هي الموجه لبعض
تصرفات الإنسان التي تنم عن شخصيته مثل الصدق والكذب والصواب والخطأ ...
الخ، وهي التي تميز بين هذه الصفات وبعضها البعض وهي التي تحث الإنسان على
المبادأة سواءً بالخير أو بالشر(7). وعندما قدم البرفسور كيث إل مور البحث
المشترك بيني وبينه حول الإعجاز العلمي في الناصية، في مؤتمر دولي عقد في
القاهرة(
، لم يكتف بالحديث عن وظيفة الفص الجبهي في المخ الناصيةعند
الإنسان، بل تطرق إلى بيان وظيفة الناصية في مخاخ الحيوانات المختلفة ،
وقدم صورا للفصوص الجبهية في عدد من الحيوانات قائلاً : إن دراسة التشريح
المقارن لمخاخ الإنسان والحيوان تدل على تشابه في وظيفة الناصية ، فالناصية
هي مركز القيادة والتوجيه عندالإنسان وكذلك عند كل الحيوانات ذوات المخ،
فلفت قوله ذلك انتباهي إلى قوله تعالى: ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ
ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾(هود:56)و
تذكرت أيضاً بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الناصية كقوله
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي
بِيَدِكَ )(9) وكقوله
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ)(10)وكقوله
الْخَيْلُ معقود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )(11) فإذا جمعنا معاني هذه النصوص نستنتج أن
الناصية هي مركز القيادة والتوجيه لسلوك الإنسان، وكذا سلوك الحيوان .
المعاني اللغوية للآية وأقوال المفسرين:قال تعالى﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ
يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ15نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ
خَاطِئَةٍ16﴾(العلق:15-16). السفع : هو القبض والجذب، وقيل هو مأخوذ من سفع
النار، والشمس إذا غيرت وجهه إلى السواد(12).الناصية : هي مقدم الرأس(13).
أقوال المفسرين : ذهب جمهور المفسرين إلى تأويل الآية بأن وصف الناصية
بالكذب والخطيئة ليس وصفاً لها بل هو وصف لصاحبها(14)، وأمرّها الباقون كما
هي بدون تأويل مثل الحافظ ابن كثير . ويتضح من أقوال المفسرين رحمهم الله
عدم علمهم بأن الناصية هي مركز اتخاذ القرار بالكذب أو الخطيئة ، فحملهم
ذلك على تأويلها بعيداً عن ظاهر النص ، فالنص يصفها بالكذب والخطيئة ، وهم
أولوا وصفها بذلك ، فجعلوه وصفاً لصاحبها ، فأولوا الصفة والموصوف في قوله
تعالى ﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴾ كما لو كانت مضافاً ومضاف إليه،
والفرق واضح في اللغة بين الصفة والموصوف والمضاف والمضاف إليه. وأمرّ
آخرون من المفسرين الآية كما هي ، دون أن يقحموا أنفسهم فيما لا تطيقه
معارفهم وعلومهم في ذلك الزمان .
أوجه الإعجاز العلمي :
• يقول البرفسور كيث إل مور مستدلاً على هذه المعجزة العلمية : إن
المعلومات التي نعرفها عن وظيفة المخ لم تذكر طوال التاريخ، ولا نجد في كتب
الطب عنها شيئاً، فلو جئنا بكتب الطب كلها في عهد النبي r وبعده بقرون لن
نجد ذكراً لوظيفة الفص الجبهي الأمامي الناصية ولن نجد له بياناً ، ولم يأت
الحديث عنه إلا في هذا الكتاب القرآن الكريم، مما يدل على أن هذا من علم
الله جل وعلا الذي أحاط بكل شئ علماً، ويشهد بأن محمداً
رسول الله (15).
• ولقد كانت بداية معرفة الناس بوظيفة الفص الأمامي الجبهي في عام 1842م ،
حين أصيب أحد عمال السكك الحديد في أمريكا بقضيب اخترق جبهته، فأثر ذلك في
سلوكه ولم يضر بقية وظائف الجسم، فبدأت معرفة الأطباء بوظيفة الفص الجبهي
للمخ، وعلاقته بسلوك الإنسان.
• وكان الأطباء يعتقدون قبل ذلك أن هذا الجزء من المخ الإنساني منطقة
صامته لا وظيفة لها. فمن أعلم محمد r بأن هذا الجزء من المخ الناصية هو
مركز القيادة للإنسان والدواب وأنه مصدر الكذب والخطيئة .
• لقد أضطر أكابر المفسرين إلى تأويل النص الظاهر بين أيديهم لعدم
إحاطتهم علماً بهذا السر، حتى يصونوا القرآن من تكذيب البشر الجاهلين بهذه
الحقيقة طوال العصور الماضية، بينما نرى الأمر في غاية الوضوح في كتاب الله
وسنة رسوله r في أن الناصية هي مركز القيادة والتوجيه في الإنسان والدواب.
فمن أخبر محمد rمن بين كل أمم الأرض بهذا السر وبهذا الحقيقة؟! إنه العلم
الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو شهادة من الله
بأن القرآن من عنده ، لأنه نزل بعلمه سبحانه.
المصدر:
موقع الإيمان على شبكة الإنترنت تصميم مركز بحوث جامعة الإيمان بإشراف الشيخ عبد المجيد الزنداني . .
المراجع :
.(1) البرفسور محمد يوسف سكر : عميد الدراسات العليا بكلية الطب في جامعة
الملك عبدالعزيز بجدة في حينها وله كتاب باللغة الإنجليزية في وظائف
الأعضاء يعد مرجعاً في الكليات الأجنبية. (2) صاحبتني هذه الحيرة خمسة عشر
عاماً .(3) كيث إل مور من كبار الأطباء في العالم، تدرس بعض كتبه في كليات
الطب بعدة لغات وله مرجع كبير في تشريح المخ. وقد أشترك في تقديم عدة بحوث
في الإعجاز الطبي في مؤتمرات الإعجاز العلمي العالمية. (4) كما أخبرني أحد
علماء جراحة المخ الأمريكيين. (5) Frontal Bone
(6) Frontal Lobe
(7) من كتاب \"الناصية\" إصدار هيئة الإعجاز العلمي بتصرف . (
مؤتمر الإعجاز الطبي في القرآن والسنة في القاهرة عام 1985م .
(9) أخرجه أحمد في المسند 1/391 و1/452 وابن حبان في صحيحه 3/253 والحاكم
في المستدرك 1/690 وقال: صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبدالرحمن بن
عبدالله هو ابن مسعود عن أبيه فإنه مختلف في سماعه من أبيه ، وابن أبي شيبة
في المصنف 6/40 والبزار في مسنده 5/363 وأبو يعلى في مسنده 9/199
والطبراني في المعجم الكبير 10/169 ، وقال في مجمع الزوائد 10/136، رواه
أحمد وأبو يعلى والبزار إلا أنه قال: وذهاب غمي مكان همي، والطبراني ،
ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمه الجهني وقد وثقه ابن حبان ،
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 198 ورجح سماع عبدالرحمن بن
عبدالله بن مسعود من أبيه وقال : ثبت سماعه منه بشهادة جماعة من الأئمة .
(10) صحيح مسلم ك/ الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ب/ ما يقول عند النوم
وأخذ المضجع ، وأخرجه الترمذي ك/ الدعوات ب/ ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى
فراشه، وأبو داود في الأدب ب/ ما يقال عند النوم ، وأخرجه أحمد في مسنده
2/381.(11) أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير ب/ قول النبي صلى الله عليه
وسلم أحلت لكم الغنائم ، ومسلم في الإمارة، ب/الخيل في نواصيها الخير إلى
يوم القيامة ، والنسائي ك/ الخيل ب/الخيل، وابن ماجة ك/ الجهاد ب/ارتباط
الخيل في سبيل الله ،والترمذي ك/فضائل الجهاد ب/ماجاء في فضل من ارتبط فرسا
في سبيل الله ،وابن حبان في صحيحه10/524، وأحمد في مسنده .(12) روح
المعاني للألوسي ، فتح القدير . (13) لسان العرب ، روح المعاني للألوسي .
(14) فتح القدير للشوكاني ، الطبري ، روح المعاني ، الخازن .(15) من بحث
ألقاه في المؤتمر العالمي عن الإعجاز الطبي في القرآن والسنة ، الذي عقد
بالقاهرة عام 1985م
إعجاز القرآن في الناصية
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني كنت أقرأ قول الله تعالى : ( كلا لئن لم
ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة ) العلق : 15 والناصية هي مقدمة
الرأس فكنت أسأل نفسي وأقول يا رب اكشف لي هذا المعنى ! لماذا قلت ناصية
كاذبة خاطئة ؟ وتفكرت فيها أكثر من عشر سنوات وأنا في هذه الحيرة فأرجع إلى
كتب التفسير فأجد الجواب ..أجد المفسرين يقولون : المراد ليست ناصية كاذبة
وإنما المراد معنى مجازي وليس حقيقيا فهو من باب المجاز لا من باب الحقيقة
ناصية كاذب خاطئ ولما كانت الناصية هي مقدمة الرأس فأطلق عليها صفة الكذب
والمقصود صاحبها هكذا يقولون وليست هي مكان الكذب أو مصدر الكذب إلى ان يسر
الله البحث الذي كان عن الناصية قدم من أحد العلماء وهو كندي الأصل ومن
أشهرهم في علم المخ والتشريح والأجنة وكان ذلك في المؤتمر الطبي الذي عقد
في القاهرة وتواجد في ذلك المؤتمر طبيب ومعه زوجته فلما سمعت زوجته هذا
الكلام ناصية كاذبة قالت : والهاء أين راحت ؟ فالمفسرون يقولون : المعنى
ناصية كاذب خاطئ قالت : والهاء أين راحت ؟ قلت في نفسي هذه الهاء هي التي
دوختني عشر سنوات الله سبحانه وتعالي يقول لنا( ناصية كاذبة خاطئة ) نعود
لبحث العالم الكندي وقال فيه منذ خمسين سنة فقط تأكد لنا أن المخ الذي تحت
الجبهة مباشرة الذي في الناصية هو الجزء المسئول عن الكذب والخطأ هو المكان
الذي يصدر منه الكذب ويصدر منه الخطأ وأن العين ترى بها والأذن تسمع منها
فكذلك كان هذا المكان الذي يصدر منه القرار هذا مصدر اتخاذ القرار فلو قطع
هذا الجزء من المخ الذي يقع تحت العظمة مباشرة فإن صاحبه في الغالب لا تكون
له إرادة مستقلة لا يستطيع أن يختار اجلس .. اجلس .. قم ... قم .. امش ..
يفقد سيطرته على نفسه مثل واحد تقلع له عينيه فإنه لا يرى فقال : منذ خمسين
سنة فقط عرفنا أن هذا الجزء هو المسؤول عن هذا المكان الذي يصدر منه
القرار ... فمن يتخذ القرار ؟ نحن نعلم أن الروح هي صاحبة القرار وأن الروح
هي التي ترى ولكن العين هي الجارحة والروح تسمع ولكن الأذن جارحة كذلك
المخ هذا جارحة لكن في النهاية هذا مكان صدور القرار ... ناصية كاذبة خاطئة
ولذلك قال الله : ( لنسفعا بالناصية ) أي نأخذه أو نحرقه فسبحان الله كلمة
جاءت في كتاب الله ... وهاء الحرف يعرف الناس سره بعد أن يتقدم العلم
أشواطا وأشواطا ثم وجدوا أن هذا الجزء من الناصية في الحيوانات ضعيف صغير
لأن الحيوان مركز قيادته وحركة جسمه أيضا من هذا المكان وإلى هذا يشير
المولى سبحانه وتعالى : ( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) هود 56 مركز
القيادة .. موجود في الناصية .. من يعلم هذا ؟ متى عرف العلماء هذا ؟ متى
عرفوه ؟ عندما شرحوا مخ ا